"يجب على أولمرت أن يستقيل"..

-

اعتبر آري شافيط في صحيفة "هآرتس"، الخميس، الحرب الأخيرة على لبنان بأنها حرب طائشة، وحدث خطير يمثل فشلا قياديا، يتحمل مسؤوليته جميع "القباطنة" الإسرائيليين في صيف العام 2006 لكونهم أداروا بإهمال حدثا وطنيا ذا أهمية حاسمة، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن معظم القباطنة اضطروا لتحمل المسؤولية عن إهمالهم؛ قائد الكتيبة، والقائد العسكري لمنطقة الشمال، ونائب رئيس هيئة أركان الجيش، ورئيس هيئة أركان الجيش، ووزير الأمن، كلهم استقالوا. وبحسبه فقد بقي رئيس الحكومة فقط. وفي حال ظل إيهود أولمرت يشغل منصبه بعد تقرير فينوغراد، فإن المصطلح "مسؤولية" لن يكون له أي معنى.

وبحسب شافيط فإن للحرب معنى آخر عميق وواسع. فقد كشفت حقيقة عدم التلاؤم بين إسرائيل سنوات الألفين، وبين التحديات الماثلة أمامها. وكشفت الحرب حقيقة أن القيادة ليست جديرة وغير قادرة على التخطيط والحكم وضمان أداء الدولة لدورها، وبدلا من مواجهة المشاكل الأساسية للوجود الإسرائيلي، فهي منشغلة ببقائها الشخصي واحتكارها السياسي.

وأضاف أن الحرب كشفت أن الجيش الإسرائيلي ليس الجيش الأفضل، الذي يجب أن يكون، وأن المجتمع الإسرائيلي قد تبنى في العقود الأخيرة نماذج فردية متطرفة أضعف قيم الواجد المدني والتضامن والتعاضد. وكشفت الحرب حقيقة أن إسرائيل أصبحت دولة مزدهرة ذات ثقافة سياسية موبوءة وسطحية وغير مستقيمة..

كما أشار إلى تصريحات رئيس الحكومة بعد عدة أيام من الحرب، بأن >الحرب كانت نعمة لكونها كشفت بشكل مسبق عما يحتاج إلى إصلاح في إسرائيل". وبحسبه فإن "أولمرت صدق في هذه الحالة. وبالمعنى الضيق فإنها كانت حربا مجانية فضائحية، بينما في المعنى الواسع، فقد خلقت الحرب فرصة لا تتكرر، وعرضت أمامنا صورة واضحة تثير القشعريرة لمرض أصبنا به، وألزمتنا بجعل العام التالي عام علاج وبناء هيكل سياسي من جديد".

ويضيف أن العام 2007 لم يكن عام علاج، وإنما العكس. لا يوجد انتعاش اقتصادي بنسبة 6%، ولا تستطيع أبراج الثراء على طول مسالك "أيالون" أن تخفي حقيقة أن الوضع لم يتغير. فالقيادة المركزية مخصية، والجيش يستجمع قوته ويتدرب، إلا أنه لا يزال يعاني من التهرب من الخدمة العسكرية والوسطية (على مستوى المناصب)، الفجوات الاجتماعية لم يسبق لها مثيل، والتضامن الاجتماعي يتفكك..

ويضيف أنه لو انطلقت صافرات الإنذار في نهاية السنة التي يفترض أنها سنة تحول، لكان بالإمكان مفاجأة إسرائيل مثلما حصل في صيف 2006. حيث أنهم سيجدون إسرائيل لا تزال غارقة في نفس أزمة القيادة، ونفس الأزمة القيمية، كأنما "لم يكن هناك تحذير، وكأنما لم يضع 33 يوما من الثكل والفشل صورة قاسية أمامنا عن الوضع".

ويلقي شافيط بالمسؤولية الأساسية عن تفويت عام 2007 على عاتق رئيس الحكومة. وبحسبه فهو المسؤول عن كون العام الذي يوشك على الانقضاء لم يكن عام إصلاح، وإنما عام صراع بقاء بالنسبة لأولمرت. كما أن معارضي أولمرت أيضا يتحملون المسؤولية.

وينهي مقاله بالقول إنه يجب على أولمرت أن يستقيل، بحيث تكون استقالته إيذانا بإجراء تغيير شامل، بما في ذلك تغيير أخلاقي. ويضيف "بعد أسبوعين سينشر تقرير فينوغراد، وسيكون يوم الفرصة الأخيرة لتذويت ما تم كشفه في الحرب الثانية على لبنان".

التعليقات