شارون: افضل التوصل الى اتفاق مع الامريكيين على اتفاق مع العرب

ويكرر في مقابلة مع يديعوت احرونوت الحديث عن مخططه لضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل ويقول: "لم اجب حتى الان على سؤال حول حدود الكتل الاستيطانية وذلك ليس لانني لا اعرف الخارطة"..

شارون: افضل التوصل الى اتفاق مع الامريكيين على اتفاق مع العرب
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه يفضل التوصل الى اتفاق مع الامريكيين على اتفاق مع العرب.

واعتبر شارون في مقابلة اجرتها معه صحيفة يديعوت احرونوت ونشرت أمس الجمعة ان خطة فك الارتباط هي "اتفاق مرحلي" مع الفلسطينيين.

واضاف "لقد استغرق اقناع الامريكيين بموقفي سنوات طويلة.

"وقد توصلت الى اتفاق مع الامريكيين لانني افضل التوصل الى اتفاق مع الامريكيين على اتفاق مع العرب".

واجرت يديعوت احرونوت المقابلة مع شارون على خلفية استقالة وزير المالية بنيامين نتنياهو من جهة وتصاعد نشاطات معارضي فك الارتباط من الجهة الاخرى.

وقال شارون "انا غير نادم وحتى لو علمت مسبقا حجم المعارضة (لفك الارتباط) كنت سافعل ذلك".

وقالت الصحيفة ان شارون يعترف بان اغلبية اعضاء حزبه الليكود يعارضونه الان وان التأييد لنتنياهو اوسع من تأييد اعضاء الحزب له.

ويذكر ان استطلاعي رأي نشرتهما هذا الاسبوع صحيفة هآرتس والقناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي اظهرا تغلب نتنياهو على شارون بين اعضاء الليكود.

وتبين من الاستطلاعين انه اذا جرت الانتخابات على رئاسة الليكود في الفترة الحالية فان نتنياهو سيفوز على شارون بفارق كبير.

وجاء في استطلاع القناة العاشرة انه لو جرت الانتخابات الان لصوت 42.1% من اعضاء حزب الليكود لنتنياهو فيما كان شارون سيفوز بنسبة 27.7% فقط من اصوات اعضاء الليكود.

من جهة ثانية اظهر استطلاع هآرتس انه في حال تنافس على رئاسة الليكود كل من نتنياهو وشارون وزعيم المتمردين في الليكود عوزي لانداو لكن النتيجة ان نتنياهو سيحصل على 35% من اصوات اعضاء الليكود وشارون على 29.1% ولانداو على 17.3%.

ويذكر ان لانداو اعلن في مؤتمر صحفي عقده هذا الاسبوع عن ترشيح نفسه لرئاسة الليكود على الرغم من استقالة نتنياهو من حكومة شارون على خلفية معارضته لخطة فك الارتباط.

من جهة اخرى نشرت يديعوت احرونوت أمس استطلاعا اظهر ان نتنياهو سيتغلب على شارون داخل الليكود وسيفوز بـ53% من اصوات اعضاء الليكود مقابل 38% لشارون.

لكن الاستطلاع اظهر من الجهة الاخرى ان شارون يحظى بشعبية اوسع بكثير من شعبية نتنياهو لدى الجمهور الاسرائيلي عامة.

فقد تبين من الاستطلاع ان الليكود سيحظى بـ38 مقعدا في الكنيست في حال خاض الليكود الانتخابات العامة برئاسة شارون او في حال خروج شارون من الليكود وشكل حزبا جديدا سوية مع رئيس حزب العمل شمعون بيريس ورئيس حزب شينوي يوسف لبيد بينما سيحصل الليكود على 14 مقعدا فقط في حال خاض الانتخابات برئاسة نتنياهو.

واعرب غالبية الاسرائيليين (58%) عن تأييدهم لخطة فك الارتباط.

من جهة اخرى قال مسؤول رفيع في مكتب شارون ان هذه الاستطلاعات التي تظهر تغلب نتنياهو على شارون داخل الليكود ليست امرا ثابتا وانها قابلة للتغيير.

واشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه الى ان استطلاعات الرأي في الحملات الانتخابية الماضية داخل الليكود اظهرت ان نتنياهو يتفوق على شارون لكن عندما جرت الانتخابات الداخلية جاءت النتيجة معاكسة.

واضاف انه انضم في الفترة الاخيرة عدد كبير من المتطرفين اليمينيين الى الليكود.

من جهة اخرى استبعد المسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ينسحب شارون من الليكود ليشكل حزبا جديدا مع بيرس ولبيد.

وقال ان التجربة السياسية في اسرائيل اظهرت خلال الاعوام الماضية ان كل من ينسحب من حزبه يبقى خارج الحلبة السياسية ولا يتمكن من الفوز برئاسة الوزراء.

ورأى المسؤول ان اغلبية اعضاء الليكود سيعودون الى تأييد شارون "لسبب واحد على الاقل وهو ان شارون يستطيع جلب عدد كبير من المقاعد في الكنيست لليكود ونتنياهو لا يستطيع ذلك".

واوضح انه "في نهاية المطاف الامر المهم بالنسبة لاعضاء الليكود هو عدد المقاعد في الكنيست لان ذلك يعني نفوذ ووظائف ونتنياهو لا يستطيع ان يحقق ذلك".

من جهته رفض شارون في رده على سؤال ليديعوت احرونوت التطرق الى امكانية انسحابه من الليكود وتشكيل حزب وسط جديد مع بيرس ولبيد.

وقال انه سيعمل من اجل استعادة شعبيته داخل الليكود.

وهاجم شارون معارضيه في الليكود واتهم رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين بانه "كذب" عندما قال ان شارون سيقسم القدس.

لكن الهجوم الاساسي وجهه شارون نحو نتنياهو وقال ان "لا حدود للافتراء والخداع.

"ويدعي نتنياهو الان انه لم يمنح شيئا للفلسطينيين في اتفاق واي (في تشرين الاول/اكتوبر 1998) رغم انهم حصلوا على 13% (من اراضي الضفة الغربية) من دون ان يعطوا شيئا في المقابل".

ويرد شارون بذلك على اقوال نتنياهو بان خطة فك الارتباط هي "هروب" من نيران الفلسطينيين وانه كان على شارون ابرام اتفاق لتنفيذ الانسحاب من قطاع غزة بهدف الحصول على مقابل من الفلسطينيين.

واضاف شارون "لا اريد الانشغال بنتنياهو طوال الوقت فهذا ليس امرا مهما.

"انني اذكر لقاء نتنياهو مع (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات عند حاجز ايرز والمصافحة الدافئة والودية بينهما.

"انا لم اصافح عرفات ابدا".

ونفى شارون ما تردد مؤخرا بانه بادر الى خطة فك الارتباط لابعاد تحقيقات عنه تتعلق بحصوله على اموال بصورة غير قانونية لتمويل حملاته الانتخابية.

واعتبر شارون الاقوال بهذا الخصوص شبيهة بهجوم اليسار الاسرائيلي عليه ابان الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع.

وقال شارون في رده على سؤال حول الدوافع للمبادرة الى فك الارتباط انه "في العام 1988 قلت في اجتماع وزراء الليكود (في حكومة وحدة قومية مع حزب العمل) انه يتوجب اتخاذ قرار يحدد ما الذي يتوجب ان نتنازل عنه والا سيرغموننا على الانسحاب الى حدود 1967".

وكرر شارون الادعاء بان "خطة فك الارتباط ولدت لانه لم يكن هناك من يمكن التفاوض معه في الجانب الفلسطيني.

"وعندها فكرت ربما، ربما، ستؤدي فك الارتباط الى ان يكون هناك احد يمكن التحدث معه.

"وفي هذه الاثناء توفي صديق نتنياهو (عرفات) ونشأت فرصة لاجراء محادثات".

ومضى شارون قائلا انه خلال لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في شرم الشيخ في شباط/فبراير الماضي "اقترحت عليه تنسيق فك الارتباط.

"والتنسيق يتقدم في هذه الاثناء رغم اننا لم نر تنفيذا لكن تم الاتفاق حول ما يتوجب عليهم (أي الفلسطينيين) تنفيذه".

واعترف شارون ان الانسحاب من قطاع غزة جاء نتيجة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الجيش الاسرائيلي والمستوطنين.
وقال شارون "كان واضح لي منذ البداية ان العملية (الانسحاب من قطاع غزة) لن تمر بسهولة لكن التواجد في غزة وكل ما يتعلق بذلك والثمن الذي ندفعه كان يجب ان ينتهي".

واضاف ان "الحقيقة هي ان قطاع غزة لا يظهر في أي مخطط استيطاني او سياسي في دولة اسرائيل".

وتابع "كان لدينا حلم لكن على مدار 37 سنة خلت حدثت امور كثيرة وحقق المستوطنون انجازات كثيرة وكانوا يقودون الاستيطان والامن.

"لولاهم لما كنا اليوم في الخليل وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم وبناتها (من المستوطنات) واريئيل وبناتها وعيلي وشيلو وبيت ايل (جميعها مستوطنات في الضفة الغربية)".

وفي رده على سؤال "ماذا عن غور الاردن؟"

قال شارون "اضيفوه الى القائمة واضيفوا ايضا سلسلة الجبال (في الضفة الغربية) المشرفة على السهل الساحلي ومطار اللد.

"الكتل الاستيطانية ستبقى" تحت السيطرة الاسرائيلية.

واضاف "لم اجب ابدا على سؤال حول حدود الكتل الاستيطانية.

"ليس لانني لا اعرف الخارطة".

وبعد ان عدد شارون المستوطنات التي ينوي ضمها الى اسرائيل وتلتهم مساحات واسعة من الضفة الغربية خلص الى القول انه ليس كل المستوطنات ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية مضيفا ان "هذه مسألة سيتم طرحها في المرحلة الاخيرة من المفاوضات مع الفلسطينيين".



التعليقات