"معاريف": فعنونو اقترب من العرب قبل افشائه الاسرار النووية

وضعت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، القضايا السياسية التي أشغلت الرأي العام الاسرائيلي على الدوام، جنبا لصالح قضية خبير الذرة الاسرائيلي، الاسير مردخاي فعنونو، الذي ستفرج عنه السلطات الاسرائيلية صباح غد، الاربعاء. وجاء تعامل الصحف الاسرائيلية مع قضية فعنونو متباينا، في الوقت الذي افردت لها مساحات واسعة على صفحاتها. وكما جاء في صحيفة "هآرتس" اليوم، فان السلطات الاسرائيلية تشن معركة اعلامية ضد فعنونو. وفي هذا السياق يندرج التقرير الذي نشرته صحيفة "معاريف"، اليوم، الذي اشتمل على تحريض مبطن ضد فعنونو، الذي" اقترب من الطلاب العرب في جامعة بن غوريون في بئر السبع وشارك في مظاهراتهم" في السنوات التي سبقت كشفه للاسرار النووية الاسرائيلية من على صفحات "الساندي تايمز" البريطانية.

"تعتبر اسرائيل القوة النووية السادسة في العالم بعد الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي، بريطانيا، فرنسا والصين. وقد طورت اسرائيل سرا صناعتها النووية على مدار اكثر من عقدين، باخفائها عملية انتاج مادة البلوتونيوم عن اقمار التجسس الاصطناعية خلال سنوات الستين، داخل مبنى تحت الارض مخبأ تحت مبنى قديم ولا يلفت الانظار، لم يكن مستخدما، في بلدة ديمونا في النقب". هذه الكلمات، كتبت "معاريف"، كانت العنوان الذي تصدر صفحات "الساندي تايمز" في 5 تشرين الاول 1986. واضافت الصحيفة انه "تبين لاحقا ان مصدر التقرير هو مردخاي فعنونو، وهو تقني تم تشغيله في المفاعل النووي في ديمونا، الذي اختار ان يطلع العالم على اسرار دولة اسرائيل النووية. وخلال السنوات الـ18 التي مضت منذ ذلك الوقت، استمر فعنونو في اثارة العالم. وغدا، بعد 6374 يوما في السجن، سيخرج مردخاي فعنونو الى الحرية".

وسردت الصحيفة مراحل حياة فعنونو، منذ ولادته في مدينة مراكش في المغرب، بتاريخ 13 تشرين الاول 1954. وانه عندما كان في الثامنة من عمره هاجر مع عائلته الى اسرائيل، وقد كان يهوديا متدينا. وعندما كان في الصف العاشر قرر ان يصبح يهوديا علمانيا، لكنه لم ينزع قلنصوته تحسبا من الصدام مع والديه. وقالت الصحيفة انه بعد انهائه المدرسة الثانوية انضم الى حزب "هتحياة" الاسرائيلي اليميني الفاشي.

ومضت الصحيفة قائلة انه في العام 1976 قرأ فعنونو اعلانا حول طلب عاملين في "قرية الابحاث النووية"، وتقدم بطلب عمل. وتم قبوله للعمل بعد تحقيقات امنية تجاوزها بنجاح. وفي 1 كانون ثاني 1977 دخل فعنونو للمرة الاولى الى المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا بعد ان وقع على تعهد بالحفاظ على السرية.

وفي العام 1980 بدأ فعنونو بالدراسة في جامعة بئر السبع في موضوعي الفلسفة والجغرافية وذلك بموازاة عمله في المفاعل النووي. وفي العام 1983، بحسب الصحيفة، اخذ فعنونو يتقرب من الطلاب العرب في الجامعة، وشارك في اقامة حركة عربية يهودية تدعو الى المساواة. وبعد ظهور صورة له في احدى الصحف وهو يشارك في مظاهرة، اسدعاه المسؤول عنه في العمل وطلب منه اعداد تقرير حول علاقاته مع الطلاب العرب. فرفض القيام بذلك وابلغ المسؤولين بانه ينوي ترك العمل في المفاعل لانه يعتزم استكمال دراسته الجامعية للقب الثاني.

وفي نهاية العام 1985 تم فصل فعنونو من العمل في المفاعل النووي، وفي تلك الاثناء، بحسب "معاريف"، تمكن من ادخال كاميرا الى المفاعل وقام بالتقاط صور لعدد من المنشآت داخل "قرية الابحاث النووية". وبعد شهر واحد باع كل ما يملك وغادر اسرائيل متوجها الى الشرق الاقصى. وفي 1986 وصل الى تايلاندا وبحوزته فلمين للصور التي التقطها في المفاعل. وقالت الصحيفة ان فعنونو في هذه المرحلة اخذ يشعر بالكراهية تجاه اسرائيل وغير اسمه الى "موردي" لكي لا يتعرف عليه احد على انه اسرائيلي. وبعد خمسة شهور سافر الى استراليا. وهناك بدأ بالتقرب الى الكنيسة المعمدانية وقرر التنصر. كذلك فانه في احدى زياراته الى الكنيسة المعمدانية تعرف على صديق من اصل كولومبي، وابلغه فعنونو بالافلام التي بحوزته. بعد اشهر تمكن الصديق الكولومبي من تنظيم لقاء بين فعنونو وبين ادارة فرع صحيفة "ساندي تايمز" في استراليا. وسلم فعنونو الافلام للصحيفة مقابل حصوله على 75 الف دولار.

وتابعت "معاريف" ان فعنونو غادر الى بريطانيا، ولكنه ابقى بايدي صديقه الكولومبي نسخا عن الصور. في هذه الاثناء اتضح لفعنونو ان الاستخبارات الاسرائيلية علمت بامره وانها حققت مع شقيقه الذي يعمل في نيجيريا. على اثر ذلك استأجرت صحيفة "ساندي تايمز" غرفة لفعنونو في فندق في لندن ووضعت عليه حراسة. وفي احدى الليالي خرج فعنونو من غرفته ليرتاد مرقصا، وهناك تعرف على فتاة شقراء جميلة لم تكن سوى عميلة "الموساد" التي عرفت لاحقا بكنيتها "سيندي".

وبحسب "معاريف" يبدو ان فعنونو وقع في حب "سيندي" التي عرضت عليه ان يرافقها في رحلة الى ايطاليا وهناك جرى اختطافه على ايدي عملاء طالموساد" من مطار روما وتم نقله الى اسرائيل حيث تمت محاكمته وادانته وفرض عليه السجن لمدة 18 عاما بتهمة افشاء اسرار امنية اسرائيلية.

التعليقات