إسرائيل تعمدت غالبا التصعيد العسكري عشية الانتخابات

1955 - العمليات الانتقامية؛ 1981 - قصف المفاعل النووي العراقي؛ 1996 - عملية عناقيد الغضب في لبنان؛ 2008 - عملية الرصاص المصبوب في غزة؛ 2012 - عملية عمود السحاب في غزة؛ أول من أمس - غارات في القنيطرة

إسرائيل تعمدت غالبا التصعيد العسكري عشية الانتخابات

أكدت صحيفة "هآرتس" على أنه غالبا ما تعمدت إسرائيل التصعيد العسكري عشية الانتخابات. وخصصت الصحيفة افتتاحية عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، للهجوم العدواني الإسرائيلي في منطقة القنيطرة، الذي أسفر عن سقوط ستة شهداء من مقاتلي حزب الله وعدد من الضباط الإيرانيين الكبار، أحدهم برتبة لواء، وربطت بين هذا الهجوم وانتخابات الكنيست، بعد شهرين.

وقالت الصحيفة إن 'عمليات مباهاة عسكرية تميز المعارك الانتخابية في إسرائيل، خاصة عندما تواجه الأحزاب الحاكمة ضائقة. والاعتبار الخفي لقادة الدولة هو أن الجمهور اليهودي يحب الانتصارات العسكرية السهلة، وإظهار القوة بهذا الشكل من شأنه أن يعزز صورة رئيس الحكومة ووزير الأمن، وإقناع الناخبين بأنه يجب أن يبقيا بمنصبيهما'.

وأردفت الصحيفة أنه 'لا ينقص أمثلة كهذه: تصعيد العمليات الانتقامية قبل انتخابات العام 1955؛ قصف المفاعل النووي العراقي في العام 1981؛ عملية عناقيد الغضب في لبنان في العام 1996؛ عملية الرصاص المصبوب في غزة في العام 2008؛ عملية عمود السحاب في غزة في العام 2012؛ وأول من أمس، انضمت إلى هذه القائمة غارات المروحيات القتالية في سورية ’المنسوبة لإسرائيل’'.

وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات عسكرية من هذا النوع تحتاج إلى تحضيرات مسبقة، جمع معلومات استخبارية وتخطيط عمليات، 'وواضح أنها تجري في هيئة الأركان العامة وليس من مقر الانتخابات. ودائما هناك التفسير بأن العدو هو البادئ، وإسرائيل ردت على استفزاز وحسب أو منعت خطرا أكبر. ورغم ذلك، فإنه يصعب ألا يتعالى الانطباع بأن السياسيين يميلون إلى تحمل مخاطر والمصادقة على عمليات عسكرية بسهولة أكبر، عندما تصدر من الاستطلاعات صورة سيئة حيال مكانتهم بنظر الناخبين'.

وأضافت الصحيفة أنه 'في الحالة الحالية، يتلاءم التصفير التحمس لعملية الاغتيال الناجحة لجهاد مغنية، بشكل كامل، مع أفلام ’التلفون الأحمر' و'الكبير في روضة الأطفال’ (أفلام الدعاية الانتخابية الحالية) التي ينشرها رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) وصراع وزير الأمن موشيه يعلون من أجل بقائه في كرسيه'.

وأضافت الصحيفة أنه 'واضح أنه ليس بالإمكان إثبات أن العملية العسكرية في سوريا نابعة من اعتبارات انتخابية وليس من انتخابات طاهرة للدفاع عن الدولة، لكن الأدلة الظرفية لتأثير السياسة على الأمن وزنها كبير. لذلك حان الوقت لاتباع سياسة جديدة، تتلخص بزيادة الحذر عشية الانتخابات'.

وخلص الصحيفة في افتتاحيتها إلى أنه 'بدلا من المخاطرة، يفضل الامتناع عن عمليات مباهاة من ’إظهار القوة’ التي فائدتها الإستراتيجية محل شك'، وأن على نتنياهو ويعلون ضبط النفس لأن 'الانتخابات على الأبواب وخصومهما في المعسكر الصهيوني يتفوقون عليهما في الاستطلاعات'. 

التعليقات