زئيف شيف في "هآرتس": حكومة شارون تتبع تكتيكا, لا سياسة واضحة, حيال الفلسطينيين

 زئيف شيف في
ذكر زئيف شيف, المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس", اليوم الجمعة, إن السياسة الاسرائيلية حيال النزاع مع الفلسطينيين تتمحور حالياً في هدفين رئيسيين : "الأول خلق إنطباع جيد في واشنطن, لكن بالأساس كسب الوقت وعدم القيام بأي تنازل حقيقي, وذلك إلى حين يتم إغلاق "نافذة الفرص" الحالية التي يمكن عبرها ممارسة الضغط على إسرائيل. والهدف الثاني هو بذل كل شيء من أجل أن لا تتهم إسرائيل بافشال العملية الحالية التي تقف في مركزها خريطة الطريق, بمعنى أن يبدو الفشل من صنع الفلسطينيين أنفسهم". وتابع شيف أن الحكومة تسمي هذين الهدفين سياسة, لكن في الحقيقة فليست هذه سياسة وإنما مجرد تكتيك, ليس أكثر.

وقال شيف إن معظم الوزراء لا يملكون جواباً واضحاً على السؤال التالي : ما هي سياسة حكومة إسرائيل الحقيقية حيال النزاع مع الفلسطينيين؟ وبناء على ذلك تطرح الأسئلة التالية: هل تسعى الحكومة (الاسرائيلية) إلى حلول صغيرة وجزئية أم أنها تسعى لاستمرار الوضع القائم مع إرهاب يمكن إحتماله؟ وربما القصد الحقيقي هو التأدية الى تقويض المجتمع الفلسطيني وعدم تمكينه من الوصول الى كيان سياسي جدي؟

وأوضح أن وزراء في الحكومة طلبوا أن يحصلوا خطياً على قائمة نقاط الاعتراض الـ 15 على خارطة الطريق لكنهم جوبهوا بالرفض من جانب شارون. وفقط جرت قراءة بعض النقاط في جلسة الحكومة. والوزراء لا يعرفون أيضاً ماذا كان رد الأمريكيين على كل نقطة.

وتطرق شيف إلى سياسة الحكومة حيال قيام حكومة فلسطينية جديدة فذكر أنه في الفترة الأخيرة "حصل إنعطاف في هذه السياسة. والخط الحالي المسموع من جانب الحكومة يتعامل باستخفاف مع الاصلاحات في السلطة الفلسطينية. والانطباع هو أن معظم الوزراء ينتهجون خطا معارضا للاصلاحات.هم يقولون إن ابو مازن زعيم ضعيف وغير قادر على محاربة الارهاب...وشارون يريد حقاً مواصلة اللقاءات مع أبو مازن, لكن من مكتبه صدر القول بأن عرفات أرسل الى اللقاء مندوبه, أبو العلاء. وعندنا لا يفهمون أنه إذا وصلنا الى مفاوضات مع الفلسطينيين فلن يكون أبو مازن هو الشخص الذي سيديرها شخصياً وان الاحتمال الاقوى هو أن يعين ابو العلاء لذلك, بوصفه أكثر خبرة وتجربة . وهكذا فان الحكومة تبذل فجأة كل جهودها ضد الاصلاحات".

وختم شيف بالقول إنه إذا كانت إسرائيل سبق أن أعلنت أنه "نشأت الآن فرصة تاريخية لتسوية النزاع بصورة تدريجية " فان السؤال الذي يبقى هو التالي: ما هو إسهامها من أجل تحقيق هذه الفرصة التاريخية؟

التعليقات