الخطة الأمريكية لتعزيز قوة أبو مازن

الخطة الأمريكية لتعزيز قوة أبو مازن
على ضوء الأوضاع في مناطق السلطة الفلسطينية، تستعد الإدارة الأمريكية لتقوية أبو مازن في المواجهات مع حماس. وستحول ملايين الدولارات للتدريبات وشراء المعدات. وسيطلب من السعوديين دفع الرواتب، ومن مصر والأردن تزويد السلاح.

إن فشل الاتصالات لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية. وأحداث معبر رفح والخطاب الذي أدلى به رئيس السلطة، محمود عباس، تقنع شيئا فشيئا أوساطا في الولايات المتحدة وفي أوروبا وفي إسرائيل أن الحرب الأهلية في السلطة الفلسطينية تقترب أكثر فأكثر. وتشير أوساط سياسية في القدس ودبلوماسيون غربيون، أن الإدارة الأمريكية معنية بإجراءات واسعة وغير مسبوقة لتقوية الحرس الرئاسي الفلسطيني، استعدادا للمواجهة الآتية مع حماس.

الرئيس بوش ووزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، معنيان بزيادة المساعدات لأبو مازن بشكل كبير، ولكن التشريع الذي اعتمد في السلطة بعد صعود حماس إلى الحكم يصعّب عليهما.

في الأسبوع الماضي استدعي المنسق الأمني الأمريكي الجنرال كيت دايتون، إلى واشنطن كي يعرض أمام لجنة الخارجية في الكونغرس الضرورة الملحة لتحويل مساعدات كبيرة لقوات الأمن التابعة لرئيس السلطة. وقد عقدت جلسة مغلقة وسرية، بسبب حساسية القضايا التي طرحت.

لقد حاولت الإدارة الأمريكية في الأشهر الأخيرة تجنيد مبالغ كبيرة من أوروبا، ولكن الاستجابة كانت قليلة جدا. لهذا السبب توجه الجنرال دايتون لأعضاء الكونغرس وطلب منح الضوء الأخضر لتحويل مبلغ أولي بقيمة 20 مليون دولار للحرس الرئاسي. وأشار دبلوماسي أمريكي ملم بالتفاصيل أن رد فعل أعضاء الكونغرس كان إيجابيا، ولكن لم يجر بعد تصويت حول الموضوع.

وقد تطرقت وزيرة الخارجية الأمريكية للموضوع في نهاية الأسبوع المنصرم، حينما قالت أنها تأمل أن تتم المصادقة على تحويل الأموال، وقالت:" نحن ننوي إيجاد سبل لمساعدة أبو مازن". وأضافت: " نحن نعمل بشكل كبير كي ندفع نحو إصلاحات أمنية في السلطة".

وقال مصدر إسرائيلي ملم هو أيضا بالتفاصيل، أن الأمريكيين معنيون بتخصيص معظم الأموال للتدريبات والمركبات وأجهزة الاتصال، للحرس الرئاسي. وتنوي الولايات المتحدة طلب مساعدة "المحور المعتدل" في هذا الشأن.

السعوديون سيحولون المال لأبو مازن من أجل دفع رواتب رجال الحرس الرئاسي، وستزود مصر والأردن السلاح. وقد وافق رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، ووزير الأمن عمير بيرتس، بشكل مبدئي على نقل السلاح لأبو مازن، وأوكلا جهاز الأمن بالتنفيذ.

في الأسابيع الأخيرة زاد الأمريكيون من وتيرة التدريبات لرجال أبو مازن في المعسكر الواقع في أريحا. وحسب طلب خاص للجنرال دايتون ، وافقت إسرائيل على مرور عشرة ضباط فلسطينيين من غزة إلى أريحا من أجل تلقي التدريبات في المعسكر.

وقد تم تدريب الضباط الفلسطينيين لمدة ثلاثة أسابيع، على يد شركة خاصة مكونة من خريجي وحدات خاصة في أوروبا، وعادوا إلى غزة من أجل تدريب باقي جنود الحرس الرئاسي.

وقد عرض الأمريكيون الخطة أمام رؤساء الاتحاد الأوروبي قبل حوالي الشهرين. وعرض مبعوثو الإدارة، ديفيد وولش و إليوت أفراهامز، في اجتماع مغلق، لممثلين عن اللجنة الرباعية، تقديرات أمريكية تفيد بأنه لا مناص من إعداد الأرضية لمواجهة مع حماس.

في البداية تعامل الأوروبيون مع ذلك بشك، ولكن في الأسابيع الأخيرة اقتنعوا. وسيضع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي سيزور إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يوم الاثنين القادم، تقوية عباس في مركز زيارته. أحد وزراء بلير، المسؤول عن المساعدات الخارجية في بريطانيا، زار إسرائيل في الأسبوع الماضي، والتقى مع الجنرال دايتون وتعهد بمساعدة بريطانية لخطة تقوية أبو مازن.

وقدر مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية: " يبدو أن أبو مازن ذاهب إلى مواجهة مع حماس. وأن الحاجة لتقوية أبو مازن قد تدفع المجتمع الدولي إلى تقديم طلب لإسرائيل بالمساعدة بتحويل أموال الضرائب المجمدة لأبو مازن، أو تقديم المساعدة في الإصلاحات الأمنية التي يحاول تنفيذها.

وأضاف:" كل ذلك سيتم تباحثه نقل السلاح من مصر ومن الأردن ، إدخال لواء بدر، تحويل الأموال المجمدة. والسؤال هو هل أبو مازن سيصمم على مواقفه أم سيتراجع، إذا كان مصمما سنكون ملزمون بتقديم

التعليقات