"هل تقف إسرائيل وراء تحطم طائرة إيطالية ومقتل 81 من ركابها؟"

"كان اشتباه إسرائيل بأن الطائرة الإيطالية تحمل اليورانيوم المخصب للعراق هو الدافع وراء قيام سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طائرة إيطالية على متنها 81 راكبا، قبل 33 عاما"..

ما تبقى من الطائرة..

كان اشتباه إسرائيل بأن الطائرة الإيطالية تحمل اليورانيوم المخصب للعراق هو الدافع وراء قيام سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طائرة إيطالية على متنها 81 راكبا، قبل 33 عاما.

هذا الاحتمال يأتي ضمن جملة من الاحتمالات لتفسير سقوط طائرة تابعة لشركة "إتافيا" في المقطع الأخير من رحتها من بولندا إلى باليرمو في مساء أحد أيام الصيف، عندما سقط فجأة في مياه البحر التيراني، ما تسبب بمقتل جميع ركابها وطاقمها.

وفي تقرير تناولته صحيفة "هآرتس" أشارت إلى أن التحقيقات الأولية نفت إمكانية أن يكون سبب سقوط الطائرة خللا فنيا. واليوم، وبعد 33 عاما بعد سقوطها في 27 حزيران/ يونيو 1980، فإن سبب تحطمها لا يزال موضع نقاش صاخب في إيطاليا. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من لجان التحقيق واللجان البرلمانية وما لا يحصى من التقارير التي أعدها المختصون، فإن هذا التحقيق القضائي الأطول في تاريخ إيطاليا لم يحل اللغز.

وأثيرت العشرات من نظريات "المؤامرة" لتفسير سقوط الطائرة، وكان الأبرز من بينها أن صاروخا أطلق من طائرة قتالية أصاب الطائرة، ولكن لم تصادق السلطات الإيطالية على هذا السيناريو طيلة ثلاثة عقود.

وفي الأسبوع الماضي حصل تحول في القضية عندما أصدرت المحكمة العليا الإيطالية قرارا يلزم وزارتي الدفاع والمواصلات بتعويض عائلات عدد من الضحايا. وبذلك اعترفت المحكمة، بالتلميح، بالفرضية التي تقول إن صاروخا تسبب بتحطم الطائرة، بيد المحكمة لم تشر إلى الجهة التي أطلقت الصاروخ.

وخلال سنوات جرى التحقيق مع عدد غير قليل من الضباط في سلاح الجو الإيطالي بشبهة محو تسجيلات رحلات جوية وعمليات تمشيط قام بها الرادار، وتم تقديم 4 جنرالات للمحكمة بتهمة الخيانة وعرقلة التحقيق، ولم تتم إدانة أي منهم.

وسرت مجموعة من الشائعات التي تحاول تفسير سقوط الطائرة، لم تستبعد أحدها أن يكون ذلك نتيجة "عملية إرهابية"، وذلك بسبب عملية وقعت في محطة القطار في بولندا بعد خمسة أسابيع وتسببت بمقتل 85 شخصا وإصابة العشرات. وبحسب هذه النظرية فإن الطائرة سقطت نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت على ما يبدو في الحمامات.

وقالت نظرية أخرى في العام 2008 إنه تم إسقاط الطائرة بصاروخ فرنسي، وذلك في أعقاب تصريح وزير الداخلية الإيطالية في حينه فرانشيسكو كوسيغا في مقابلة بأن الطائرة أسقطت من قبل طائرات الجيش الفرنسي. بيد أن كوسيغا لم يدل بأية تفاصيل أخرى، وتوفي في العام 2010.

وتحدثت وسائل إعلام إيطالية عن "نسبة وفيات عالية بشكل مشبوه" في وسط عناصر الجيش وأولئك المرتبطين بالقضية، وتحدثت تحقيقات تلفزيونية عن "حوادث غريبة" قتل فيها شهود عيان على تحطم الطائرة.

كما تحدثت وسائل الإعلام عما مفاده أن إيطاليا وافقت سرا في حينه على السماح لطائرات ليبية بالتحليق فوق أراضيها في مسارات الرحلات الداخلية وبذلك لا يتم الكشف عنها بواسطة الرادار. وسرت في حينه شائعات مفادها أن القذافي نفسه كان في إحدى الطائرات، وعندها سارع الفرنسيون إلى محاولة اغتياله، بيد أنهم أصابوا الطائرة الإيطالية.

ونقل عن الصحافي الإيطالي كلاوديو غاتي تحقيق جاء فيه أنه تم إسقاط الطائرة الإيطالية من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك عن طريق الخطأ اعتقادا بأنها تحمل يورانيوم مخصب للعراق. وبحسبه فإن هذا السيناريون هو السيناريو المنطقي الوحيد.

التعليقات