" حماس تبني جيشاً نظامياً ومسلحاً على الطريقة اللبنانية".. /كتب:هاشم حمدان

"جيش يصل تعداده إلى 7500 مقاتل وصواريخ قسام قصيرة المدى ومخازن من صورايخ الكاتيوشا وصواريخ متطورة ضد الدبابات وأجهزة إستخبارية لجمع المعلومات وتهريب متواصل للأسلحة.."

كتب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية تقريراً يشير إلى تعاظم قوة حماس في قطاع غزة، جاء فيه أن حماس لديها جيش يصل تعداده إلى 7500 مقاتل، وصواريخ قسام قصيرة المدى، ومخازن من صورايخ الكاتيوشا، وصواريخ متطورة ضد الدبابات، وأجهزة إستخبارية لجمع المعلومات، في حين يتواصل تدفق الأسلحة من سيناء إلى القطاع يومياً وبكميات كبيرة. وكل ذلك لمواجهة الجيش الإسرائيلي في معركة قادمة بطريقة المقاومة اللبنانية.

وتجدر الإشارة إلى أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية، وخاصة في الآونة الأخيرة، تتناول بشكل أصبح شبه ثابت مسألة التسلح وتهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزة، في حين تتواصل تصريحات كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تحذر من خطورة الوضع الناشئ في القطاع، وتدعو إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات مضادة لضرب حركة حماس، تصل درجة الحض على اجتياح القطاع وتنفيذ حملة عسكرية واسعة على نموذج "السور الواقي 2"، والتي ربما لا تزال مسألة مؤجلة في الجيش.

وجاء في التقرير أن حركة حماس في قطاع غزة أقامت قوة عسكرية مسلحة ومدربة قوامها 7500 جندي. ونقل عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الحديث ليس عن مجموعات تحارب بطريقة "حرب العصابات"، وإنما عن جيش نظامي موزع على أطر عسكرية معروفة ذات تخصصات قتالية؛ وحدات لإطلاق الصواريخ قصيرة المدى، وأخرى للصواريخ بعيدة المدى، ووحدات للصواريخ المضادة للدروع، ووحدات القناصة، وغيرها.

وبحسب تقديرات الأجهزة الإستخبارية، فإن عدم وقف تدفق الوسائل القتالية والخبراء العسكريين والأموال إلى القطاع، فإن القوة العسكرية لحماس ستصل إلى جاهزية عملياتية تمكنها من المواجهة الفعالة مقابل الجيش الإسرائيلي خلال فترة قريبة. والإشارة هنا إلى القدرات الدفاعية مقابل عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع، والقدرات الهجومية على المستوطنات داخل الخط الأخضر بواسطة الصواريخ بعيدة المدى، وبواسطة قوات برية تدخل عن طريق الأنفاق أيضاً.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية أن تعاظم قوة جيش حماس محسوب ومخطط، ويأتي في إطار خطة بعيدة المدى. ومنذ صعود حماس إلى السلطة لم تتوقف عملية بناء القوة العسكرية، ولو ليوم واحد، سواء بسبب المواجهات الداخلية أو بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي.

وتقول المصادر ذاتها إن حماس تخصص ميزانيات ثابتة لبناء القوة العسكرية، بدون أي علاقة بالوضع الإقتصادي في القطاع.

وفي إطار القدرات الدفاعية، تضيف الصحيفة أنه من الممكن منذ اليوم، العثور في المدن ومخيمات اللاجئين في القطاع على مخازن يجري تخزين وسائل قتالية فيها، بما فيها العبوات الناسفة، لزرع العراقيل أمام القوات المدرعة للجيش الإسرائيلي. وهناك شهادات تشير إلى دخول صواريخ متطورة مضادة للدبابات قادرة على ضرب الآليات العسكرية الثقيلة للجيش الإسرائيلي. كما يجري العمل على إنتاج صواريخ محلية قصيرة المدى قادرة على استهداف الآليات المدرعة. وكل ذلك في إطار مواجهة تفوق الجيش الإسرائيلي الذي تتحرك قواته في مركبات قتالية مدرعة.

كما جاء أن بناء القدرات الهجومية لحماس يعتمد أساساً على الأنفاق التي تخرج من غزة باتجاه الخط الأخضر، وتعتمد أيضاً على أسلحة المقذوفات. وحركة حماس الآن في مراحل متقدمة لإنتاج مواد شديدة الإنفجار تتيح لها تخزين كمية كبيرة من صواريخ القسام، بالمقارنة مع المواد المتفجرة الموجودة الآن في حوزة الحركة والتي تفقد فاعليتها التفجيرية خلال فترة قصيرة نسبياً.

وتابعت الصحيفة أن حماس تجري تجارب على قسام "ثنائي الدفع" بحيث يمكن زيادة مدى الصواريخ بعدة كيلومترات. كما يجري في القطاع تخزين صواريخ من نوع "غراد"، وهي من أنواع الكاتيوشا قصيرة المدى.

ويتحكم بكل هذه الأسلحة جهاز مركب بدرجة عالية، يعمل على تهريب الوسائل القتالية إلى القطاع من سيناء، وامتلاك وسائل قتالية من الخارج، وتجنيد الأموال، والحصول على الخبرات القتالية من خبراء يصلون إلى القطاع.

وقالت الصحيفة أيضاً أن إسرائيل تجد صعوبة في تقدير عدد الأنفاق التي تستخدم لتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة، والتي تجري اليوم في محور فيلاديلفي (رفح). وتشير تقديرات إلى أن الحديث هو عن عشرات الأنفاق المتطورة، والمحفورة بشكل مهني، ومجهزة بعربات تسير على سكك حديدية تنقل العتاد بسرعة من الجانب المصري إلى قطاع غزة.

إلى ذلك، تضيف الصحيفة أنه في الشهر الأخير، وفي مقطع يصل طوله إلى كيلومتر واحد فقط بالقرب من الدهنية، فقد تم الكشف عن 12 نفقاً. كشف الجيش الإسرائيلي 6 أنفاق منها، في حين كشف المصريون عن 3 منها، وقام سلاح الطيران بتدمير 3 أنفاق أخرى. وبحسب المصادر العسكرية فإن هذه الأنفاق هي "نقطة في بحر"، فمحور فيلاديلفي "محروث بالأنفاق"، وأن نقل 5 أطنان من المتفجرات النوعية في ليلة واحدة أصبح أمراً عادياً.

وفي المقابل، فإن حماس تفعّل جهازاً استخبارياً يجمع المعلومات عن الجيش وأساليب عمله والوسائل القتالية الموجودة بحوزته.

ويضيف التقرير أنه بالإضافة إلى القوات النظامية لحماس، ينشط في قطاع غزة المئات من عناصر لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي، فضلاً عن آلاف المسلحين الذين ينتمون إلى أجهزة السلطة القديمة، ومن الممكن أن ينضموا إلى جيش حماس إذا أزفت ساعة القتال.

وبحسب المصادر الأمنية، يتحتم على إسرائيل أن تقرر عما قريب كيف تنوي معالجة عملية بناء القوة العسكرية التي تتعاظم كل يوم في القطاع.

بقي أن نشير إلى أن التقرير، وليس بمحض الصدفة أو عشقاً للقوة، قد أرفق بصورة (نصف صفحة) لمقاتلين مسلحين من حركة حماس، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تثير الهلع وتدب الرعب، وربما تسهم في صياغة رأي عام إسرائيلي يدفع إلى درء هذا "الخطر الماثل المفترض" قبل أن يتفاقم..

التعليقات