براك ليس محل ثقة... ونتنياهو لم يعتزم ضرب إيران

السبب الأساسي الذي منع خروج المعملية لحيّز التنفيذ، هو أن نتنياهو لم يكن يريدها من الأساس، خاصة أنه لا يستطيع الثقة ببراك الذي تراجع لاحقًا بعد زيارة الولايات المتحدة في العام 2012...

براك ليس محل ثقة... ونتنياهو لم يعتزم ضرب إيران

نتنياهو وباراك

أثارت التسجيلات الصوتية لوزير الأمن الإسرائيلي السابق، إيهود براك، التي نشرتها القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، ردود فعل عديدة في المستوى السياسي والتحليلي الإسرائيلي، إذ نشرت القناة أمس تسجيلات جديدة يصف براك فيها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بأنه 'ضعيف وغير شجاع، ولا يقوم بخطوات جديّة إلّا إذا كان مرغمًا'، بالإضافة إلى قوله عن سكرتير الحكومة، أفيحاي مندلبيت، بأنه 'حذّرت نتنياهو من أنه سيكون مخلصا له كالكلب، لكنه في النهاية سيهتم بمصلحته الشخصية فقط'.

ورد مكتب نتنياهو معلقًا بالقول إنه 'حان الوقت لإنهاء موجة التصريحات غير المسؤولة والتي من شأنها أن تضر بأمن إسرائيل'.

اقرأ أيضا | محللون يشككون برواية باراك حول مهاجمة إيران

وحول سبب تسريب التسجيلات الصوتية، قال الصحافي في 'يديعوت أحرونوت'، إيتمار أيخنر إن 'السبب هو خلاف ما بين براك ومحرّري كتاب سيرته الذاتية، إذ أنه تعاقد مع دار نشر في الولايات المتحدة، وبذلك خان محرّري كتابه الذين قالوا إن الكتاب لنا وليس له، وبالتالي سرّبوا التسجيلات الصوتية للقناة'.

وقال أيخنر في مقالة أخرى إن 'براك الذي يتحدّث عن توجيه ضربة عسكرية لإيران، ويحاول تصوير ذاته على أنه دفع ونتنياهو لضرب إيران عسكريًا، هو ذاته الذي رفض توجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي السوري في العام 2007، حين كان يتوجّب على إسرائيل ضرب المفاعل بأسرع وقت ممكنًا'.

اقرأ أيضا | براك: نتنياهو ضعيف... لا يقوم بخطوات جدية إلا إذا كان مرغمًا

وأضاف أن وزير الأمن الإسرائيلي الحاليّ، موشيه يعالون، هاجم في العام 2012 براك، قائلًا إن 'شيئًا ما حصل في موضوع إيران، وزير الأمن طرح الموضوع وهرب وهذا ما أغضب نتنياهو'، في إشارة إلى تراجع براك بعد لقائه بوزير الأمن الأميركي، ليون بانيتا.

ويعتقد أيخنر، وهذا ما يوافق عليه أيضا المحلل السياسي في الصحيفة، ناحوم برنياع، أنه لا يمكن الثقة ببراك، ولا يمكن السير على خطاه.

بدوره، تطرّق برنياع إلى قضية 'العملية التي لم تخرج إلى حيّز التنفيذ'، في إشارة إلى تسريبات براك حول التخطيط لمهاجمة إيران وعدم تنفيذ ذلك بادعاء معارضة الوزيرين موشيه يعالون ويوفال شطاينتس.

وقال برنياع إن 'السبب الأساسي الذي منع خروج العملية لحيّز التنفيذ، هو أن نتنياهو لم يكن يريدها من الأساس، خاصة أنه لا يستطيع الثقة ببراك الذي تراجع عنها لاحقًا بعد زيارة الولايات المتحدة في العام 2012، بالإضافة إلى أنه ليس من الصعب التوجّه لعملية عسكرية حتى في حال معارضة بعض الوزراء كشطاينتس لها. نتنياهو وبراك حاولا جر الولايات المتحدّة لحرب مع إيران، وفشلا'.

وأضاف أنه 'في الوقت الذي يريد رئيس وزراء تنفيذ ضربة عسكرية فإنه سينفّذها ويتحمّل مسؤوليتها، إلّا أن نتنياهو تراجع نتيجة لمعارضة شطاينتس، وفي هذه الحالة هناك تفسير من اثنين، إمّا أن يكون اسمه الحقيقي تشي شطاينتس، وإمّا أن نتنياهو بأعماقه لا يريد العملية بعد معارضة الولايات المتحدة'.

أمّا الدبلوماسي والقنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بنكاس، فكتب معلقًا أنه في المرة القادمة التي ستناقش فيها الحكومة توجيه ضربة عسكرية لإيران، لن يذوب  أمامها لا شطاينتس ولا يعالون، إذ أنه وبعد التعويض العسكري والسياسي الأميركي لإسرائيل، بعد الاتفاق النووي، فإن العوائق التي كانت في العام 2012 لن تكون اليوم موجودة، خاصة وأنه في الولايات المتحدّة، يستمعون لما يقوله براك.

بدورها، اختارت صحيفة 'هآرتس' في افتتاحياتها مدح يعالون وشطاينتس، بدلًا من مهاجمتهما لمعارضة الهجوم النووي، وقالت إنهما أنقذا الشرق الأوسط.

التعليقات