حملة الاحتجاج الإسرائيلية مؤجلة، لكن مستحقة

حملة الاحتجاج الإسرائيلية مؤجلة، لكن مستحقة
رأى أكثر من معلق إسرائيلي، في وسائل الإعلام الصادرة اليوم الأربعاء، أن حملة الاحتجاج الشعبية والسياسية على النتائج التي آلت إليها الحرب الإسرائيلية على لبنان هي حملة مستحقة وإن بدت أنها مؤجلة بعض الشيء.

وفي هذا الإطار قال إيتان هابر، مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين والمعلق في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه من المؤكد أن ينهض من بين الجنود العائدين من الحرب، في الأيام القليلة القادمة، شخص ما أو ربما مجموعة أشخاص سيقودون حملة الاحتجاج على نتائج الحرب. فمن سمع عن (حركة) "أربع أمهات" قبل ظهورها أمام الجمهور بيوم واحد؟ ومن عرف عن موطي أشكنازي قبل يوم من بدء إضرابه عن الطعام ضد قادة حرب يوم الغفران؟.
وأضاف: كلما تتضح صورة الحرب أكثر فأكثر يتبين كم أنها بالغة القسوة، فلا شيء، لا شيء على الإطلاق، في المجالين العسكري والمدني، كان جاهزًا للحرب وعمل "كما يجب" في وقت المعارك.

وفي رأي "هابر" فإن الحكومة والجيش سيبذلان كل ما في وسعهما من أجل الاكتفاء بلجنة تحقيق برلمانية تخفي هذه الصورة القاتمة، لكن نعرف من التجربة أنه في النهاية ستقام لجنة تحقيق رسمية. هذا ما حصل أيضًا في حرب يوم الغفران وحرب لبنان وأحداث أكتوبر 2000 المتعلقة بالعرب في إسرائيل.

وهو يعتقد أن الأزمة الكبيرة التي تجد إسرائيل نفسها في مواجهتها الآن هي أزمة القيادة. فلقد انتهى القادة في إسرائيل. وإذا ما تم تبديل المبتدئين إيهود أولمرت وعمير بيرتس وتسيبي ليفني، فبمن سيتم استبدالهم؟. وأوضح: "ذات مرة كان هناك على الرف منتخب من الشخصيات الجيدة أو الأقل جودة لكن لم يعترض أحد على قيادتها، مثل غولدا (مئير) وبنحاس سابير، موشيه ديان ويغئال ألون، مناحيم بيغن واسحق شامير. أما اليوم فليس هناك شخص واحد من الساسة أو من قادة الجيش أو من الأكاديميين "يحلم به مواطنو إسرائيل ويتطلعون لزعامته" عليهم.

من ناحيته رأى عوزي بنزيمان، أحد كبار المعلقين السياسيين في صحيفة "هآرتس"، أن الصورة المرتسمة في الذهن لرئيس الحكومة إيهود أولمرت، حسبما يمكن الاستشفاف من خطابه الأخير في الكنيست ومن تصريحاته منذ بدء الحرب وطوال أيامها، هي صورة الشخص الذي توجد "فجوة بين نواياه المعلنة وبين مقدرته (أو رغبته) على تطبيقها. فقد وضع للحرب غايات غير قابلة للإنجاز ووصف واقعًا مزيفًا وهو يعرض نتائج المعركة بضوء تضليلي... كما أن من شأن قرار مجلس الأمن، وهو الإنجاز السياسي المهم للحرب، أن يتضح بوصفه مجرّد غلاف لا تخرج النوايا الحسنة الموجودة فيه إلى حيز الفعل. فضلاً عن ذلك فإن إعلان أولمرت أن إسرائيل ستواصل مطاردة قادة حزب الله، برئاسة نصر الله، يبشرنا عمليًا باستمرار المواجهة المسلحة".

وأضاف "بنزيمان" أنه عندما يعلن أولمرت أنه المسؤول الأعلى عن الشكل الذي أديرت الحرب فيه، لكنه يمتنع عن استخلاص النتائج الشخصية المطلوبة، فإنه يسلك بموجب النمط الذي سيطر على الحياة الجماهيرية (الإسرائيلية) في السنوات الأخيرة، وهو نمط الاكتفاء بالاعتراف دون الحاجة إلى دفع الثمن المطلوب دفعه من جراء اللجوء إلى تصرف إشكالي".

"لكن على أولمرت- مضى يقول- أن يأخذ في الحسبان أنه يمكن أن يقوم شخص ما، على شاكلة ما فعل موطي اشكنازي في حرب 1973، ويبدأ إضرابًا قبالة منزله أو مكتبه مطالبًا بتفسير لموت 118 جنديًا و 40 مواطنًا ولسائر الأضرار التي ألحقتها الحرب".

التعليقات