"معاريف": رسالة ضمانات أميركية للسلطة الفلسطينية

في خبر لم تؤكده السلطة الفلسطينية، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قدَم رسالة ضمانات الى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فيها تعهد بانه اذا ما بقي الفلسطينيون في المفاوضات المباشرة، فان الولايات المتحدة بشكل عام والرئيس اوباما بشكل خاص سيؤيدان اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي.

في خبر لم تؤكده السلطة الفلسطينية، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قدَم رسالة ضمانات الى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فيها تعهد بانه اذا ما بقي الفلسطينيون في المفاوضات المباشرة، فان الولايات المتحدة بشكل عام والرئيس اوباما بشكل خاص سيؤيدان اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي.

وتأتي هذه الرسالة بموازاة الرسالة التي قدَمها أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، والتي شملت تعهدات أمنية استراتيجية مقابل تمديد تعليق الإستيطان بشهرين.

ووصف المحلل السياسي للصحيفة، بن كاسبيت، الرسالة على أنها "بعيدة الاثر وغير مسبوقة“، ولكن مشروطة. وحسب الكاتب فإذا انسحب عباس من المفاوضات فإن الرسالة ستعتبر لاغية.

وكتب كاسبيت أن "نتنياهو رفض العرض الأميركي ليس لانه لا يريد ان يقبله. نتنياهو لا يعرف ماذا يريد. رفضه لانه لم تكن لديه أغلبية. أربعة من وزراء السباعية يعارضون بشدة وفي المجلس الوزاري ايضا يخشى أن يهزم. وعليه، فقد فضل نتنياهو مرة اخرى، ان يواصل كونه ورقة يتقاذفها الريح، وفوت مرة اخرى، الفرصة في ان يكون زعيما. تخوفه الحقيقي لم يكن من شهري تجميد آخرين. فقد حصل من قبل، له وللاستيطان، مصائب اكبر من هذه. نتنياهو خاف من أنه اذا ما مدد التجميد فانه سيعلق في وادي الموت. في الستين يوما سيفرض عليه حصار شديد لاستكمال المفاوضات على الحدود كي لا تكون حاجة بعد التجميد لتمديد اضافي“.

وأضاف الكاتب: „الامر الاخير الذي يريده بيبي الان هو مفاوضات على الحدود. ليس لديه فكرة كيف علق في هذه الوضعية الغريبة. وهو بشكل عام لا يعرف انه هكذا. ولكن مناوراته الذكية دفعته نحو مسار الذبح، الى المكان الذي منه لا دخول ولا خروج، وهو الان يضطر الى رد عرض ساحر، بعيد الاثر، لقدر لا حصر له من الامتيازات والتعهدات الامريكية، وكله مقابل بضعة اسابيع من استمرار التجميد في المناطق ودفع الثمن الجماهيري والسياسي على ذلك وكل ذلك كي لا يقف بعد شهرين في وضعية اكثر ضغطا. التخمين، سيقف، بل وسيقف جدا في وضعة اكثر ضغطا“.

حسابات ائتلافية

يرى كاسبيت أن "الكرة موجودة الان في ملعب حزب العمل. فالرفاق يمكنهم أن يكفوا عن التصرف كخرق بالية، فلن تكون لهم فرصة اخرى: جلسة حكومة يوم الاثنين، الى جانب جلسة الجامعة العربية. ايهود باراك سيتعين عليه أن يكون ابداعيا على نحو خاص كي يقنع البوجيين والبريفرميين بان حالا، خلف الزاوية، ينتظر الخلاص. في محيط نتنياهو يوجد منذ الان غير قليل من الاشخاص الذي يفترضون بان بالعمل سينسحب. والان يمكن ايضا ان نفهم العجلة التي كانت لدى باراك في الطريق الى تعيين رئيس الاركان الجديد“.

وأضاف: "وماذا اذا انسحب العمل؟ نتنياهو سيبقى مع 61 نائبا. يمكن الافتراض بانه سيحظى بشبكة امان من البيت اليهودي (طالما لم يمدد التجميد، فان كاتسيلا سيعطيه الحبل). وداخل كديما ايضا يوجد بضعة نواب (مثل عتنئيل شنلر) ممن لن يسارعوا الى التصويت ضده في حجب الثقة. اذ ليس لهم ما يبحثون عنه في الانتخابات القادمة. وعليه، فلا يوجد سقوط تلقائي لنتنياهو، ولكن سيكون تآكل بطيء، مخاض نزاع أخير بشع والكثير جدا من الدم الفاسد بينه وبين واشنطن، مثلا. دم فاسد يكلفنا غاليا. افيغدور ليبرمان؟ ايفات مرة اخرى اثبت بان في السياسة ليس له منافس. "الجزيرة" بثت خطابه بالبث الحي والمباشر. الـ سي.ان.ان خصصت ايضا للخطاب دقائق طويلة. نتنياهو خشي حتى من أن يتصل ليوبخ. ليبرمان يشدد قبضته على كل ما يوجد في الوسط وعلى يمينه. نتنياهو يرى هذا ويرتعد خوفا. هذا هو السبب الذي يجعله يتلبث في هجر الساحة اليمينية ويواصل التمسك بما تبقى له من قوة بقرني المذبح“.

وخلص الى القول: „ولكن اذا ما انكسر نتنياهو فاتجه رغم ذلك يسارا، فان ليبرمان هو اليمين التالي: هو سيرث بيبي والليكود بينما هما يرفسان ويصرخان. وهو يعزز قوته في الاستطلاعات – أمس اجري استطلاع هاتفي اوتوماتيكي (ليس معروفا ممن) من سؤال واحد ("هل خطاب ليبرمان في الامم المتحدة يعزز ام يضعف ميلك لتأييده في الانتخابات القادمة")، عمل شيطاني معظم مقربي ليبرمان تلقوا المكالمة الهاتفية هذه وصوتوا، بالطبع، في صالح "يعزز ميلي" بحيث ان الحياة يمكنها أن تكون جنة. وفضلا عن ذلك، اذا ما اصبح ليبرمان هو اليمين الحقيقي القادم يحتمل أن أخيرا ستصبح خطته السياسية ذات صلة. خلافا لنتنياهو فهو على الاقل يعرف ما يريد وكيف يصل الى هناك“.

التعليقات