"القمة المرتقبة لن تثمر عن شيء"..

-

كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أن القمة الثلاثية المزمع عقدها الإثنين القادم في القدس لن تثمر عن أي شيء، لا عن مفاوضات ولا عن تسوية سياسية ولا عن تسهيلات للفلسطينيين أيضاً.

وأضاف أن أولمرت بإمكانه التمتع من التجديد في اللقاء المشترك مع رايس وعباس، أو من الضيافة في فندق في القدس بدلاً من شاطئ البحر الأحمر، ولكن ماذا سيشعر أبو مازن الذي يتنقل منذ سنوات من قمة إلى قمة، ويسمع مرة أخرى وأخرى الشعارات بشأن "بدء المفاوضات ومستقبل أفضل"؟؟

وتابع:" في أيار/ مايو 1996 كان أبو مازن على رأس الوفد الفلسطيني في مهرجان افتتاح المحادثات حول الحل الدائم في طابا. وطالب بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى حال عادل لقضية اللاجئين. وكان رد رئيس الوفد الإسرائيلي اقتراحاً ضبابياً تضمن "الفصل بين الشعبين بهدف الوصول إلى تعاون" بدون حدود وبدون لاجئين وبدون القدس".

ويطرح اليوم نفس الحديث قبيل القمة المرتقبة، كأنما لم يحصل أي شيء خلال 11 سنة الماضية التي مرت منذ ذلك الحين، قبل كامب ديفيد وقبل الإنتفاضة والعمليات الإنتحارية وفك الإرتباط وصعود حماس إلى السلطة. ولا يزال أبو مازن يتحدث عن الدولة الفلسطينية في حدود 1967، في حين لا يزال قادة إسرائيل المتعاقبون يردون بشعارات غير عملية حول "الأفق السياسي".

وأضاف أن أولمرت قد سحب إلى القمة القادمة غصباً عنه. فقد تحفظ من مبادرة وزيرتي الخارجية رايس وتسيبي ليفني بالقفز عن حاجز خارطة الطريق والبدء بالمحادثات عن الدولة الفلسطينية. وانشغل أولمرت ومساعدوه في الفترة الأخيرة بتركيم الصعوبات على جدول أعمال القمة. وأكدوا أن إسرائيل تعارض الوساطة الأمريكية وتصر على المفاوضات المباشرة. وقالوا إن المحادثات ستكون نظرية فقط، وأن التطبيق سيشترط العودة إلى المرحلة الأولى من خارطة الطريق بشأن "تفكيك المنظمات الإرهابية". وفي النهاية قالوا إن إسرائيل لن تناقش مسألة الحل الدائم مثلما يطلب ذلك أبو مازن.

"وعندها جاء اتفاق مكة لتشكيل حكومة وحدة بين حركتي حماس وفتح، وأنقذ أولمرت من حالة الإرتباك الشديد. فقد تعانق أبو مازن مع خالد مشعل، وأثبت مثلما ادعى أولمرت في بداية توليه منصبه، أنه لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني. وأصرت رايس على المجيء إلى القدس، وأعلن أولمرت أنه سيحول القمة إلى محكمة ميدانية. كان أرئيل شارون قد اعتاد تقديم المواعظ لـ أبو مازن بمحاربة الإرهاب، أما أولمرت فسوف يطلب تطبيق شروط الرباعية وإطلاق سراح الجندي غلعاد شاليط، وبالطبع سيطالب أيضاً بوقف إطلاق صواريخ القسام ووقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وسوف يجد أبو مازن، كشريك لحماس، صعوبة في التذرع بالضعف السياسي كتبرير لعدم التنفيذ"..

وتابع أن سياسة شارون قد استندت إلى مخاوفه من الحل الدائم، فقد كان يدرك أنه بعد اقتراحات إيهود براك للسوريين والفلسطينيين، فإن أي مفاوضات مستقبلية سوف تبدأ من شاطئ بحيرة طبرية ومن أسوار القدس. وقد عارض شارون هذا الإنسحاب وبذلك كل ما بوسعه لعدم الدخول إلى غرفة المحادثات. وكان في كل مرة يستل اشتراطات جديدة، ونجح في طريقته وتبنى المجتمع الدولي اشتراطات إسرائيل بالرغم من مساندته (المجتمع الدولي) للمواقف الجوهرية للعرب.

وينهي بالقول إن أولمرت هو المكمل الكبير لطريق شارون، وربما نجح أكثر من سابقه في عرض مواقف متصلبة من وراء قناع من الاعتدال والانفتاح. ويلاحق قادة المجتمع الدولي ويقيدهم بفرض شروطه على الفلسطينيين. وذلك فإن القمة المرتقبة ستسجل كنصر تكتيكي آخر لسياسات "نعم.. ولكن" الخاصة بأولمرت، ولكنها لن تحرك تسوية النزاع إلى الأمام قيد أنملة. والعزاء الوحيد هو أن رايس سوف تأتي إلى المنطقة هذه المرة بطائرة صغيرة أقل استهلاكاً للوقود وأقل تلويثاً للجو في طريقها إلى رحلة أخرى لا حاجة لها..


التعليقات