"ما هو الأساس الذي استند إليه أولمرت لرفض دعوات السلام السورية"؟

تساءل ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، عن الأساس الذي استند إليه رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، عندما اتخذ ما أسماه بـ"القرار الإستراتيجي القاضي بالاحتفاظ بهضبة الجولان حتى ولو بثمن حرب مع سوريا" مؤكدًا أن "وضع أولمرت سيكون سيئًا أمام لجنة تحقيق مستقبلية، أو أمام محكمة التاريخ التي قد تفحص سلوكه حيال سوريا فور وقف إطلاق النار في لبنان".

في الوقت نفسه قال أوري سافير، رئيس "مركز بيرس للسلام" والمدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، في مقال نشره اليوم الأربعاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن لإسرائيل مصلحة في المفاوضات مع سوريا "من أجل بلوغ أهدافها السياسية، المستجدّة بعد حرب لبنان".

وكتب ألوف بن يقول: "بإمكان رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، أن يدعي أمام لجنة فينوغراد وأمام مراقب الدولة وأمام أية جهة ستحقق في سلوكه خلال حرب لبنان بأن قراراته كانت معقولة في ظلّ الظروف التي اتخذت فيها، وهي ظروف هجوم مفاجئ في جبهة قتال ثانوية أهملت طوال سنوات، وظروف اتفاق سياسي جماهيري ودولي واسع على التعرّض لحزب الله، وظروف إشراك الوزراء في الأبحاث واتخاذ القرارات المصيرية. غير أن وضع أولمرت سيكون أسوأ أمام لجنة تحقيق مستقبلية أو أمام محكمة التاريخ التي قد تفحص سلوكه حيال سوريا فور وقف إطلاق النار في لبنان. هنا سيجد أولمرت صعوبة في تفسير قراراته وطريقة اتخاذها. ففي نهاية صيف 2006 اتخذ أولمرت قرارًا إستراتيجيًا حاسمًا بأنه يجدر من ناحية إسرائيل الاحتفاظ بالجولان، حتى ولو بثمن حرب مع سوريا، وبأنه لا مكان لتفحص المسار السياسي... صحيح أن جميع من سبقوا أولمرت (في رئاسة الحكومة) منذ 1967 آثروا الجولان على تسوية مع سوريا... لكن في الصيف الأخير تغيّرت الظروف، وتغيّرها ناجم عن كون الرئيس السوري الحالي، خلافًا لأبيه، يقترح تسوية ويحذّر من حرب ومن "مقاومة" في الجولان إذا ما رفض اقتراحه. والجيش الإسرائيلي يأخذ هذه التهديدات على محمل الجدية".

وتابع بن: يجوز أن أولمرت على حقّ. لكن السؤال هو: على أي أساس اتخذ قراره الإستراتيجي المذكور؟ وفي أي طاقم؟... على حدّ علمي لم يتمّ إجراء بحث جدي ومنظم حول الموضوع، وفي مكتب رئيس الحكومة يكتفون بالقول إن أولمرت تحدّث بشأن الموضوع السوري مع وزير الدفاع ومع رئيس هيئة الأركان العامة وأتاح للوزراء إمكانية التعبير عن آرائهم في الحكومة... مع ذلك فإن الأسئلة ستبقى ملحة، والجمهور الإسرائيلي جدير بأن يتلقى أجوبة جدية عليها من قائده. وهذه المسألة هامة ليس أقل من الاقتراحات باعتماد دستور وتعزيز حرمة يوم السبت"، في إشارة إلى ما تضمنه خطاب أولمرت في جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست من "برنامج سياسي".

من ناحيته قال أوري سافير إنه يوجد الآن "ضغط أميركي من نوع آخر على إسرائيل، غايته منع إسرائيل من تقديم تنازلات في مقدورها تحريك عجلة السلام". وأكّد أن إسرائيل لا ينبغي أن تخضع لهذا الضغط.
وتطرّق سافير، ضمن ذلك، إلى السياق السوري فقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته، كوندوليزا رايس، يعارضان بحزم أية مفاوضات إسرائيلية- سورية. "مقابل ذلك فإن لنا مصلحة إستراتيجية في تفكيك محور الإرهاب الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله وحماس. وهذا الأمر يمكننا فعله بواسطة مفاوضات مع السوريين، وهي ما اقترحه مرارًا الرئيس السوري".
وختم قائلاً: "مصلحة إسرائيل تختلف عن مصلحة الولايات المتحدة، خصوصًا بعد حرب لبنان الثانية. فقد تحولت الاتفاقات السياسية إلى السور الواقية المحتملة لإسرائيل. وفي واقع اليوم علينا أن نبدي مرونة، حتى أكثر مما تتوقعه منّا صديقتنا الكبرى".

التعليقات