"يديعوت أحرونوت" : احتمال قوي بضم سوريا الى "محور الشرّ" بعد الحرب

باحث في "الأمن القومي":"من ناحية إسرائيل سيكون من الخطأ التغاضي عن وجهة النظر التدميرية للزعيم السوري"

أبرزت صحيفة "يديعوت أحرونوت", اليوم الجمعة, الاتهامات التي وجهتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الى الرئيس السوري بشار الأسد, عبر شبكة "فوكس نيوز", واتهمت فيها سوريا بتقديم "المساعدة للعراق عن طريق تزويده بالسلاح والمعدات العسكرية", وذلك إلى جانب إبراز التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأسد في مقابلته مع صحيفة "السفير" البيروتية أمس الخميس,وبشكل خاص التصريحات التي قالت الصحيفة الاسرائيلية "إنه هاجم من خلالها بشدة الولايات المتحدة وإسرائيل, معلناً أنه لن يحصل سلام البتة بين سوريا وإسرائيل وأن الحرب على العراق غايتها الهيمنة على الشرق الأوسط".

ونشرت الصحيفة تعليقاً بقلم دان شيفطان, أحد الباحثين في "شؤون الأمن القومي" والمختص بالقضايا العربية, ذكر في مستهله أن "محاولة أمريكا الحاسمة لتغيير النظام في العراق ولتجريد هذه الدولة الراديكالية من سلاحها الاستراتيجي تترافق مع رسالة حادة إلى أنظمة راديكالية أخرى, مؤداها أن الولايات المتحدة لن تسلم مع الخطر الذي يمثلونه بالنسبة للنظام العالمي الذي تسعى إلى إحلاله". واضاف شيفطان أن هذه الرسالة موجهة, ضمن أطراف أخرى, إلى "نظام الرئيس السوري".

وفي معرض تعقيبه على تصريحات الرئيس الأسد لصحيفة "السفير" قال شيفطان إن هذه التصريحات "تنطوي على رفض عميق ومتجذّر لمجرد وجود إسرائيل", وأضاف أنه "من ناحية إسرائيل سيكون من الخطأ التغاضي عن وجهة النظر البارانوية والتدميرية للزعيم السوري, أو رؤية أقواله بكونها حماساً أيديولوجياً عديم الأهمية السياسية.
فان هذا المفهوم مقبول, وإن بصورة أقل حدة, على العالم العربي بما في ذلك القيادة الفلسطينية. وإن إلغاء شرعية دولية يهودية مقبول أيضاً على القيادة والنخب في مصر وحتى على أوساط بين العرب في إسرائيل".

من ناحية أخرى نشرت "يديعوت أحرونوت" تعليقاً لأحد المحللين العسكريين فيها, رونين بيرغمان, حول عمل المخابرات الأمريكية ذكر فيه أن "هناك إحتمالات قوية بأن يجري ضم سوريا أيضاً الى محور الشر بعد الحرب على العراق".

واضاف أنه "قبل اندلاع الحرب على العراق بعدة أسابيع قال رئيس حكومة إسرائيل, اريئيل شارون, إن العراق نقل إلى مخابىء في سوريا أجزاء من ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته.وفي الولايات المتحدة يعرفون هذه المعلومات. وإن التغطية الهادئة التي يمنحها الأسد إلى صدام تضاف إلى أعمال أخرى له من بينها نقله سراً بطاريات تمنح قدرة رد طويلة المدى لمنظمة حزب الله.. ويعتقد الرئيس السوري أن استعمال سلاح الارهاب يمكن أن يشكل بديلاً لمواجهة عسكرية مع إسرائيل. ليس هناك خطر بأن يستغل السوريون ما نقله صدام لهم ضد إسرائيل, لكن توجد إمكانية خطرة لان يعيد السوريون للعراقيين ما أودعوه لديهم. وإزاء السيطرة المحدودة جداً للأمريكيين على غرب العراق لا ينبغي إلغاء إمكانية أن تنقل تلك الوسائل في لحظة الحسم إلى هناك بغية استعمالها ضد إسرائيل أو ضد الأمريكيين والبريطانيين".

التعليقات