عوزي بنزيمان: إسرائيل بلاد "عارية عن الصحة"!

عوزي بنزيمان: إسرائيل بلاد
شبّه المعلق السياسي عوزي بنزيمان إسرائيل بـ"بلاد عارية عن الصحة"، في إشارة إلى ممارسات التلفيق والاختلاق وإخفاء الحقائق التي تعج بها الآن ارتباطًا بنتائج الحرب على لبنان، وذلك في مقاله الذي ظهر اليوم الأربعاء في صحيفة "هآرتس".

وقال في مستهله: في بلاد عارية عن الصحة (أو لا تمت إلى الحقيقة بصلة) "ضغط رئيس الحكومة على زر حرّك حربًا استمرت أكثر من شهر ولا يستخلص النتائج المطلوبة من إخفاقاتها. ويدعي زعماؤها أن منجزات الحرب ستتضح في المستقبل ويطلبون من الجمهور أن يحكم على أدائهم بحسب هذا التوقع لا بحسب النتائج الآن".

وأضاف: في بلاد عارية عن الصحة يدعي رؤساؤها بأن الحرب انتهت بانتصار سياسي غير مسبوق، ومع ذلك فإنهم يحثون الجمهور على الاستعداد لمواجهة عسكرية مقبلة. وتقول وزيرة خارجيتها إنه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب كان واضحًا أنه يستحيل إعادة المخطوفين بالقوة ومع ذلك قررت الحكومة العملية العسكرية التي كان هدفها إطلاق سراحهما.

أما وزير الأمن فيعلن أنه لا يتحمل المسؤولية عن الإدارة الفاشلة للحرب، وأن من يتحملها هم وزراء الأمن ورؤساء هيئة الأركان العامة السابقون. ويقرر وزير الأمن أن أداءه (البائس) يؤهله أكثر فأكثر للوقوف على رأس جهاز الأمن استعدادًا للتحديات المقبلة.

في بلاد عارية عن الصحة تكون الحكومة مستعدة للتفاوض على صفقة تبادل أسرى بعد الحرب التي شنتها لكي تمتنع عن صفقة كهذه... ويتلقى الجمهور بشرى أنه منذ نصف الساعة الأولى للحرب حقق سلاح الجو انتصارًا كبيرًا بتدميره الجزء الأكبر من صواريخ حزب الله الطويلة المدى، ومع ذلك قررت هيئة الأركان العامة والحكومة الاستمرار بالحرب لمدة 33 يومًا.

في بلاد عارية عن الصحة يعينون لجنة فحص معروف سلفًا أن غايتها هي الالتفاف على التحقيق الذي لا يعرف المهادنة. ويسقط رئيس الحكومة بلسانه برنامجه السياسي الرئيسي (خطة التجميع) عن جدول أعمال حكومته، رغم أنه قبل خمسة أشهر قرر أنه مبرّر وجودها. ولا يلبث أن يستل من كمّه استعدادًا للقاء محمود عباس بعد أشهر من رفضه القيام بذلك بحجج لم تسقط بعد. أما الحكومة فترد باستخفاف على تطورات هامة في القيادة الفلسطينية وتخرج من المخزن تسويغات غايتها تكريس الوضع القائم، رغم أنها قامت بهدف واضح هو تغيير هذا الوضع جذريًا.

التعليقات