أولمرت أولا..

-

أولمرت أولا..
يقول يوئيل ماركوس في مقالة نشرها صباح اليوم في صحيفة هآرتس أنه "لو هبط مراقب من الفضاء إلينا لعاد إلى مرسليه وقال لهم هل أنتم متأكدون أنكم أعطيتموني العنوان الصحيح".

ويضيق:" سيعود المراقب إلى بيته حائرا- كيف نتج واقع لا يثق فيه رئيس الحكومة بوزير الأمن لديه، ووزير الأمن يستهتر برئيس حكومته وكلاهما خائبا الأمل من قائد هيئة الأركان العامة ويريدان إقالته، وهو نفسه لا يصدق أنهم سيلقون به إلى الكلاب بسبب حملة هما صادقا عليها".

ويضيف لقد عرفت الدولة في أيام حياتها عدة ازمات سياسية. والفرق بين ما حدث مرة وما يحدث اليوم هو في نوعية ومستوى السياسيين – فالقيادة القديمة بدءا من جيل إقامة الدولة إلى حين دخول طريقة الانتخابات المباشرة إلى حيز التنفيذ، جاءوا من خلفية العمل والايدلوجية الصلبة بنت الدولة وقيمها. ومعظم قادة أيامنا نبتوا من أرضية سياسية. أولمرت ليفني مريدور ريفلين هنغبي بورغ جميعهم كانوا أبناء جيل العمالقة. وآخرون تسلقوا من السياسة المحلية وتعلموا الصفقات والمؤامرات، وبقوا في نفس عقلية السياسيين الصغار. وحينما يتحدثون عاليا عاليا عن مشاكل الدولة ، فهم يستندون إلى التلفيق، ورؤيتهم مبنية بمجملها على طول قامتهم في الأيام التي نمى لهم شارب وخصلة شعر. لهذا من شبه المؤكد أن دافيد غروسمان كان يقصد ذلك حينما تحدث عن قيادة فارغة.

التغيير في نمط القيادة السياسية هو خطير، فأولمرت الذي كان في المكان الـ 32 في قائمة الليكود وصل إلى رئاسة الحكومة من خلال صفقة سياسية. ليس صدفة أن يكتب دان مرغليت، الصديق الشخصي لأولمرت منذ عشرات السنين عنه أنه لم يبنى من المادة القيادية. إن الصدف التي أتت بكل واحد من الثلاثة مسؤولين عن الحرب إلى منصبه، والحماسة التي يتخاصمون فيها، وكل يلقي المسؤولية عما جرى على الآخر، تشير إلى نهاية القيادة الأيدلوجية والنوعية.

يبدأ ضعف الحكومة من رأسها وينتشر إلى باقي مجالات الحكم. تتطاير المبادرات السياسية كالمبادرة السعودية والأوروبية واقتراح الأسد للسلام، في الفضاء، وكل ما لدى اولمرت ليقوله " لن يتنازل عن هضبة الجولان إلى الأبد". هل هي أغلى من سلام حقيقي مع سوريا في الشرق الأوسط النووي والمتطرف الذي يتبلور حولنا.

صديقتنا أمريكا التي تدير العالم، متورطة عميقا في العراق، وليس فقط أننا لا يمكننا أن نفاجئها بحرب فاشلة، ومن غير المؤكد إذا ما كانت مكانتنا كقوة عسكرية لم تتآكل في واشنطن وأن الفيتو سيحمينا إلى الأبد من إدانة دولية. إن نجاح الصواريخ الفلسطينية ليس في الأضرار المادية أو المعنوية التي يسببها في سديروت بل في الرسالة بأن الجبهة الداخلية هي نقطة ضعفنا ودعوة إلى ضربنا في المكان الذي يؤلمنا.

لكل فشل يوجد أب وثمن، بعد حرب الغفران استبدل دودو بموطي غور وبعد ذلك استقالت غولدا مئير. وبعد حرب لبنان الأولى استبدل رافول بموشي ليفي وبعده استقال مناحيم بيغين. القيادة الحقيقية هي ليست منصب فقط بل جرأة لاستخلاص الدروس. الدرس الرئيسي في الأربعة أشهر الماضية التي مرت منذ انتهاء الحرب، استخلصته حماس التي لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ. بينما نحن ما زلنا نعمل بالطرق القديمة، القصف والاغتيالات، والتي أتت علينا بإدانات العالم.

حينما تبقى أمريكا في العراق ربما لثلاثة سنوات أخرى، وفي إيران يتم بناء قنبلة نووية معدة رسميا إلينا، يجب أن نطمح لمبادرة سياسية على أساس الاستعداد لإنهاء الاحتلال مقابل تسوية سياسية . بيرتس وحالوتس يستحقان الإقالة بحق ، لأنهما يفكران بالصغائر، ولكن رئيس الوزراء الذي يقول في الوضع الحالي أن ليس لديه جدول أعمال فهو يعترف أنه غير مناسب. وهو المسؤول الرئيسي عما حدث ويجب أن يذهب .

التعليقات