"المبادئ الحديدية التي حددها بن غوريون "

ينظر عمير بيرتس إلى مكانته الشعبية في المرآة ويُصدم، يتعاملون معه على أنه أحمق. وينظر إيهود أولمرت إلى وضعه كرئيس حكومة في المرآة، وماذا يرى؟ قائد فقد ثقة الشعب. وكلاهما ينظران إلى الأفق ويريان أن لجنة فينوغراد ستصدر الحكم بشأنهما. ويتساءلان ليس حول من سيخرج بوضع أفضل بل من سيخرج بوضع أقل سوءا، هل وزير أمن لم ير خارطة معركة في حياته ؟ أم رئيس وزراء عَيّن مبتدئا وزير أمن لاعتبارات شخصية؟.

وفي الوقت الذي تشحذ فيه لجنة فينوغراد أظافرها استعدادا للعرض المرعب في الكنيست، يندلع في جلسة الحكومة قتال ديوك بين رئيس الوزراء ووزير الأمن. بيرتس الذي يدرك أنه لن يكون بعد الآن وزير أمن، بدأ يتحدث في الموضوع الذي يتقنه، أزمة الرواتب المتأخرة في السلطات المحلية فصرخ أولمرت في وجهه " هذا ليس الموضوع" فرد بيرتس: لست مستبدا هنا ولن تسكتني. احمر وجه أولمرت من الغضب وصرخ: اليوم ستسمع الحكومة فقط لتقارير. فيرد بيرتس: لن تملي ما نقوله. لا يوجد هنا استبداد.

يقول وزير سابق أن رئيس الوزراء لا يحق له أن يُسكت وزيرا فهو ليس رب المنزل وليس هناك أي مبرر لإسكات وزير يريد أن يدلي برأيه. واعتبر هذه المشادة غير مسبوقة ولم تحدث في عهد أي رئيس حكومة إسرائيلية أن منع وزيرا من الحديث.

الحرب بين بيرتس وأولمرت تنبع من أنهما في أوج الضغط النفسي. فمستقبلهما السياسي على شفا الهاوية. مقربون من رئيس الوزراء قللوا من أهمية الحادثة وكذلك المقربون من بيرتس. "أولمرت كان عصبيا، وبيرتس كان سريع الغضب. مرا بأزمات أخطر. مثلا حينما أراد أولمرت إقصاء بيرتس عن وزارة الأمن في اليوم الذي استقال به دان حالوتس من منصبه كرئيس للأركان.

كلاهما ينتظران تقرير لجنة فينوغراد للتحقيق. وحقيقة أن بيرتس كان وزيرا للأمن لمدة تسعة أسابيع فقط قبل اندلاع الحرب لا تضمن إعفاءه من المسؤولية الإدارية. ولكن وضع أولمرت كرئيس وزراء أسوأ: أولا بتعيين بيرتس وزيرا للأمن بدل تعيينه وزيرا للمالية. ثانيا، بأنه وافق على حرب تنافي في تنفيذها وروحها المبادئ الحديدية التي حددها بن غوريون والتي عمل وفقها الجيش طول السنوات: 1. نقل الحرب إلى أرض العدو. 2. إنهاء الحرب بالسرعة القصوى.

في كلا الهدفين حصل العكس: حزب الله هو من نقل الحرب إلى منطقتنا عن طريق إطلاق مئات الصواريخ يوميا على الجبهة الداخلية خلال 33 يوما. والجيش بدل أن يكتفي في عمليات رد قوية ومقلصة، أطال أمد الحرب، والمختطفون ليسو بأيدينا..أي عار

من غير المؤكد أن يتمكن أولمرت من الاستمرار كرئيس وزراء بعد تقرير فينوغراد. وخاصة، إذا ضم مراقب الدولة إلى النتائج مجموعة الشبهات العالقة ضده في عدة قضايا. أولمرت وبيرتس يكنسان الأرضية بالاستطلاعات المنخفضة التي يتلقونها، وذلك قبل أن ينهي المراقب ولجنة فينوغراد عملهما.

بإمكان لجنة فنوغراد إحداث انقلاب، يمكن لكل شيء أن يحدث فيه. من الممكن أن تتفكك كديما ويعود رجال حزب العمل في كديما إلى حزب العمل، ويعود رجال الليكود إلى الليكود ويعيدون بنيامين نتنياهو إلى الحكم لا قدر الله. في هذه الأيام كل شيء ممكن أن يحدث، وربما يمكن تشكيل حكومة جديدة دون انتخابات. قد ينجو أولمرت من ذلك وقد لا ينجو. وقد تتوحد كديما والعمل برئاسة تسيبي ليفني، ويكون وعامي أيالون أو إيهود باراك وزيرا للأمن. إذا كان هناك فوضى سياسية على الطريق، لا أحد يدري ؟ وربما يتنازل شمعون بيرتس عن الرئاسة ويتجند في جيل 84 لإنقاذ الأمة كرئيس وزراء قادم لإسرائيل. أصرخي أيتها البلاد التعيسة .




التعليقات