"خبير" إسرائيلي يحذّر من تجدّد "نشاط حزب الله" على طول الحدود

حذّر البروفيسور إيال زيسر، رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، والذي يجري تسويقه في الإعلام الإسرائيلي باعتباره "خبيرًا في الشؤون السورية واللبنانية"، من محاولة يقوم بها "حزب الله" لإعادة الوضع على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل إلى سابق عهده، أي إلى ما قبل 12 تموز 2006، إذا ما تفاقمت الأزمة السياسية التي تجتاح لبنان.

واعتبر هذا الأستاذ الجامعي، في تعليق على الأوضاع المستجدة في لبنان نشره اليوم الأربعاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "توقيت الأزمة التي تفجّرت في لبنان لم يكن من قبيل الصدفة". ولكنه أبدى الارتياح من أنه على رغم الأزمة "تبنت حكومة لبنان اقتراح الأمم المتحدة بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق، رفيق الحريري". وأضاف "رغم أنه لم يكشف عن المتهمين بعد، لكن حزب الله وعلى ما يبدو دمشق أيضًا لديهما أسباب جيدة للخوف. فمن شأن هذه المحكمة أن تطالب بتسليم مسؤولين كبار في القيادة السورية، من المقربين إلى الرئيس الأسد، والذين ذكرت أسماؤهم في الماضي كمتورطين في الاغتيال".

وتابع: "خصوم حزب الله لا يسارعون إلى الخنوع ويعدون بأن يردوا الصاع صاعين. فأي تنازل لحسن نصر الله سيجعله ملك ملوك السياسة اللبنانية والرجل القويّ في لبنان. وفي الحقيقة فإن نصر الله غير معنيّ بحرب أهلية، بل إنه يريد بالذات الهدوء والاستقرار لكي يتمكن من ترميم منظمته... لكن نصر الله مقامر بطبعه. ولقد قامر في شهر تموز الماضي... وها هو ذا يقامر الآن... المشكلة أن أيًّا من لاعبي البوكر اللبناني ليس لديهم ما يخسرونه".

أمّا بالنسبة لإسرائيل فإن الخلاصات من هذه الأزمة واضحة، برأي زيسر. فأولاً، الحرب الأخيرة وقرار مجلس الأمن 1701 أديا إلى واقع هشّ ومتناثر في الحدود الشمالية، ومع أول تبادل لإطلاق النار في بيروت ستكون القوات الدولية المرابطة هناك أول من يغادر المنطقة. وثانيًا، استعداد نصر الله لتحدي استقرار المنظومة اللبنانية يدلّ على أنه يشعر بثقة في نفسه... ومن هنا يأتي الخوف من أن يحاول، عاجلاً أم آجلاً، أن يعيد الوضع على طول الحدود مع إسرائيل إلى سابق عهده، أي إلى ما قبل 12 تموز 2006. "وفي النهاية فإن من يهدّد بحرب أهلية داخل لبنان لن يرتدع عن تجديد نشاطه ضد إسرائيل على طول الحدود"، على حدّ قوله.

التعليقات