خطة إسرائيلية لتبادل أراض مع سوريا

خطة إسرائيلية لتبادل أراض مع سوريا
يقول بروفيسور عوزي أراد من المركز "بين المجالات" أن مسؤولين سوريين وافقوا على النظر في اتفاقية لتبادل الأراضي، تبقي 20% من الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية مقابل مناطق من الأردن ومن لبنان.

بإمكان إسرائيل أن تتوصل إلى اتفاق مع سوريا دون أن تنسحب من كل هضبة الجولان، على أن تُعوض سوريا بأراض بديلة تساويها في القيمة – هذا ما يتبين من إيحاءات تلقاها بروفيسور عوزي أراد، رئيس المعهد للسياسة والإستراتيجية في مركز "بين المجالات" في هرتسليا ، من مسؤولين سوريين.


ويترأس أراد طاقم باحثين يعمل منذ سنوات على تطوير مسارات خلاقة لصيغ سلام مع سوريا. وعلى أعتاب مؤتمر هرتسليا السابع الذي سيبدأ أعماله يوم الأحد القادم، أعد أراد بالمشاركة مع الباحثة في المركز " راحيل ماختغر" وثيقة شامل تفصل تبادل الأراضي الممكنة مع سوريا.

ويقول أراد: أن احتمال تجديد الاتصالات مع سوريا قريبا قائم، وكل الصيغ التي جاءت مبنية على أساس أن توافق سوريا على استمرار إسرائيل في السيطرة على 20كم من هضبة الجولان وهي مناطق يسكنها ثلثي سكان هضبة الجولان الإسرائيليين. وبالمقابل تخلي إسرائيل حوالي 6000 ساكنا إسرائيليا من بيوتهم. ومقابل إبقاء حوالي عشرة آلاف شخص في الجولان يتم تسليم أراض بديلة لسوريا.

وقال أراد يوم أمس " لا يجب أن نتمسك بصيغ المناطق القديمة. ليس هناك مجال للاعتقاد أن ثمن السلام مع سوريا هو الانسحاب الكامل من الجولان. السوريون يفهمون جيدا أن هناك أمورا لا تستطيع إسرائيل أن تتنازل عنها.


وأضاف أراد "لدي مسارات اتصال مع سوريين وحينما عَرضت مبادئ خطة تبادل المناطق على أشخاص معينين هناك لم ترفض بشكل قاطع. وفي نفس الوقت ولم تقبل على ما هي عليه، ولكن التأكيد أنها لم ترفض بشكل قاطع. هناك نقطة يمكننا منها البدء في الحديث معهم.

الاتفاق مع سوريا حسب خطة خبراء مركز "بين المجالات" تلزم تدخل دول أخرى، لأن الحدود الوحيدة مع سوريا هي هضبة الجولان، والمناطق البديلة ينبغي أن يحصل عليها السوريون من لبنان أو الأردن- وتعوضان عن ذلك من قبل إسرائيل. وفي كل البدائل تبقى إسرائيل على قطاع طولي غرب الهضبة، بمساحة
من خلال البديل اللبناني، تسلم لبنان منطقة على حدودها المشتركة مع سوريا وبالمقابل تحصل من إسرائيل على أراض متساوية في المساحة على طول الحدود الشمالية مع إسرائيل. ووضع مماثل للبديل الأردني حيث أن مقابل المناطق في الغور- جنوب البحر الميت- التي ستحصل عليها من إسرائيل – تسلم الأردن مناطق من حدودها مع سوريا.


وبرأي أراد " الاقتراح الإسرائيلي، إذا قُدم، سيمكن السوريون من الحصول على كامل المساحة من ناحية كيلومترات، وأفضل من ذلك لن يكون لهم، وهم يعرفون، ذلك." وقال أراد أن كل الصيغ تلزم السوريين بوقف الدعم للإرهاب الفلسطيني وحزب الله.

الرئيس السوري، بشار الأسد، قال قبل عدة أشهر في لقاء مع صحيفة در- شبيغل عن الضغوطات الداخلية التي يتعرض لها للخروج في حرب على إسرائيل- التي تخلت عن عملية السلام مع " يسألوني الناس لماذا أتحدث عن السلام طوال الوقت. لماذا لا نخرج إلى الحرب"، قال الرئيس السوري بصراحة. يقولون لي أنه ينبغي أن نتبنى وسائل حزب الله وخيار المقاومة، لأنها طريق أثبتت نفسها. هذا هو المزاج اليوم ويتعين على الغرب أن يدرك ذلك.

رغم ذلك حين سُئل الأسد إذا كان يوافق على تصريحات نظيره الإيراني، محمود أحمدي نجاد، سارع الرئيس للتأكيد أنه لم يتحدث معه بالموضوع، وأوضح أنه يحدوه أمل بالسلام.. وأردف " هذا الأمل قد يتلاشى وعندها قد تنشب حربا"

قبل ذلك، وفي لقاء مع الصحيفة الكويتية قال الرئيس السوري "الأنباء" قال الأسد أن بلاده معنية بالسلام، ولكنه أضاف أنه يأخذ بالحسبان هجوما إسرائيليا محتملا، بالنسبة لنا السلام لا يتعلق بالظروف المتغيرة، بل هو مبدأ شامل، ولكن في نفس الوقت ينبغي أن نتوقع عدوانا إسرائيليا في أي وقت".

وأضاف: "كلنا نعرف أن إسرائيل هي قوية من ناحية عسكرية وتقف خلفها الولايات المتحدة بشكل مباشر. السؤال هو : إذا تعرضتم لهجوم من دولة أكبر منكم، هل سيكون الرد الهروب من الدفاع عن بلادكم؟ هذا منطق مفهوم ضمنا".

التعليقات