عكيبا ألدار في "هآرتس": شارون أملى على حكومة أبو مازن اختباراً يطالبها باعتقال 50 ناشطا في حماس، وقتل 25 منهم

عكيبا ألدار في
كشف المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، عكيبا ألدار، في مقالته، اليوم الثلاثاء، تفاصل ما يسميه بـ"الاختبار الذي أملاه شارون على حكومة ابو مازن، كي تثبت جديتها"، و"هو ما منع ابو مازن الكشف عنه في الشارع الفلسطيني، في وقت أشرك فيه الشعب الفلسطيني الغاضب في قرار شمل المستوطنين الاسرائيليين بأوامر وقف النار"، حسب ما يقوله الدار.

وحسب ما تنشره الصحيفة فان شارون ارسل موفدا كبيرا الى محمد دحلان، بعد تسلمه منصب وزير الشؤون الأمنية في حكومة أبو مازن، ليبلغه أنه اذا اراد اثبات جديته فانه يتحتم عليه ارسال افراد شرطته لاعتقال 50 ناشطاً من صفوف حركة حماس. وكي ينجح دحلان في الاختبار بشكل تام، نصحه الموفد الاسرائيلي بقتل 25 من رجال حماس خلال تبادل النيران بينهم وبين الشرطة، بعد مقاومتهم للاعتقال". ويقول الكاتب "ان دحلان قرر تجاوز "النصيحة"، "اذ عزز هذا الاختبار اشتباهه بأنه كلما نجح بالوصول الى السقف الذي سيحدده له شارون، كلما رفع شارون من سقف مطالبه".

وحسب الكاتب فان بعض المشاركين في النقاشات الداخلية التي اجراها المطبخ الوزاري الفلسطيني، يعتقدون بأن ابو مازن كان سيخاطر في الدخول بمواجهة مع فصائل المعارضة، لو كان شارون قد وعده بمقابل ملائم.

وفي هذا الاطار يتطرق الكاتب الى اختلاف الروايتين الاسرائيلية والفلسطينية حول ما جرى خلال اللقاء الفاشل بين شارون وابو مازن، مساء السبت الماضي، خاصة فيما يتعلق بما ادعته وسائل الاعلام الاسرائيلية بشأن رفض الفلسطينيين لاقتراح شارون عليهم البدء بادارة الاوضاع الامنية في منطقة ما.

وحسب ما ينقله الكاتب عن مصادر في مقر الحكومة الفلسطينية في غزة، يتضح أن مكتب شارون في القدس لم يقل الحقيقة كاملة. ويوضح الكاتب، قائلاً: " لقد أفادت الصحف الاسرائيلية بأن شارون اقترح على ابو مازن خطة تشمل قيام الفلسطينيين باختيار المنطقة التي يوافقون على ادارة الاوضاع الامنية فيها، على أن ينسحب الجيش الاسرائيلي منها على الفور. وادعت الصحف الاسرائيلية ان الجانب الفلسطيني رفض هذا الاقتراح، الذي وصفته بـ"السخي"، بشكل جارف. الا ان نهاية الحكاية كما يرويها الجانب الفلسطيني تختلف كليا عن النهاية الاسرائيلية. فحسب الفلسطينيين، طلب ابو مازن من شارون الالتزام بتجمل الجيش الاسرائيلي بالصبر والامتناع، لمدة شهرين، عن دخول المنطقة المقصودة، كلما انطلق منها صاروخ قسام. وقال الفلسطينيون لشارون "يتحتم عليك منحنا فرصة عدة أسابيع كي نتمكن من السيطرة على المنطقة". وحسب الفلسطينيين جاء رد شارون على هذا المطلب قصيراً وقاطعاً، اذ قال لهم: "ما الذي يعنيه ذلك؟ هل تتوقعون أن يطلقوا علينا النيران ونجلس مكتوفي الأيدي؟"

في اطار زاويته يتطرق الكاتب الى التناقضات الكبيرة التي انطوت عليها العديد من تصريحات شارون خلال اللقاءات الصحفية التي اجريت معه عشية وبعد عيد الاستقلال الـ55 لدولة اسرائيل.

وينقل الكاتب عن مستشار اعلامي سابق في مكتب رئيس الحكومة اقتراحه الساخر بوضع جهاز للرد الألكتروني في مكتب شارون، يقود المتصلين الى الخطاب او التصريح الذي يريدون سماعه. فعلى سبيل المثال يقترح على من يرغب سماع شارون المستعد لاعادة بيت ايل، الضغط على الرقم 1، ليحصل على اللقاء الذي اجرته معه صحيفة "هآرتس". أما من يريد سماع شارون الذي لن يعيد بيت ايل، بأي شكل من الاشكال، فيطلب اليه الضغط على الرقم 2 والوصول إلى اللقاء الذي اجرته معه "جيروزاليم بوست". ويقترح الضغط على الرقم 3 والوصول الى خطاب هرتسليا، الذي اعلن فيه شارون تبني رؤية بوش، والضغط على الرقم 4، للوصول إلى اللقاء الذي اجري معه في صحيفة "نيوزويك" والذي يرفض فيه خارطة الطريق.

ويورد الكاتب هذه الفكرة للدلالة على التناقضات التي يطرحها شارون بين تصريح وآخر، والتي جعلت حتى مستشاره للامن القومي، افرايم هليفي، يبث اشارات تدل على ضائقته، حسب ما يقوله الكاتب. ويضيف: لقد أحضر شارون افرايم هليفي من جهاز الموساد، كي يتولى مهمة الاتصال بين الحكومتين الاسرائيلية والاميركية، لكنه عندما جاء وزير الخارجية الاميركي، كولين باول، الى البلاد، اختار هليفي السفر الى اوروبا للمشاركة في مؤتمر هامشي.

ويقول ان مستشار الامن القومي، وغيره من الموظفين الذين يعرضون مواقف لا تتفق مع تلك التي يعرضها فارس المستوطنات، زئيف (زامبيش) حبير، يواجهون كتفا باردة في مكتب رئيس الحكومة. ويقول معارف هليفي إنهم لن يفاجؤوا اذا وجدوه قريبا، في النادي الذي سبقه اليه المستشار السابق للأمن القومي، عوزي ديان، والوزير السابق، دان مريدور، وغيرهما من اصدقاء شارون الذي اكتشفوا انه عندما يتحدث شارون عن "التنازلات المؤلمة"، فان ما يقصده في الواقع هو مجرد "لسعة حشرة".

التعليقات