"هآرتس": بوش صادر خطة فك الارتباط من شارون

نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاحد، عن رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي، غيورا آيلاند، قوله ان "اسرائيل تواجه الان وضع يسوده التردد، اذ من غير الواضح متى ستتمكن من تنفيذ خطة فك الارتباط". واضاف ان "لا احد يعرف ما هي احتمالات اتفيذ هذه الخطة في المستقبل". وجاءت اقوال آيلاند هذه في اثناء محاضرة القاها في اجتماع في "معهد دراسات الشرق الاوسط في واشنطن".

وقبلها التقى ايلاند، بحسب الصحيفة، مع موظفي الادارة الامريكية اليوت ابرامس ووليام بيرنس، المسؤلين عن قسمي الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الامريكي ووزارة الخارجية الامريكية. وقال خلال اللقاء ان رئيس الحكومة الاسرائيلي، اريئيل شارون، "مصر على التقدم بخطة فك الارتباط ويبحث عن الطريقة المناسبة لتنفيذها". وزعم ايلاند ان "الفلسطينيين غير معنيين في قيام دولة فلسطينية بل هم معنيون بتخليد الصراع".

من جهة ثانية توقعت الصحيفة بناء على مصادر مقربة من وزير المالية بنيامين نتنياهو، ان الاخير سيطالب شارون في لقاء بين الاثنين منذ التصويت على استفتاء الليكود، الاحد الماضي، بالالتزام بنتائج استفتاء الليكود حو خطة فك الارتباط. ويذكر ان اللقاء بين نتنياهو وشارون يعقد في ظل توتر في العلاقات بين الاثنين خصوصا في اعقاب اتهام نتنياهو، من جانب مقربين من شارون، انه تسبب بخسارة شارون في الاستفتاء لانه رفض المشاركة في الحملة الاعلامية لدفع الخطة.
واعتبر المراسل السياسي للصحيفة، الوف بِن، في مقال نشره اليوم، ان "شيئا غريبا جرى لخطة الانسحاب واخلاء المستوطنات من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، بعد رفضها في استفتاء الليكود قبل اسبوع. فلعد فشلها في الامتحان السياسي، اصبحت خطة فك الارتباط فجأة من مبادرة اطلقها رئيس الحكومة، اريئيل شارون، الى خطة دولية تقودها الادارة الامريكية. وفيما يتلمس شارون كيفية التقدم، ينشر رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، المقابلات الصحفية ويرسل المبعوثين والرسائل ويسعى الى تسويق الانسحاب من غوش قطيف، كديم وغنيم من خلال خطوة تاريخية من شأنها تغيير وجه الشرق الاوسط".

ولكن بن اشار الى ان ثمة معنى واحد لهذا العناق الامريكي: "لن تتمكن اسرائيل بعد اليوم من الانسحاب من فك الارتباط. فالاستفتاء، نجح ام لم ينجح، هذه التفاصيل لا تهم الولايات المتحدة واصدقائها في اوروبا، الولايات المتحدة والعالم العربي. اذ انه من ناحيتهم، شارون قال انه يتوجب الانسحاب من غزة، ويتوجب الايفاء بالوعود. ويشارك في هذه التقييمات مسؤولون اسرائيليون، الذين عارضوا الخطة في اثناء بلورتها. ويقول هؤلاء الان ان لا خيار ويتوجب المضي فيها لان العالم صادر المبادرة من ايدي شارون".

واعتبر بِن ان "شارون محاصر" وانه "بحاجة الى مراوغة سياسية تمكنه من اقرار الخطة في الحكومة". واشار الى اللقاء مع نتنياهو، اليوم، واصفا الاخير بانه الرجل المقرر في الليكود، وذلك لكي يتعرف شارون على الحيز الذي يمكنه العمل فيه. "وفي هذه الاثناء يحاول شارون كسب الوقت ورفض الضغط الدولي. فقد اعلن تمسكه بفك الارتباط ووقع سوية مع وزير الامن شاؤول موفاز، على اوامر اخلاء ثلاث بؤر استيطانية. ويدرك الامريكيون انه بحاجة الى بعض الوقت، غير انهم يحذرونه من فراغ قد يمتليء بمخططات مزعجة اذا تريث".

التعليقات