جيل كامل من المناضلين يتذكر تجربته مع يوفال ديسكين.. الكابتن يونس

-

جيل كامل من المناضلين يتذكر تجربته مع يوفال ديسكين.. الكابتن يونس


أفصح رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية العامة (شاباك) الجديد يوفال ديسكين عن بعض دوافع اسرائيل لمعارضة مشاركة «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة حين قال أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية،الثلاثاء إن اسرائيل ستواجه صعوبات في تنفيذ سياسة الاغتيالات «الموضعية» ضد «حماس السياسية»، كما فعلت ضد «حماس العسكرية»، وأنه لن يكون سهلاً اغتيال قادة الحركة السياسيين لانعدام التبريرات لها.

وحمل ديسكين، مثله مثل سلفه آفي ديختر على «حماس» و»حركة الجهاد الإسلامي» في ما اسماه «تعاظم قوة التنظيمات الفلسطينية الإرهابية»، واعتبرها «مشكلة المشاكل». وأضاف، تعقيباً على انخراط «حماس» المتوقع في الحياة السياسية الفلسطينية وخوضها الانتخابات التشريعية انه يفضّل حماس «كمنظمة إرهابية» يمكن توجيه الضربات لها على «حماس سياسية اجتماعية إرهابية في السلطة». وزاد انّ تعاظم قوة «حماس» قد يجعلها جزءاً من القيادة الفلسطينية المستقبلية في السلطة. ونفى أنباء عن محادثات سرية بين جهازه وحركة «حماس»، وقال إن مثل هذه المسألة من صلاحيات المستوى السياسي.

وزاد ان موقف جهاز الاستخبارات المعارض لنقل المسؤولية عن محور فيلادلفي الحدودي بين قطاع غزة ومصر الى السلطة الفلسطينية لم يتبدل. واعتبر ديسكين قيادة الرئيس محمود عباس للسلطة الفلسطينية «ضعيفة»، وقال: «انه يريد فعل شيء لكنه غير قادر. إنه لا يحارب بأي شكل الإرهاب، والمجتمع الفلسطيني مشرذم».

ورأى رئيس «شاباك» ان عباس لن يتساهل مع اسرائيل في قضية عودة اللاجئين. ورداً على سؤال لعضو اللجنة اوري اريئيل هل يعتبر هو أيضاً (كما قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون) رئيس السلطة الفلسطينية «صوصاً بلا ريش»، قال ديسكين انه لا يتحمس لمثل هذه التشبيهات.

وتطرق ديسكين الى «الإرهاب اليهودي» الذي اعتبره، مع مباشرة مهماته الأحد الماضي، التحدي الأبرز الذي يواجهه، وقال إنّ الجهاز يولي جدية قصوى للتهديدات بتنفيذ اعتداء ارهـــابي على المسجد الأقصى، مضيفًا انه في هذه المســـألة، وأيضاً في ما يتصل بالتهديد باستهداف شخصيات اسرائيلية على خلفية معارضة اليمين المتطرف خطة الانسحاب من قطاع غزة «لا يمكن التعامل معها باستهتار او مزاح»، معتبراً احتمال تنفيذ عملية اغتيال ثانية لشخصية سياسية من جانب متطرفين يهود «موجة تفجيرية ذات مغازٍ استراتيجية كبيرة تلحق الضرر بإسرائيل»، مضيفاً أن «مناعة» المجتمع الاسرائيلي غير قادرة على تحمل اغتيال سياسي آخر.

إلى ذلك، أفادت الاذاعة العبرية ان منسق شؤون الاحتلال اللواء يوسف مشلب قدم توصيات الى المؤسستين العسكرية والسياسية بالإبقاء على بيوت المستوطنين المرشحين للإجلاء عن قطاع غزة وعلى الدفيئات المقامة على 4 آلاف دونم من أراضي المستوطنات، المسلوبة أصلاً، وتسليمها بعد الانسحاب الى السلطة الفلسطينية، وتحويل مستوطنة «نفيه دكاليم» لقرية سياحية فلسطينية بهدف اعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني بعد الانسحاب. وقالت الاذاعة إن الاقتراحات المذكورة تحظى بدعم البنك الدولي والرباعية الدولية كما ان مشلب طرحها في لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع والوزير محمد دحلان.

ويوصي مشلب بالسماح بدخول 35 الف عامل فلسطيني الى اسرائيل، منهم 15 الفًا من القطاع وذلك حتى العام 2008، وتشمل التوصيات أيضاً مدّ قطاع غزة بالكهرباء على حساب تبرعات دولية.وتعني التوصيات عملياً عدم الفصل المطلق بين اسرائيل وقطاع غزة.


صحيفة "فصل المقال"نابلس ــ «الأيام»: رغم مضي بين عشرين وثلاثين عاماً عليها، فإن أفعال ضابط المخابرات الإسرائيلي الشاب الذي كان يحمل اسماً عربياً هو «الكابتن يونس» لأغراض التمويه، ما زالت حاضرة هنا في أزقة مدينة نابلس ومخيماتها لما انطوت عليه من مثابرة في المتابعة الاستخبارية والاعتقال والإبعاد.
ويوم الاثنين، تداعى العديد من ضحاياه في مخيم بلاطة القريب إلى مقهى للانترنت بعد أن كشف أحدهم أن الصورة المرفقة مع خبر تنصيب رئيس جديد للشاباك يدعى يوفال ديسكين هي صورة الكابتن يونس بلحمه وشحمه.

وكانت وسائل الإعلام في إسرائيل ذكرت في تقارير لها عن ديسكن أنه بدأ حياته ضابط مخابرات في نابلس، ثم أخذ يرتقي في السلم الوظيفي إلى أن احتل وظيفة نائب رئيس الجهاز آفي ديختر قبل أن يخلفه في الرئاسة الاحد الماضي.
ويقول أمين مقبول عضو المجلس الثوري لحركة فتح أحد أبناء نابلس الذين اعتقلوا مراراً على أيدي ديسكين: أذكر الكابتن يونس «يوفال ديسكين» جيداً، ففي العام 79، وبينما كنت أمضي حكماً بالسجن مدته عشر سنوات زارني في السجن وعرض علي التسفير للخارج مقابل إعفائي من باقي مدة الحكم التي كانت حينئذ حوالي أربع سنوات ونصف السنة.
وأضاف: بدا لي الرجل ذكياً ويعرف هدفه جيداً، كان يريد التخلص مني بطريقة ذكية. فقد حاول إقناعي أن الإبعاد أفضل لي ولهم. وخاطبني قائلاً: ألا ترى من هم أقل منك يتبوؤن اليوم مراكز عالية في المنظمة وفتح.

وكان رد أمين مقبول عليه: لا مكان لي في هذه الدنيا غير نابلس.

وفي العام 85 قدم ديسكن على رأس قوة من الجيش لاعتقال أمين مقبول وإبعاده عن الوطن. وقال أمين: فور اعتقالي أبلغني بقرار إبعادي للخارج وقال لي بلهجة المعاتب: ألم أعرض عليك هذا قبل ست سنوات. فأجبته قائلاً: لكنه يجري اليوم رغماً عني.

ويكاد جيل كامل من أهالي نابلس وقراها ومخيماتها أن يذكر الكابتن يونس بما عرف عنه من ملاحقة ميدانية دؤوبة لكل ناشط في الحركة الوطنية في تلك الحقبة.
ويقول تيسير نصر الله من مخيم بلاطة الذي اعتقل على يدي الكابتن يونس للمرة الأولى العام 83: "لم نعلم اسمه الحقيقي سوى أمس، عندما وزعت صوره على مواقع الانترنت، لكننا بالتأكيد عرفناه عن قرب، عرفناه رجل ملاحقة ومتابعة وانتهاك".
وأضاف: كان يدخل المخيم في وضح النهار، يوقف الناس في الشوارع ويتحدث معهم بلغة عربية فصيحة ويرسل عبرهم الرسائل للنشطاء، فيقول: أبلغوا فلاناً أن عليه أن يصمت والا سيعتقل، أخبروا فلاناً أن اعتقاله سيكون قريباً، أو أن عمله مكشوف وسيكون حسابنا معه عسيراً وهكذا.

ويقول تيسير: إن رجل المخابرات هذا الذي رقي إلى درجة مدير الأمن الداخلي في إسرائيل نجح في تفكيك خلايا حركة فتح العسكرية في الضفة في العام 83، حيث اعتقل أكثر من 200 ناشط في الجهاز العسكري كانوا منتشرين في جميع أنحاء الضفة وبعضهم في قرية كفر قاسم داخل الخط الأخضر.
ويتذكر نصر الله العديد من ألاعيب المخابرات التي كان يمارسها ديسكن بجدارة مثل زرع الشكوك في شخص ما عبر تكرار طلبه إلى مكتبه في مقر المقاطعة أو توقيفه في الشارع والتحدث إليه.

ويورد عضو المجلس التشريعي من مخيم بلاطة حسام خضر المعتقل منذ ثلاثة أعوام بتهمة دعم أنشطة مسلحة لكتائب شهداء الأقصى اسم الكابتن يونس في مذكراته التي يقوم بكتابتها من السجن.

وذكر صديق لحسام أنه كتب في مذكراته التي وصله جزء منها: بعد عشرين عاماً من اعتقالي على يديه عندما كنت شاباً في العام 83، وجدت نفسي مرة أخرى أمام الكابتن يونس في اعتقالي الحالي. ولدى التقاء عيوننا خاطبني قائلاً: حسام خضر مرة أخرى، ألم تتعب من كل هذا، أما زالت لديك رغبة في العمل ضد دولة إسرائيل.

وذكر أحد ضحايا يوفال ديسكن أنه كان يقوم باستدعاء عشرات النشطاء من أهالي نابلس ومخيماتها إلى مقر المخابرات في مبنى المقاطعة في المدينة في كل مناسبة وطنية ويحتجزهم من الصباح الباكر حتى المساء الدامس.

وقال هذا الناشط السابق الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: كان الكابتن يونس لئيماً، يسعى لزرع الشك في نفوس الناس من بعضهم البعض، ويحاول تشكيك كل وطني بجدوى الوطنية، لكنه في الوقت ذاته كان رجلاً مثابراً لا يهمل أي شيء، يلاحق أية معلومة مهما كانت صغيرة ويعتقل العشرات ويعذبهم من أجل فحصها".

وربط غير تقرير إخباري بين رئيس المخابرات الجديد وبين سياسة الإحباط المركز "أي الاغتيال".

وأشار أحد التقارير إلى أن ديسكين كان صاحب فكرة القيام باغتيالات في صفوف النشطاء الفلسطينيين وهو ما رأى الفلسطينيون في تعيينه لهذا المنصب إشارة سيئة من جانب إسرائيل.

التعليقات