القنابل العنقودية ووريث شامير..

-

القنابل العنقودية ووريث شامير..
تحدثت افتتاحية صحيفة هآرتس اليوم عن استخدام إسرائيل المكثف للقنابل العنقودية في الأيام الأخيرة للعدوان على لبنان وتقول الافتتاحية: أنه حينما اتضح للجيش أنه ليس هناك حل لوقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا المستمر، اتخذ قرار بـ"إغراق" المنطقة بالقنابل العنقودية بواسطة قذائف المدفعية والصواريخ. أي القصف العشوائي دون هدف محدد، وفق اعتقاد أن القنابل التي ستنتشر على مساحة واسعة من الأرض ستصيب ربما بين من يمكن أن تصيب- منصات إطلاق صواريخ وأكبر عدد ممكن من مقاتلي حزب الله.

وتضيف: أن أحد الجنود الذين أطلقوا قذائف عنقودية من مدفعية 155م"م قال لصحيفة هآرتس أنه تلقى أمرا "بغسل" المنطقة بقذائف عنقودية دون أهداف محددة. وقال ضابط في وحدة الصواريخ من نوع م26 لهآرتس أنه كان هناك أمر "بإغراق" المنطقة. وتضيف:" لقد أطلق على لبنان أكثر من مليون قذيفة عنقودية، وكل قذيفة تحوي 644 قنبلة عنقودية صغيرة" وكي تتوضح الصورة أكثر :إن كل قذيفة يمكنها تغطية مساحة ملعب كرة قدم".

وتقول الافتتاحية أن على اللجنة التي ستحقق في الحرب أن تفحص هذا الأمر. القذائف العنقودية هي سلاح غير دقيق و"لا يميز" ويمنع استعماله في مناطق سكنية. ويشير إلى أن نسبة القنابل الغير منفجرة هي من 5حتى 30% من القنابل.

وتضيف إن ممارسات الجيش في الحرب لها تداعيات أخلاقية وعملية، "فقدرة إسرائيل على تجنيد الرأي العام العالمي متعلقة بالتمييز بين أبرياء وبين أعداء".

وتنتهي بالقول: إن القليل الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله الآن هو الاستجابة لطلب كوفي أنان والمساعدة في تحديد المناطق التي استهدفت بقذائف عنقودية، كي لا يرتفع عدد المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا من تلك القنابل. فقد تحولت مناطق واسعة من جنوب لينان إلى حقول ألغام، والاحتجاج التي أسمعه أنان لم يكن خاليا من أي ركيزة.
يقول ألوف بن في مقالته في صحيفة هآرتس: إن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية يمكن أن يعتبره الطرفان، الإسرائيلي والفلسطيني، نصرا. فبالنسبة لأولمرت أتى الحصار السياسي والاقتصادي وعمليات الاعتقال والقصف بثمارها، واضطرت الحكومة إلى الاستقالة وإشراك فتح في الحكم. ومقابل ذلك لم يدفع أولمرت أي ثمن سوى التعهد بلقاء أبو مازن دون أي شروط مسبقة.

ويضيف بن: وبالنسبة للفلسطينيين يمكنهم أن يدعوا أنهم انتصروا وبنفس القدرة على الإقناع، فخطف غلعاد شاليت في العملية، وقدرتهم على الاحتفاظ به، واستمرار إطلاق صواريخ القسام، بعد أن سقط مئات القتلى في غزة. وظهر أن هناك محدودية للقوة الإسرائيلية، وصمود الفلسطينيين الذي دعم بهجمات حزب الله في الشمال، أقنعت أولمرت بالعدول عن فكرة التجميع أحادية الجانب ومد اليد لأبو مازن.

ويقول: إن شعور الطرفين بالانتصار هو نقطة هامة لتقدم العملية السياسية. ولكن الحكومة تتصرف وفق الفطرة الإسرائيلية "ليس هناك شريك للحوار" وتحاول عرض التطورات لدى الطرف الآخر كمناورة لتجديد تدفق الأموال للسلطة، وليس كفرصة لخلق شريك فلسطيني. فوزيرة الخارجية التي نادت بمبادرة إسرائيلية، سارعت إلى واشنطن كي تؤكد بقاء الحصار على ما هو حتى تعترف الحكومة الجديدة بإسرائيل واتفاقات أوسلو.

ويقول بن عن مبادرة السلام العربية أنها غير كافية ولكن يمكن قبولها وعرضها كاستعداد عربي لقول "لا" لخطابات الإبادة الإيرانية. فكان من الممكن أن تلقي ليفني خطابا في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وتقوم بدعوة عمرو موسى لحوار في إسرائيل. ولكن بدل ذلك تحدثوا بتلعثم عن تطبيق خارطة الطريق..

ويتساءل بن ماذا فعلت إسرائيل من أجل اتفاقيات أوسلو وخارطة الطريق التي جمعتها معهما علاقة حب متأخرة. ويقول إن عدم قيام إسرائيل بإخلاء بؤر استيطانية شبيه بتهرب الفلسطينيين من تنفيذ الجزء الخاص بهم. ويضيف: صحيح أن تلك الحكومة المطاردة بالفضائح والتحقيقات هي ضعيفة أمام المستوطنين، ولكن إبقاء البؤر الاستيطانية وفي المقابل تكثيف البناء في التجمعات الاستيطانية يثير الشكوك حول نوايا أولمرت. ويتساءل: ماذا حصل للوعود التي أطلقت قبل الانتخابات بوقف الاستثمار في المستوطنات؟ ويضيف: الآن لدى أولمرت الفرصة للتقليص هناك بحجة أن الأموال ضرورية لإعمار الشمال، ولكن حكومته أبطأت تطوير النقب ولم تمس المستوطنات.

ويقول: إن أولمرت الذي تولى السلطة كمكمل طريق رابين وشارون، يبدو الآن كوريث إسحاق شامير. فسياسته أمام الفلسطينيين تتلخص بكلمة "لا" لكل تغيير ولكل مبادرة خارجية، وفي تعميق التمسك بالمستوطنات، بتحايل ديبلوماسي كاقتراحه لقاء أبو مازن.

ويخلص بن بالقول: يبدو أنه من الممكن إخراج السياسي من الليكود ولكن لا يمكن إخراج الليكود من السياسي.

التعليقات