"الصوت صوت نتنياهو"

قال المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، ألوف بن، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل تعرّضت في الأسابيع الأخيرة لانقلاب في الحكم، تمثل مظهره الخارجي في انضمام زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إلى الائتلاف الحكومي، غير أن النقاش العام حول شخصية ومفاهيم ليبرمان، الوزير الذي سيتسلم حقيبة "التهديدات الإستراتيجية"، أخفى، برأي بن، "التغيير الأهم والأكثر إثارة الذي خضع له الحكم في إسرائيل في تلك الأسابيع الأخيرة، والمتمثل في تبني رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، مواقف رئيس المعارضة وحزب الليكود، بنيامين نتنياهو".

وتابع: الذي لا يصدّق ما نقول يمكنه أن يعود إلى خطابي الاثنين المذكورين في الكنيست إبان التصويت على الثقة بالحكومة، قبل حوالي نصف عام. ففي حينه تكلم رئيس الحكومة عن "ترسيم حدود دائمة وعن إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية كحبل إنقاذ للصهيونية"، في حين دعاه رئيس المعارضة إلى "التركيز على التهديد الإيراني". أمّا الآن فإن أولمرت "ينفّذ سياسة نتنياهو، بندًا تلو بند. فهو يوجّه التهديدات المبطنة إلى إيران ويدفن (خطة) التجميع ويتيح البناء المتسارع في المستوطنات. كما أنّ سياسته الاقتصادية- الاجتماعية منسوخة عن سياسة نتنياهو".

وأضاف بن: لقد حصل أمر مماثل لأريئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، عندما بقي دون أجندة بعد انتخابات 2003 وتبنى مشروع خصمه عمرام متسناع (رئيس "العمل") بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة. لكن الفرق آنذاك هو أنّ متسناع غادر الحلبة السياسية بعد أن خسر في الانتخابات، في حين أنّ نتنياهو باق وهو يوجّه دفة سياسة الحكم من مقاعد المعارضة. "وهكذا فإن اليد يد أولمرت لكن الصوت صوت نتنياهو"، على حدّ تعبير الكاتب.

ويرى بن أن ما يفعله أولمرت في هذا الشأن يستهدف سحب المسوّغ الأيديولوجي من تحت أقدام عدد من نواب حزبه ("كديما") لسدّ الطريق أمام إمكانية عودتهم إلى صفوف "الليكود"... كما أنّ ضم ليبرمان إلى الائتلاف الحكومي يؤدي إلى إحداث شرخ في صفّ معسكر اليمين الإسرائيلي، الأمر الذي يضمن لأولمرت البقاء في سدّة الحكم لمزيد من الوقت.

التعليقات