"هآرتس": المواجهة الأخيرة بددت المخاوف من قيادة الإخوان وكرست دورمصر كوسيط محايد

فهذه هي المرة الأولى، منذ سقوط مبارك، يطلب من مصر العمل كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس باعتبارها وسيط محايد ومنصف أكثر من تركيا. "والأهم من ذلك" حسب تسفي بارئيل، فإن "مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار تضع على عاتق مصر المسؤولية التي سعى مبارك دائما التهرب منها

اعتبر المحلل للشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي بارئيل، أن العدوان الجاري على غزة، قد دفع ب"مصر الأخوان" من جديد إلى مقدمة المنصة وبدد المخاوف من توجهات الدولة المصرية تحت القيادة الجديدة ليكرس مكانة مصر كوسيط حيادي بين إسرائيل وبين حركة حماس.

وقال بارئيل، معتمدا على تصريحات للسفير المصري الجديد لدى إسرائيل في صحيفة الوطن المصرية، التي "نفى فيها أن تكون إسرائيل ترتب لحرب ضد مصر وانها (اسرائيل) تعتبر علاقاتها مع مصر والسلام مع مصر كنز استراتيجي"، اعتبرها دليل على التوجهات الإقليمية لمصر مرسي.

وبحسب بارئيل فإن العدوان الأخير على القطاع يزيد من أهمية اتفاق السلام مع مصر، ليس فقط في نظر مصر وإنما أيضا وفق منظور الرئيس المصري محمد مرسي وحركة حماس على حد سواء. فهذه هي المرة الأولى، منذ سقوط مبارك، يطلب من مصر العمل كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس باعتبارها وسيط محايد ومنصف أكثر من تركيا. "والأهم من ذلك" حسب تسفي بارئيل، فإن "مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار تضع على عاتق مصر المسؤولية التي سعى مبارك دائما التهرب منها. فمصر مطالبة الآن بتزويد ضمانات لأن تلتزم حماس والجهاد الإسلامي على الأقل بشروط وقف إطلاق النار التي سيتم التوصل إليها وبذلك تكون مصر مساوية من حيث مكانتها لواشنطن التي يفترض فيها أن تضمن سلوك وتصرفات إسرائيل".

ويمضي بارئيل قائلا، إن العدوان أوجد معادلة يكون فيها كل خرق للاتفاق- في حال التوصل إليه- ليس مجرد خرق من قِبل حماس وإسرائيل فقط وإنما أيضا مس بمكانة ضامني الاتفاق، وبهذه الطريقة وبفضل العدوان تتعزز العلاقة بين مصر الأخوان المسلمين وبين الولايات المتحدة تحت أوباما. ولن تتمكن الولايات المتحدة بعد الآن من اعتبار مصر دولة تعيش على أفضال الولايات المتحدة، وإنما تصبح مصر من الآن شريكا استراتيجيا تقدم مساعدة ضرورية لتهدئة المنطقة."

ولا يفوت بارئيل في هذا السياق الإشارة إلى انعدام وغياب السعودية عن المشهد الإقليمي وعن التحرك الجاري، وخاصة عدم وجود أي مندوب أو ممثل سعودي في الاتصالات الجارية في القاهرة أو حتى في الزيارة التي قام بها عدد من وزراء الخارجية العرب لقطاع غزة.

ويخلص بارئيل إلى القول إن من شأن التدخل الدولي والعربي، في سياق حتمية مروره من القاهرة في الطريق إلى الحل، أن يؤثر أيضا على نتائج المداولات والتصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة عند التصويت على الطلب الفلسطيني للاعتراف بفلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة في حدود العام 67، فمصر تؤيد هذا الطلب وتدفع باتجاه تحقيقه. والان من شأن الدعم والترحيب الدوليين بالدور المصري أن يصعب على إسرائيل تنفيذ تهديدها ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس في حال أصر على الحصول على اعتراف دولي. فإحدى النتائج المترتبة على الدور المصري الآن هو وقوع سلطة عباس، سواء شاءت ذلك أم لا تحت دائرة التأثير المصري.

التعليقات