"مقابلات بدون مضامين"..

-

تطرقت هيئة تحرير "هآرتس" في كلمتها إلى سلسلة اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، لوسائل الإعلام في "عيد الفصح"، مشيرة إلى أنها كانت "شحيحة بالمعلومات وتعج بالوعود التي لا يوجد لها أي أساس حتى الآن". مشيرة إلى أقواله "إيران لن يكون لديها قنبلة نووية، وأولمرت ينوي الانتصار في الانتخابات القادمة، واتفاق السلام مع محمود عباس سيكون خلال عام".

وتضيف أن طريقة الحكم الجديدة التي يتبعها أولمرت، بوحي من أرئيل شارون، يكون فيها المخفي أعظم من المكشوف، ولا يشعر رئيس الحكومة بواجب تقديم تقرير للجمهور، فهو لا يجري مقابلات، وإنما يخطب، والتقارير التي يقدمها للكنيست مقلصة لدرجة المس بمكانتها.

وتتابع أن "فن المخفي يخدم السلطة بشكل جيد"، لأنه يرمز إلى أن أمورا عظيمة تجري في الخفاء، ولذلك يجب السماح للحكومة بمواصلة طريقها. وعليه فليس صدفة أن الشخصية المفضلة لأولمرت هي يتسحاك شمير بالذات، الرجل السري والمتشائم الذي سيذكر كمن أفشل اتفاق لندن في العام 1987، وأدى إلى اندلاع الانتفاضة الأولى، وإلى تنازل الملك حسين عن الضفة الغربية. وشمير الذي كان فنان المفاوضات التي لا "تحمل أية ثمار"، ربما تكون المفاوضات التي تجري الآن مع السلطة الفلسطينية مستوحاة من موهبته تلك، وإلا فمن الصعب فهم كيف يمر كل هذا الوقت الكبير بدون أية نتائج، وأيضا، وعلى حد تعبير أولمرت، في ظل وجود القليل من الخلافات بين الأطراف.

وبحسب "هآرتس"، فإنه على أرض الواقع تبدو إسرائيل كأنها دولة لا تدار، إلا أن أولمرت، وفي مقابلة مع الصحيفة، يعرض القصور في معالجة مسألة لاجئي دارفور كمثال على إنجاز، فهو يقول "إنه من الممتع أن يعيش المرء في دولة تعرف كيف تستوعب 600 لاجئ من داروفور، وأن تقبل بهم كجزء منها"، في حين أن آلاف اللاجئين الآخرين والذين تسللوا عبر الحدود المنتهكة يتجولون في شوارع المدن بدون أي معالجة، تحت رحمة الجمعيات التطوعية وأجهزة الرفاه المنهارة بسبب النقص في الميزانيات.

وتتابع الصحيفة أن أولمرت، وردا على سؤال حول إذا ما كان يؤيد إصلاحات وزير القضاء دانييل فريدمان، يقول إنه لا يريد الدخول في حديث مفصل حول كل اقتراح، كما أنه ليس ملزما بالتطرق إلى كل اقتراح ينسب له، وكأنما عيد الفصح ليس الموعد المناسب لإطلاع الجمهور على تشريع سيغير الجهاز القضائي بشكل جوهري.

وتخلص الصحيفة إلى أنه مع مرور 60 عاما على قيام إسرائيل، فقد حان الوقت لتقرر الصحافة نهاية عصر المقابلات الاحتفالية مع رئيس الحكومة. ففي حرب لبنان اتضح أن العلاقات العامة والتصريحات ليست بديلا عن الصحافة. وبعد الحرب أعلن غابي أشكنازي عن إلغاء عادة إجراء "مقابلات عيد" مع رئيس هيئة الأركان في "يوم الاستقلال". وفي مقابلة عيد الفصح للصحافة والتلفزيون أعد رئيس الحكومة أجوبته سلفا، وأكد على رسائل تهدف إلى زرع الإحساس بالأمن والمعنويات العالية حول "طاولة العيد". وحتى المقابلة التي أجراها عوفر شيلاح ورفيف دروكر للقناة العاشرة، حققت نفس النتيجة بالضبط؛ "آمال عبثية، وتربيت متبادل على الكتف، وذر للرماد في العيون، ووعود بدون رصيد، وحساسية مترافقة إيقاعيا مع لحظات مؤلمة، ولحظات صعبة ولحظات اكتفاء"..

التعليقات