تفكك حزب العمل..

-

 تفكك حزب العمل..
<< إذا كان ثمة وقت مناسب لانقسام حزب العمل على خلفية مبدئية، فانضمام ليبرمان و"يسرائيل بيتينو" إلى الحكومة هو تلك اللحظة. فإذا وافق مركز حزب العمل على انضمام ليبرمان وحصول حزب العمل مقابل هذا الخنوع الكلي على رشوة هامشية على شكل منصب نائب وزير أمن لإفرايم سنيه، يمكن عقد الأمل على من كانت طريقهم السياسية حتى الآن متزنة كأوفير بينيس وإيتان كابل ويولي تمير، أن يعلنوا أن مكانهم ليس في هذه الحكومة.

لقد خيب عمير بيرتس، بكل المفاهيم الممكنة، آمال ناخبيه. ففي نصف سنة خان الرسالة التي انتخبه الجمهور من أجلها حينما امتنع عن تولي منصبا اقتصاديا-اجتماعيا وبدل ذلك اختار منصب وزير الأمن، وهو مجال لم يهتم أو يشارك به في السابق أبدا، وفي هذا المجال تبين أن قدرته على التأثير قليلة، ولن نقول سلبية. فلو وافق التنازل عن السُؤْدُد المرتبط في هذا المنصب وبدل ذلك تمسك في دفع القضايا التي من أجلها انتخب، لكان من الممكن أن يكون مؤثرا بفضل تجربته وخبرته كوزير تعليم أو كوزير في مجال الاقتصاد، ولما تحول إلى شخص لا يؤخذ برأيه في مجال هو تحت امرته.

إذا كان هناك سبب لاستمرار الشراكة بين كديما والعمل، وهو دفع خطة التجميع والانطواء، فهذا السبب سقط،. وواضح أن انضمام ليربرمان يعتبر جنازة لكل احتمالات أي تنازل في الضفة. وتعتبر أيضا جنازة للمفاوضات مع الفلسطينيين حتى لو التزم الفلسطينيون بالشروط القاسية جدا، لأن لا شيئ يمكن أن تقترحه حكومة اليمين في تلك المفاوضات. وبات اليوم واضحا أن باستثناء عدة بيوت سيتم إخلاءها في بؤرة استيطانية ما أو في أخرى، من أجل الحفاظ على كرامة بيريتس، لن يتم تطبيق هذا البند من جدول أعمال الحكومة التي خطوطها الأساسية " تساوي الكفر" كما قال ليبرمان. وسيصبح بيرتس منذ اليوم عضوا في حكومة يمينية سياسية ويمينية اجتماعية، وهناك شك في أن يتمكن من تمثيل ناخبيه في أي قضية .

وتنازل بيرتس عن ما تبقى من تأثيره السياسي-الأمني حينما وافق على التنازل عن المجال الحساس "التهديدات الاستراتيجية" للشخص غير المناسب. وقد أظهر في موافقته على هذا التعيين، قلة فهمه المطلقة بالأمن وفي الاستراتيجية والردع. وبذلك قوى الانطباع أنه غير مناسب للمنصب الذي اشتهاه بشكل كبير.

لقد وعد عمير بيرتس ناخبيه أن لا يجلس في حكومة واحدة مع ليبرمان. وقد أطلق هذا الوعد في فترة الانتخابات، حينما احتار ناخبون كثيرون هل يصوتون لحزب العمل أم لا. وكان هذا الوعد سهل التحقيق، فلو هدد حزب العمل بالانسحاب من الحكومة لما تسنى دخول ليبرمان. ولكن بيرتس لم يتمكن حتى من الوقوف بهذه المهمة الصغيرة، واشترى بقاء ولايته كوزير أمن جزئي بثمن باهظ. ولكن ربما يثبت مركز حزب العمل أنه يوجد قيمة لمؤسسات الحزب في مراقبة القيادة والحفاظ عليها من الأمراض ويمنع هذه الخطوة الضارة التي كل هدفها هو الحفاظ على مقاعد أعضاء الحكومة.>>

التعليقات