كوليت أبيطال في "هآرتس": هكذا تدير حكومة شارون حملة احباط خريطة الطريق

كوليت أبيطال في
تتساءل عضو الكنيست، كوليت ابيطال، من حزب العمل، في مقالة أنشأتها في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، اليوم، عما اذا كان وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، قد أطلع نظيره القطري، حامد بن جاسم آل ثاني، لدى اجتماعه به في باريس، الاسبوع الماضي، على احدى المبادرات الاخيرة التي قامت بها وزارة الخارجية الاسرائيلية لدعم الاستيطان. وتقصد ابيطال قيام الوزارة باهداء المستوطنين تلك المباني الجاهزة التي كانت تستخدمها (الوزارة) قبل انتقالها الى مبناها الجديد. وتقول ان تلك المباني الجاهزة تتواجد، اليوم، في مستوطنات عوفرا ونعالا ونيريا وطالمون وغيرها من البؤر الاستيطانية التي تشكل كل واحدة منها لغماً على طريق الاتفاق السياسي.

وتتساءل أبيطال عما اذا كانت هذه الخطوة تنطوي على اشارة الى الرسالة الجديدة التي تبثها وزارة الخارجية الاسرائيلية، "التي يعرف مستشارها القانوني بعض الامور عن اشكالية المشروع الاستيطاني في القانون الدولي"، وما اذا كانت هذه هي الاجواء الجديدة التي يسعى وزير الخارجية، سيلفان شالوم، ومن حوله، الى خلقها عشية استئناف المباحثات مع الفلسطينيين.

وتقول ابيطال ان الرياح التي تهب من جهة وزارة الخارجية لا تشكل ظاهرة فريدة من نوعها. وللدلالة على ذلك تشير الى تراجع رئيس الحكومة شارون عن تصريحات كان ادلى بها لصحيفة "هآرتس" في 13.4.2003، عندما قال ان الحرب في العراق خلقت فرصة للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، وزعمه في حينه انه سيقوم بتفكيك بعض البؤر الاستيطاينة، ذاكرا بيت ايل وشيلو، على سبيل المثال. لكن شارون عاد واعلن، (الاسبوع الماضي، في لقاء مع جيروزاليم بوست) تراجعه عن تلك التصريحات، وقوله "لم تفهموني جيداً، فاليهود سيواصلون العيش في بيت ايل وشيلو وتحت السيادة الاسرائيلية". وتتساءل الكاتبة: كيف أخطأنا الاعتقاد بأنه يقصد غير ذلك. وتجيب: لأن اقواله كانت شديدة الوضوح وأثارت اهتماما شديدا. وفي ضوء ذلك تعد الكاتبة رئيس الحكومة، بالتذكر منذ الآن بأن العناوين التي تثيرها تصريحاته لا تنطوي على أية قيمة.

كما تتخذ الكاتبة من تصريحات لوزير الامن الداخلي، تساحي هنغبي، دليلا آخر على المخطط الاسرائيلي الرسمي لتدمير خارطة الطريق. فقد اعلن هنغبي، الاسبوع الماضي، نيته فتح ابواب الحرم القدسي، قريبا، امام المصلين اليهود، "بموافقة الوقف الاسلامي او بدونها". وتقول ان تصريحات هنغبي هذه منحت الشرعية الحكومية للمطالب التي تطرحها الاطراف المتطرفة في القيادة الدينية القومية، منذ شهور عديدة. وتشير الى قيام مجلس الحاخامين في المستوطنات الاسرائيلية بتأسيس لجنة خاصة تتولى العمل لتحقيق هذا المطلب، وتعيين الحاخام المتطرف دوف ليؤور، من مستوطنة كريات اربع، رئيسا لها. وتقول ان الموقعين على بيان "حملة الهيكل" وجدوا في الوزير هنغبي حليفا اثبت مقدراته في الماضي، ويتوقعون معا، اليوم، اندلاع اضطرابات شديدة في منطقة الحرم القدسي، كي يدعوا بأن "أبو مازن لا يسيطر على الأوضاع، ولا يوجد من نتحاور معه".

وتعتقد ابيطال ان جهات عديدة في اسرائيل دخلت في حالة ضغط شديد منذ انتخاب ابو مازن لرئاسة الحكومة الفلسطينية، خشية أن يقود نحو فتح شباك من الامل باستئناف العملية السياسية. ولذلك، تقول، يبدو ان رئيس الحكومة الاسرائيلية قرر القضاء على هذه الفرصة الصغيرة فور بزوغها، مشيرة الى قيام وزير الامن، موفاز، باعلان رفضه العلني لخريطة الطريق، واحجامه عن العمل في كل ما يتعلق بالبؤر الاستيطانية، فيما بدأ وزير الامن الداخلي بالاعداد للمواجهة القادمة. وفي وقت يصمت فيه وزراء شينوي الذين اكتشفوا نعومة السلطة، يضيف وزير الخارجية خطوة استفزازية اخرى لـ"حملة احباط خريطة الطريق التي بدأ تنفيذها".

التعليقات