إسرائيل: إدارة أوباما دفنت رأسها بالرمال حيال إسلامية الربيع العربي

وبحسب الصحيفة فإن إدارة أوباما التي أيدت وساندت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن، تقف اليوم وقد كسرت شوكتها على ضوء موجة الاحتجاجات ومقتل السفير الأمريكي في بنغازي، كريستوفر ستيفنس، والاعتداءات على سفارات الولايات المتحدة في هذه البلدان، حيث اتضح لها أن نظمة الحكم الجديدة ليست مستعدة لمواجهة شعوبها والصدام معها.

 إسرائيل: إدارة أوباما دفنت رأسها بالرمال حيال إسلامية الربيع العربي


أفادت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الأحد، أن الأسابيع الأخيرة التي سبقت موجة الإحتجاج في العالم العربي على الفيلم المسيء للرسول الكريم ، شابها خلافات وجدل كبيرين بين الخارجية الأمريكية وبين الخارجية الإسرائيلية حول طبيعة التطورات الداخلية في البلدان العربية التي شهدت هذه الاحتجاجات. وبحسب "هآرتس" فقد اتهم موظفون كبار في ا لخارجية الإسرائيلية إدارة الرئيس أوباما بأنها تغاضت عن "تصاعد التطرف الإسلامي والأصولي" في العالم العربي إذ "فضلت الإدارة الأمريكية دفن رأسها في الرمال" وتجاهل مظاهر التطرف في دول عربية مثل تونس ومصر.


وبحسب الصحيفة فإن إدارة أوباما التي أيدت وساندت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن، تقف اليوم وقد كسرت شوكتها على ضوء موجة الاحتجاجات ومقتل السفير الأمريكي في بنغازي، كريستوفر ستيفنس، والاعتداءات على سفارات الولايات المتحدة في هذه البلدان، حيث اتضح لها أن نظمة الحكم الجديدة ليست مستعدة لمواجهة شعوبها والصدام معها. 


ونقلت الصحيفة عن جهات رفيعة المستوى في الخارجية الإسرائيلية، قولها إنه تجري منذ شهور طويلة محادثات دورية ومستمرة بين كبار وزارة الخارجية الأمريكية ونظرائهم في الخارجية الإسرائيلية بشان ما أسماه هؤلاء الموظفون "اتجاهات التطرف" في هذه الدول كافة ضد إسرائيل، ولكن أيضا ضد الولايات المتحدة والغرب ككل. وبحسب هؤلاء الموظفون فإن الجدل والخلاف الأساسي في الأشهر الأخيرة بين الخارجية الإسرائيلية والخارجية الأمريكية كان حول طبيعة التغييرات الحاصلة في العالم العربي إذ "حاول الجانب الأمريكي طيلة الوقت توفير تفسيرات ومبررات، لما يحدث في الدول العربية التي وقعت فيها ثورات أطاحت بالأنظمة السابقة". وبحسب موظف رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية، فإن حجم التأثير الأمريكي الحقيقي على ما يحدث اليوم في هذه الدول انخفض بشكل كبير للغاية".


وكشفت الصحيفة أن الحالة التونسية كانت مثالا استخدمه مسؤول الخارجية الإسرائيلية للتدليل على صحة حديثه، حيث أشار الى التوقعات الإيجابية بشأن مستقبل العلاقة مع الغرب على الرغم من اعتلاء الإخوان المسلمين للحكم في الدولة"


وفي هذا السياق ذكرت الصحيفة مثال تقرير من السفارة الإسرائيلية  في بولندا تحدث عن إنهاء مدة عمل سفيرة تونس في بولندا، وأربعة سفيرات تونسيات أخريات كن ضمن السلك الدبلوماسي التونسي تم استدعاؤهن وإعادتهن إلى وطنهن، وعليه طلب من السفارة الإسرائيلية في واشنطن  نقل هذه المعلومات للإدارة الأمريكية، لمعرفة ما إذا كانت الإدارة الأمريكية مطلعة على هذه التغييرات، إلا أن الأخيرين ردوا على التساؤلات الإسرائيلية بتطمينات بأن الحديث يدور عن تغييرات فنية وإجراءات بروتوكولية تتعلق بتغيير سفراء اعتمدهم النظام السابق ولا علاقة لذلك بالجندر أو بتمييز ضد النساء. 


وبحسب "هآرتس" فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تقتنع بالرد الأمريكي وأجرت فحصا ومسحا شاملا حول هوية ونوع سفراء تونس في العالم، حيث تبين للخارجية الإسرائيلية أن غالبية سفراء تونس في الخارج هم من الرجال  الذين عينهم النظام السابق. وعقب المسؤول الإسرائيلي على ذلك بقوله" لقد كان واضحا لنا ما يحدث لكن الأمريكيين فضلوا البحث عن تبريرات".


إسرائيل حاولت التدخل في تعديلات الدستور التونسي


ولعل ما يثير في الأمر أكثر من أي شيء آخر، هو اعتراف الخارجية الإسرائيلية أنها سعت للتدخل في تعديلات الدستور التونسي، إذ قال الموقع بهذا الخصوص  : وقد حدث أمر مشابه في الشهور الأخيرة في كل ما يتعلق بالضغوط الدبلوماسية التي  تبذلها إسرائيل، لمنع إضافة بند للدستور التونسي الجديد ينص على حظر أية علاقة أو تطبيع مع إسرائيل. فقد طلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية من الإدارة الأمريكية  التدخل في هذا الموضوع، إلا أن الانطباع في تل أبيب كان بأن الرسائل الأمريكية بهذا الخصوص للحكومة التونسية لن تكون شديدة اللهجة. وقال المسئول الإسرائيلي للصحيفة في هذا السياق:" إنهم يقولون لنا طيلة الوقت لا داعي للقلقستسير الأمور في النهاية على ما يرام ، لكننا نرى أن العمل على الدستور الجديد يسير على قدم وساق وأنه لا يزال يشمل البند المذكور".


وينطبق الامر ذاته على الأوضاع في مصر إذ تقول الصحيفة، صحيح أن الإدارة الأمريكية تشكل قناة محورية وأساسية لنقل الرسائل لمصر، إلا أنه من الواضح أن تأثير إدارة أوباما في مصر تحت قيادة مرسي والإخوان المسلمين قد تراجع بشكل حاد في ضوء مؤشرات التطرف الداعية للقلق. كما لا ينجح الأمريكيون في التأثير على  القيادة المصرية لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، التي أغلقت منذ تعرضت لهجوم عليها قبل نحو سنة، إذ يعمل السلك الدبلوماسي الإسرائيلي في القاهرة من مقر إقامة السفير الإسرائيلي هناك.


ونقل موقع "هآرتس" عن موظفين كبار في الخارجية الإسرائيلية قولهم، إن ما حدث للسفارة الأمريكية في القاهرة والشجب الخفيف اللهجة الذي صدر عن الرئيس المصري، يؤكد أنه على الرغم من المساعدات الأمريكية الكبيرة لمصر إلا أن  الولايات المتحدة لم تنجح في ضمان تأثير حقيقي على الأخوان المسلمين. وأن الأمريكيين بدأوا يدركون حقيقة الوضع في القاهرة، فقط بعد ما حدث لسفارتهم فيها وبالتالي خلص الموظف الإسرائيلي إلى القول: "أن تسمع الرئيس الأمريكي وهو يقول إن مصر ليست ولا عدوة فهذه هي هزة أرضية".
 

التعليقات