تصريحات غيتس تفاجئ الإسرائيليين

-

تصريحات غيتس تفاجئ الإسرائيليين
كتب زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، في الكونغرس، بأنه يوجد لدى إسرائيل أسلحة نووية فاجأت العناصر الأمنية والسياسية في إسرائيل. وبرأيه فمن الصعب فهم مغزى هذا التصريح بشأن مسألة لا يتحدث فيها كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية. وتساءل شيف إذا ما كان الحديث هو عن زلة لسان أو مبادرة شخصية من غيتس؟ أو إذا ما كانت خطوة محسوبة ومنسقة مع الإدارة؟ أو هل كان الهدف هو الإعلان عن أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ومن هنا فبإمكانها تدبر أمورها لوحدها مقابل التهديدات النووية الإيرانية؟

وكان غيتس قد صرح يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، في إطار تعرضه لدوافع إيران بتطوير أسلحة نووية، لأنها محاطة بدول نووية؛ باكستان في الشرق، والروس من الشمال، وإسرائيل من الغرب، والولايات المتحدة في الخليج العربي (الفارسي).

وتابع أن غيتس لم يشتهر بزلات اللسان في المواضيع الحساسة، وتجربته الإستخبارية والسياسية كبيرة. وبحسبه فإنه ورغم أن غيتس ليس من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، فهو غير معاد لها، بل وأظهر في أكثر من مرة تفهماً لـ"مشاكل إسرائيل الأمنية". وفي حال كان الهدف الإشارة إلى أنه بإمكان إسرائيل تدبر أمرها لوحدها مع طهران، فإن ذلك لا يتلاءم مع ما سمعه إيهود أولمرت في لقائه الأخير مع جورج بوش.

وبحسبه، فإن المفاجأة في إسرائيل كانت كبيرة، ليس فقط بسبب الإعتراف العلني بترسانتها النووية، وإنما لأنه بشكل غير مباشر يعبر غيتس عن تفهمه لتسلح إيران بالأسلحة النووية ومقارنته بين الدولتين. وإزاء ذلك يتوجب على أولمرت أن يستوضح إذا ما كانت إسرائيل ستجد نفسها لوحدها في حال حصول مواجهة عسكرية أم ستكون جزءاً من تحالف تقوده الولايات المتحدة..

وأضاف أن غيتس، الذي أشغل في السابق منصب رئيس وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه)، يحلل الواقع كضابط استخبارات فيعدد الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، ولكنه لا يقول الشيء المهم برأي شيف، وهو "ماذا سيحصل في حال حصول خلل في التوازن النووي عندما تمتلك إيران أسلحة نووية؟ وهو بدوره كوزير للدفاع، فإن تبريره لرغبه إيران بالأسلحة النووية ليس ذكياً، فهو لم يشر بكلمة إلى عناصر أخرى تحث إيران على تطوير أسلحة نووية، من أجل نفوذها الإقليمي"..

وأشار شيف إلى أنه في السابق كان نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، قد أشار إلى قدرات إسرائيل النووية، ولكن ذلك كان بشكل حذر وغير مباشر، كما ساند الرؤساء الأمريكيون الإستراتيجية المتصلة بالأسلحة النووية وطلبوا من إسرائيل الإمتناع عن أي عملية يشتم منها تهديد نووي، وفي المقابل تعهد رؤساء الحكومات الإسرائيلية بهذا الخصوص، وبضمنهم رئيسة الحكومة السابقة غولدا مئير أمام الرئيس ريتشارد نيكسون.

وبعد تصريحات غيتس، يقترح شيف على إسرائيل مواصلة سياسة الضبابية حول نشاطها النووي، وعدم الرضوخ لمطالب جهات أكاديمية وأخرى بوضع حد لهذه السياسة. وبحسبه فإن انضمام إسرائيل إلى تصريحات غيتس من شأنها أن تؤدي إلى عدم الإستقرار في الشرق الأوسط.

التعليقات