غباء أم استعداد للحرب مع سورية..

-

غباء أم استعداد للحرب مع سورية..
كتب عمير رببورت في صحيفة "معاريف" متسائلاً إذا ما كان من المتوقع نشوب الحرب مع سورية في الصيف القادم أم لا، كما تساءل حول وجهة السوريين إذا كانت باتجاه السلام أم الحرب، وهل يفضل الرئيس السوري بشار الأسد تحالفه مع إيران على التقارب مع الغرب، وهل الاستعدادات السورية هي للدفاع أم للهجوم. ويتابع أنه ليس من المستغرب أن تصريحات كبار الضباط في الجيش المتناقضة تبعث على البلبلة، وذلك لكون الجيش بنفسه في حالة من "البلبلة".

وبرأيه فإن الوضع معقد، وبالرغم من ذلك فإن من الأهمية بمكان إدراك أنه أثناء الحرب الأخيرة على لبنان، كانت إمكانية الحرب الشاملة مع سورية تبدو ضعيفة. وفي الواقع لم تكن الإمكانية قائمة. ولكن خلال الحرب، ارتفعت حدة التوتر بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان، وبعد وقف إطلاق النار انخفضت حالة التأهب، إلا أن حالة التوتر لم تتبدد كلية.

ويضيف أن من بين الأسباب التي تجعل إمكانية نشوب الحرب مع سورية غير خيالية، هو الإحساس بأن قدرة الردع الإسرائيلية قد تضررت بسبب عدم قدرة الجيش على توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، وبكلمات أخرى فإن السوريين يدركون أن إسرائيل أخفقت في الحرب.

وأشار إلى تقديرات الإستخبارات بشأن العام 2007، والتي تمت بلورتها بعد الحرب بفترة قصيرة، حيث تقرر أن احتمالات نشوب حرب مع سورية في السنة القادمة قد ارتفعت. ولم ينف الجيش إمكانية أن تتجدد الحرب مع حزب الله في لبنان ثانية. وهذه الإمكانية، الحرب مع سورية أو حزب الله أو الإثنين معاً، هي السبب الذي دعا الجيش الإسرائيلي إلى تحديد موعد أقصاه صيف عام 2007 من أجل استكمال جاهزيته للحرب القادمة.

ويتابع أن حقيقة تحديد صيف 2007 كموعد للجاهزية القصوى للحرب، لا يعني أن الجيش يعتقد أن هذا الموعد هو موعد اندلاع الحرب. وإنما العكس. حيث يتضح من أقوال إثنين من كبار الضباط في الجيش أن هذه الإمكانية قائمة، بيد أن احتمالات حصولها ليست عالية، كما أن هناك احتمالات كبيرة أن سورية وكذلك إسرائيل وحزب الله لن يكونوا معنيين بمواجهة عسكرية كبيرة أخرى في السنة القادمة، حتى لو تمت الاستعدادات لهذه الإمكانية.

ويذكر رببورت بأن التصريحات "المهدئة" للجيش، وإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في حينه بأن إسرائيل لا تنوي مهاجمة سورية، كانت بهدف تبديد أجواء التوتر مقابل سورية، خاصة وأن الحديث الذي لا يتوقف عن إمكانية الحرب في السنة القادمة من الممكن أن يفهم بشكل خاطئ في الجانب الثاني من الحدود ويحقق ذاته.

وفي المقابل تبقى مشكلة أخرى برأيه مناقضة لا يجد لها حلاً، فبينما يستعد الجيش لإمكانية الحرب مع سورية، فمن المفترض أن يبدأ الأسبوع القادم جمع الكمامات الواقية من الغازات من كافة البيوت في إسرائيل، وسوف تستمر هذه العملية مدة سنتين، يتم في نهايتها تخزينها في مخازن مركزية. ويعني ذلك أن الجيش سيكون جاهزاً للحرب، في حين تبقى الجبهة الداخلية بدون معدات الحماية الأساسية، وفي ظل غياب أي تفسير آخر مناسب لذلك، فمن الممكن تسميته بـ"الغباء"..

التعليقات