رئيسان سابقان لشعبة "أمان" يدعوان إلى التفاوض مع سوريا

رئيسان سابقان لشعبة
دعا رئيسان سابقان لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، هما الجنرالان في الاحتياط شلومو غازيت وأوري ساغي، اليوم الأربعاء، إلى "عدم تفويت فرصة الدخول في مفاوضات مع سوريا"، في ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى وسائل إعلام مختلفة.

وقال الجنرال احتياط أوري ساغي، الذي كان أيضًا أحد كبار أعضاء وفد المفاوضات مع سوريا، في تعليق ظهر اليوم الأربعاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "ينبغي أن نفحص ما الذي يريده الرئيس السوري بشار الأسد فعلاً، وما هي نواياه. دائمًا كانوا يشتكون عندنا بأنه لا يوجد شريك للسلام في الجانب العربي، والآن عندما يهاجمنا شخص ما بإعلان نوايا لتسوية سلمية فإننا نعلن بأنه لن نعيد الجولان إلى الأبد. لا يوجد لأي شخص حق أخلاقي في أن يتحدّث باسم الأبد".
وفي رأي ساغي فإنه "بالذات بسبب الرعاية التي يمنحها (الرئيس الأسد) للمتطرفين وبسبب علاقاته الوثيقة مع إيران فإن من الخطأ عدم تفحّص ماذا يقف خلف تصريحاته بصورة جذرية... ويمكن تنفيذ هذا الفحص بواسطة مبعوثين سريّين، ليسوا بالضرورة أميركيين".

ومضى يقول: "لا ينبغي الخوف من العلاقة الوثيقة بين دمشق وطهران. ففي أيام الرئيس الأب، حافظ الأسد، كانت لسوريا علاقة كهذه وعندما أراد الذهاب إلى مؤتمر السلام في مدريد اهتم بأن لا يخرّب الإيرانيون هذه العملية".

وقال أخيرًا إنه "إذا أدرنا ظهرنا لسوريا فيجب أن نأخذ في الحسبان احتمال وقوع مواجهة عنيفة... ورغم أن ثمن السلام من ناحية إسرائيل (هضبة الجولان) مؤلم، فإن ثمن الحرب سيكون مؤلمًا أضعافًا مضاعفة".


أما الجنرال احتياط شلومو غازيت فأكّد، ضمن تعليق له ظهر في صحيفة "معاريف"، أنه "كلما نسمع زعيمًا عربيًا يدعو إسرائيل إلى طاولة المفاوضات تطرح إسرائيل فورًا شروطها حول ما ينبغي على الطرف الثاني أن يفعله... وهذا ما هو حاصل مع الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرًا".
وتابع: "لا أنوي الدفاع عن دمشق، ولا أعترض على المطالب والتوقعات التي لدينا من القيادة السورية. لكن هذه المطالب يجدر طرحها في المرحلة الأولى من المفاوضات، ويجدر أن تشكل محكًا للنوايا السورية بشأن تطبيق الاتفاق المستقبلي.
"إذا كنا نرغب فعلاً في الوصول إلى محادثات واتفاقات فيتوجب علينا أن نتبنى، حقًا وفعلاً، معادلة الاستعداد للتفاوض مع أي عنصر عربي دون شروط مسبقة. وفضلاً عن ذلك لا ينبغي حصر ذلك في محادثات حول سلام أو حل شامل. ما السيء في إدارة مفاوضات مباشرة حول هدنة؟ ما السيء في إدارة مفاوضات حول تبادل مخطوفين؟ ما السيء حتى في أن نتكلم لدى الطرف الثاني مع من تلطخت يداه بالدماء؟".
وختم بالقول: "ليست لديّ أوهام. فالطريق إلى اتفاق وتطبيع تستوجب سيرًا محسوبًا وحذرًا في حقل ألغام. مع ذلك فلا ينبغي توقّع أن يقوم الجانب العربي بنزع الألغام التي زرعها قبل أن يسير الطرفان في سكّة المحادثات".

التعليقات