"الجنرال الإيراني قد يكون لديه معلومات عن الطيار الإسرائيلي رون أراد"..

-

كتبت صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن صحيفة "ديلي تيلغراف" البريطانية، أن الجنرال الإيراني الذي اختفت آثاره في تركيا، علي رضا أصغري، من الممكن أن يكون لديه معلومات عن الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد.

وأضافت "هآرتس" أنه بموجب التقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة البريطانية في إسرائيل، فإن أصغري من الممكن أن يكون لديه معلومات حول منظومة الأمن الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني.

وجاء أن أصغري قد اختفت آثاره في مطلع الشهر الماضي شباط/فبراير في استانبول فور وصوله إلى أحد الفنادق في المدينة. كما أشارت الصحيفة إلى أن بعثة استخبارية إيرانية وصلت إلى تركيا للتحقيق في ظروف اختفائه، في الوقت الذي تناقلت وكالات الأنباء اتهامات إيران للموساد ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بالمسؤولية عن اختفائه.

وبحسب "هآرتس" فإن أصغري أشغل لعدة سنوات منصب نائب وزير الدفاع الإيراني خلال فترة ولاية الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وأنه كان المسؤول بحكم منصبه عن وحدة عملياتية خاصة في وزارة الدفاع الإيرانية، بالإضافة إلى كونه المسؤول عن العلاقات بين أجهزة الأمن الإيرانية وحزب الله.

وفي السياق ذاته كتبت صحيفة "معاريف" أن اختفاء الجنرال الإيراني السابق يثير شبهات كثيرة بشأن مصيره. وأنه هناك تقديرات تشير إلى أن أجهزة الإستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية هي التي قامت باختطافه، بهدف، من جملة أهداف، محاولة الحصول على معلومات بشأن الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد.

وأضافت "معاريف" نقلاً عن مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لتغيير الإجراءات الأمنية التي تتخذ لحراسة الشخصيات الإسرائيلية التي تسافر إلى خارج البلاد خشية تعرضها لمحاولات اختطاف.

كما كتبت الصحيفة أن أصغري من الممكن أن يكون المفتاح لفهم الكثير من الأمور المتعلقة بالدور الإيراني في العراق، بالإضافة إلى الحصول على معلومات إستخبارية بشأن برنامج إيران النووي، والتكنولوجيا الموجودة بحوزة إيران، والموعد المتوقع لتطوير أسلحة نووية. كما أشارت إلى أن كل معلومة استخبارية عن إيران من شأنها أن تساعد في اتخاذ القرار بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية أم لا، على حد قول المصادر ذاتها.

كما نقلت معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي نفيه أن يكون هناك أي دور لإسرائيل، إلا أنه قال إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لإجراء تغيير في الترتيبات الأمنية التي تتصل بسفر شخصيات إسرائيلية إلى دول غير غربية خشية محاولة اختطافها. ونقل عن جهاز الأمن العام (الشاباك) أنه يقوم ببلورة تقديراته بشأن مستوى التدابير الأمنية المطلوبة بموجب التطورات التي تجري على الساحة.


ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قوله يوم الاثنين 5-3-2007 إن إيران "طلبت من مسؤولين أتراك التحقيق في اختفاء مسؤول عسكري ايراني كبير سابق كان قد فقد خلال زيارة لتركيا، وهو الجنرال المتقاعد علي رضا أصغري".

وقال وزير الخارجية ان ايران "تتخذ كل الخطوات اللازمة" لحل قضية نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أصغري (63 عاما) الذي فقد بعد أن حجز في أحد فنادق اسطنبول في السابع من فبراير/ شباط".

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أيضا نقلا عن متكي قوله "لقد سافر مدير عام من وزارة (الخارجية) الى تركيا لمتابعة القضية،وطلبنا من تركيا التحقيق في قضية أصغري."

فيما ذكرت "رويترز"، الإثنين، في تقرير لها نقلا عن صحيفة تركية أن أصغري ضالع في أنشطة نووية لكنها لم تكشف عن مصدرها.

وقالت إن "أصغري الذي كان يعمل لصالح وزارة الدفاع الإيرانية وصل إلى اسطنبول قادما من دمشق في منتصف ديسمبر، واختفى وبعد قضاء ليلة واحدة في فندق جيلان"، مشيرة إلى أنه تم حجز غرفة لأصغري في فندق "جيلان" بأسطنبول يوم 6 شباط الماضي من قبل ثلاثة أشخاص "أختفوا" بدورهم أيضا.

وفي إيران انتشرت فرضيات عديدة حول مصير علي رضا أصغري. وإذ تحدث محلل استراتيجي بارز عن أن الحكومة اتصلت بالحكومة التركية سعيا للحصول على معلومات على مصير هذا الجنرال متقاعد، فإنه تحدث عن معلومات تؤكد أنه فعلا خرج من الحدود السورية لكنه لا تجد معلومات مؤكدة أنه دخل تركيا.

ونقل عن شمس الواعظين، مستشار مركز الشرق الوسط للدراسات بطهران قوله "إن فرضية الحرس الثوري عن اختطافه من الفرضيات المطروحة، وهناك فرضيات حول إمكانية أن يكون ذهب للخارج بإرادته لاجئا لدولة أجنبية ما، أو ن يكون تعرض لحادث ما ولم يعثر على جثته".

وأضاف "إذا صحت فرضية الحرس الثوري الإيراني فهذا مؤشر خطير من حديث ترك تداعيات خطيرة على الأمن القومي الإيراني، حيث كان يتمتع هذا الجنرال بمكانة عالية في صفوف حرس الثورة والمعلومات المهمة التي كانت لديه عن نشاطات الحرس الثوري وإمكانياته أو شيء يتعلق بهذه المؤسسة العسكرية.

واستبعد شمس الواعظين ما نشرته بعض الصحف حول صلة أصغري بالملف النووي، وقال "لا توجد أنباء أنه كان قريبا من الملف النووي الإيراني، إذ أنه كان متقاعدا منذ 5 سنوات والنشاط النووي القوي كان خلال السنوات الخمس الماضية".

وأشار شمس الواعظين أن الجنرال المتقاعد علي رضا أصغري كان رئيس قسم الحرس الثوري في لبنان في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات الذي كان يساعد حزب الله في مقاومته لاسرائيل، كما يشغل مناصب عديدة في الحرس الثوري بطهران، وومناصب على جبهات القتال إبان الحرب مع العراق.

التعليقات