"الناخب الإسرائيلي خرج إلى التقاعد"

_

كتب نحميا شتراسلر في صحيفة "هآرتس":

<<عندما دخل الكنيست رفائيل إيتان عام 1992، أدخل معه "الأقزام السبعة"، وحينئذ أدرك الجمهور من هو رفول (رفائيل إيتان) وما هي رؤيته. وعندما سحب يوسيف لبيد وراءه إلى الكنيست 13 "فلاناً، أدرك الجمهور بالضبط ما هي خطته وخطة أبراهام بوراز. إلا أن هذه المرة فإن مصوتي "المتقاعدين" (هجملائيم) لم يعرفوا شيئاً، لم يعرفوا من يقف على رأس القائمة، وما هي تركيبة القائمة، وما إذا كان الحديث عن "يمين" أو "يسار"، ورأيهم بـ"التجميع" والإقتصاد. إلا أن هذا بالضبط ما لعب في صالحهم!

لقد مل الجمهور من "السياسيين الفاسدين"، ولذلك فإن القائمة التي لا يعرف أحد عنها شيئاً أصبحت مطلوبة بالذات، إذ لم يكن لديهم متسع من الوقت لـ"يتسخوا" بالسياسة ولذلك فهم ليسوا فاسدين، وهم فوق الشبهات!

التصويت للمتقاعدين كان بمثابة إطلاق النار في كل الإتجاهات؛ تصويت احتجاج "غير مؤسسي" من الشباب الذين ملوا السياسة بكل ألوانها. التصويت للمتقاعدين كان مناسباً لكل من يحس بالنكران وعدم الإنتماء، ولمن يشعر أنه مستهدف طوال الوقت من قبل السلطة، بغض النظر عمن يقف في رأسها.

وسبب آخر للنتيجة المذهلة (7 مقاعد للمتقاعدين) هو أن المتقاعدين في إسرائيل (يصل عددهم إلى 640 ألف متقاعد) قد أدركوا أنه "إذا لم أكن لنفسي فمن سيكون معي"، وصوتوا للحزب الذي سيعمل من أجلهم بشكل "قطاعي"، على اعتبار أن الموضوع السياسي منته، وأن لإيهود أولمرت غالبية مستقرة لتنفيذ "التجميع" في الضفة الغربية.

المفاجأة في الإنتخابات من الإتجاه المعاكس كانت الليكود الذي تحطم. فمن يصدق أن الحزب الذي حصل على 38 مقعداً في الإنتخابات السابقة وتصرف كأن "الله اختاره للسلطة" يسقط هذا السقوط. أين عوزي كوهين اليوم، الذي ينصب الملوك في مركز الليكود؟ هذه ضربة قاصمة لفكر الليكود. ربما يدرك بنيامين نتانياهو وليمور ليفنات وسيلفان شالوم ورؤوبين ريفلين، أن الجمهور ملّ من التخويف والتهديد وتهييج النزاعات التي لا تنتهي>>.

التعليقات