ناحوم برنياع في "يديعوت أحرونوت": مأزق شارون بين القائد والاسفنجة

ناحوم برنياع في
كغيره من المعلقين السياسيين، في الصحف الاسرائيلية، يتطرق ناحوم برنياع في تعليقه المنشور، اليوم، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الى المأزق الذي يواجهه رئيس الحكومة الاسرائيلية آريئيل شارون، في اعقاب ازدياد العمليات الانتحارية التي ضربت اسرائيل بشدة خلال اليومين الماضيين، ما اسفر عن مقتل 12 اسرائيليا، خلال 48 ساعة واصابة العشرات.

ويقول الكاتب في بداية تعليقه ان سحنة شارون، اكدت امس، كونه يائساً، رغم نفيه لذلك. مضيفا ان "موجة العمليات الحالية تخلفه بدون أجوبة. اذ تم استنفاد كل الخيارات العسكرية، تقريباً" ولم يتبق امامه الا تبنى أحد خيارين: "إما أن يتبنى عمليات متطرفة لا يؤمن بنجاعتها"، وإما أن يفعل ما يفعله كل اسرائيلي " من خلال الصر على أسنانه: التحمل، والمزيد من التحمل".

ويرفض الكاتب اتهام شارون وحكومته بالمسؤولية الاخلاقية عن العمليات، ولا يعتبرها كارثة طبيعية. "فهناك من يخطط لها، ومن يجند ويمول وينفذ". ولذلك، يقول " يصعب جداً إحناء الرأس والتسليم بالثمن الدامي الذي تجبيه بالأرواح والممتلكات وتخريب نمط الحياة". ويرى ان موجة العمليات الاسلامية تشكل جانباً من ظاهرة دولية يدعي ان إسرائيل والاحتلال يلعبان دوراً ثانوياً فيها!

لكنه رغم ذلك يسأل شارون عن مدى جديته في مواجهة هذه الموجة قائلا انه انتخب لهذا الغرض، وبسبب ذلك يسامحه الكثير من الناخبين عن تورطاته السياسية والعائلية التي كانت ستقوض كرسي كل رئيس حكومة آخر. ويقول ان شارون كان يعرف بأن هذا ما سيحدث "لكن استعداده لمواجهة العمليات المسلحة، جاء مشحوناً بالتناقضات الداخلية. فلقد تبنى خارطة الطريق رغم معارضته لأهدافها، ودعم إقامة حكومة أبو مازن، رغم عدم إيمانه بأنها ستحارب العمليات المسلحة بنجاعة. وبسبب عدم ثقته بها، رفض تمهيد طريقها عبر إجراء تغييرات ملموسة في سياسة الاحتلال. وقد وزع خلال اجتماعه بالوفد الفلسطيني، مساء السبت، الكثير من الوعود الرائعة بالنسبة للمستقبل، إلا أنه لم يطرح أي شيء آني".

ويرى الكاتب انه لو اراد شارون طرد عرفات لتيسر له اتخاذ القرار ببساطة، لكنه لا يريد ذلك. اذ لن يتبق هناك من يوجه اليه الاتهامات وتحميله المسؤولية عن العمليات عندما يتم طرد عرفات.

ويعتقد انه "لا يمكن لأي عملية تكتيكية، أو عسكرية أو سياسية، القضاء على العمليات المسلحة، بشكل مطلق". ولذلك يدعو حكومة شارون الى صياغة استراتيجية ذاتية. تجعلها تخاطر بتوفير قاعدة تمكن ابو مازن ومحمد دحلان من العمل، اذا كانت تعتقد انهما شريكان، او إعادة الحل الأحادي الجانب إلى الطاولة، اذا كانت تعتقد غير ذلك. ويتساءل عما اذا كان على الدولة ان تقرر الآن ما اذا كانت تريد البقاء كدولة احتلال، إلى الأبد، أو أنها تهتم بالدموقراطية وبالغالبية اليهودية بشكل أكبر.

ويخلص الى القول بأن موجة العمليات تجعل شارون يواجه مأزقا، فهل يكون قائدا لدولته أو مجرد اسفنجة امتصاص.

التعليقات