"يديعوت احرونوت": بوش دفن بالامس خارطة الطريق

كتب المحرر السياسي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع"، اليوم مقالا حول تعهدات الرئيس جورج بوش لرئيس حكومة اسرائيل، اريئيل شارون، بعنوان "بوش صوت منذ الان" على خطة شارون لـ"فك الارتباط". وقال ان "بوش اعترف لاول مرة بالاحياء اليهودية في القدس (المقصود المستوطنات الجديدة في القدس الشرقية-"عرب 48") والكتل الاستيطانية. وقد تهرب امس، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، من اطلاق اقوال واضحة بخصوص (مستوطنة) اريئيل أو (مستوطنة) معاليه ادوميم. وقد فعل شارون ذلك بدلا منه. فقد اوضح في محادثات هاتفية مع البلاد ان اقوال بوش عبارة عن اعتراف بالوجود الابدي للكتل الاستيطانية".

واشار برنياع الى قول بوش بانه وشارون يعتقدا "بوجود اهمية لقيام دولة فلسطينية يمنحها رئيس حكومة اسرائيل والادارة الامريكية الثقة وان تكون شريكا في للسلام". وراى برنياع ان هذه الاقوال تشير الى ان الادارة وشارون اخذا يبتعدان عن "رؤية" الدولة الفلسطينية . وكتب انه "حتى اليوم كان لدى الفلسطينيين حكومة بدون دولة والان يقترحون عليهم دولة من دون حكومة".

واضاف: "في 24 حزيران 2003 اعلن بوش عن خارطة الطريق. وبالامس، 14 نيسان 2004، دفنها. لم يبقى منها سوى شيء واحد، مهم بحد ذاته: محاربة الارهاب. وبامكان شارون الذي اضطر الى الموافقة مرغما على خارطة الطريق شعر امس بارتياح شديد. انها صفقة مثيرة. شارون يتنازل من خلالها عن مستوطنات كانت جزءا من مشروع حياته وعن مناطق كان ينوي البقاء فيها الى الابد، مقابل الحفاظ على 10% من مساحة الضفة، ويوجه ضربة قاسية نحو الاحلام بالسيادة والعودة الفلسطينية. هل ابرم صفقة جيدة؟ سيجيب على ذلك منتسبي الليكود" في الاستفتاء على فك الارتباط.

"ويقترح شارون عدم الاسراع بالاحتفالات. فرسالة الرئيس ليست وعد بلفور. ولكنه يتصرف بالرغم من ذلك، لدى انتهاء لقتئه مع بوش، كمن انتصر في المعركة. وفي الختام، عندما سار الاثنان معا على البساط الاحمر، احدهما ابيضّ شعره والاخر بشعر رمادي، الاول ثخين والاخر رفيع، ضم بوش شارون بيده اليسرى، ليس كصديقين، ففارق الجيل كبير، ولكن كرجلين منهكين يريدان الانتهاء والذهاب الى البيت، كل واحد ومشاكله السياسية وكل واحد ومؤامراته"..

تحت هذا العنوان كتبت مراسلة الصحيفة في واشنطن، اورلي ازولاي، مقالا قالت فيه انه "يجدر بعد عام فحص اذا ما كان جورج بوش لا يزال رئيسا للولايات المتحدة واذا كانت كل الكلمات الاحتفالية ادت الى تحرك ما او انها بقيت بمثابة الزبد على وجه الماء".

ولفتت ازولاي الى ان بوش انحرف عن السياسة التي اتبعها كافة الرؤساء الامريكيين ومفادها ان المستوطنات تشكل عائقا امام السلام. وكتبت ان شارون لم يتوع اكثر من ذلك من بوش، وقد صمت عندما قال بوش ان "فك الارتباط" هي الخطوة الاولى نحو "خارطة الطريق" التي تشكل الجسر الذي ستمر عليه الدولة الفلسطينية.

وانتهت الى ان "تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني مليء بالرسائل الموقعة والتي امتلأت بالغبار ومليئة ايضا بالتصريحات الرئاسية التي ذابت. ولم يصدق الكثيرون في واشنطن امس ان مصيرا مغايرا ستؤول اليه الكلمات الجديدة التي صدرت امس عن البيت الابيض"..

التعليقات