"دولة متعفنة" أو "فساد في القمة"..

-

كتب يوئيل ماركوس في صحيفة "هآرتس" مشيراً إلى الفساد المستشري في إسرائيل، ولفت بوجه خاص إلى العناوين التي احتلت صحافة الأسبوع، ومن بينها "دولة متعفنة" و"فساد في القمة" و"سدوم وعمورة" و"مملكة الدانمارك متعفنة" و"ضريبة الدخل في المعتقل" و" السقوط" و" سلطة الضرائب كمنظمة إجرامية" و"الفساد يتفاقم في إسرائيل"..

وتابع لا يوجد أي هيئة رسمية لا تخضع للتحقيق، بدءاً برئيس الدولة والحكومة والشرطة والجيش، والآن ضريبة الدخل، الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة بالهيئات الرسمية والعامة. كما يشير إلى القرار الذي اتخذ في المجالس الإقليمية المحيطة بقطاع غزة بشأن إخلاء المستوطنين في المنطقة، والذي برأيه نجم عن فقدان الثقة بالجيش في وقف إطلاق الصواريخ.

ويشير إلى أن ضباط الأجهزة الأمنية هم الآن في إحدى مراحل التحقيق، ويخوضون صراعاً من أجل استعادة كرامتهم الضائعة. كبار المسؤولين في سلطة الضرائب يجري التحقيق معهم من قبل وحدات التحقيق في الإحتيال، والرئيس كتساف في انتظار "لائحة اتهام خطيرة" ويقدم المواعظ بشأن تطوير نظام الحكم في إسرائيل. أما رئيس الحكومة فينتظر قرارات المستشار القضائي للحكومة بشأنه، وفي هذا الأسبوع وفي أعقاب التنصت على شولا زاكين، مساعدته لمدة 30 عاماً، تم اعتقال رجال أعمال معروفين وكبار المسؤولين في سلطة الضرائب، وبعضهم من مساعدي أولمرت عندما أشغل منصب وزير المالية.

" ما يحصل في إسرائيل يشبه لعبة الدومينو، فحينما يسقط حجر فهو يسقط الحجر الذي يليه. وهناك علامات تفكك واهتزاز في السلطة، وخاصة في ظل غياب قيادة فوق الشبهات".

وتابع أنه قد كتب الكثير عن حرب لبنان، ولكن السطر الأخير واضح للجميع :" لقد خسرنا". في حرب 1973 استقال رئيس هيئة أركان الجيش تحت ضغط الإحتجاج، وكذلك رئيس الحكومة ووزير الأمن اللذان كانا شريكين في الإعتقاد بأن "المصريين لن يتجرأوا على الهجوم وعبور القناة". أما اليوم، فإن المسؤولين الأساسيين عن الفشل، وبدلاً من أن يستقيلوا، فقد جهزوا لأنفسهم أطواق النجاة عن طريق مختلف لجان التحقيق الكثيرة التي لا تمتلك الصلاحيات.

وفي حديثه عن رئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، يشير إلى أنه كان يجب أن يستقيل أو يقال. إلا أنه وبدلاً من ذلك، قام بتعيين 40 محققاً لإعداد "خلاصات وتوصيات"، ليس من أجل العقوبة وإنما من أجل إصلاح ما يتطلب الإصلاح. واليوم يعترف بأن الحرب قد مست بقدرة الردع، ورغم ذلك فهو لا ينوي الإستقالة.

ويخلص إلى النتيجة أن الجمهور يفقد ثقته بالحكومة، وأن هناك حاجة لاحتجاج جماهيري يقود حكومة الفشل إلى الباب خارجاً، حتى لو كان الثمن تقديم موعد الإنتخابات.

التعليقات