09/11/2020 - 18:47

لقاح كورونا.. فعّال بنسبة تدعو إلى التفاؤل

عبّر مفتش الأمراض الوبائية ومسؤول قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى "الجليل الغربي"، إميل آغا، في حديث لـ"عرب 48"، عن تفاؤله بنجاعة اللقاح الذي أعلنت شركتا "فايزر" و"بيونتيك" عن تطويره ضد فيروس كورونا المستجد

لقاح كورونا.. فعّال بنسبة تدعو إلى التفاؤل

(رويترز)

عبّر مفتش الأمراض الوبائية ومسؤول قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى "الجليل الغربي"، إميل آغا، في حديث لـ"عرب 48"، عن تفاؤله بنجاعة اللقاح الذي أعلنت شركتا "فايزر" و"بيونتيك" عن تطويره ضد فيروس كورونا المستجد، مرجحا طرح اللقاح للبيع في الأسواق خلال أسابيع.

وأثار إعلان شركة "فايزر" الأميركية للصيدلة، أن لقاحها التجريبي يوفر "حماية بنسبة 90%"، أملا عالميا، مع توقع فايزر (الولايات المتحدة) و"بايونتك" (ألمانيا)، توفير 50 مليون جرعة من اللقاح في 2020، وصولا إلى 1.3 مليار جرعة في 2021.

وأوضح آغا أنه إذا كانت نسبة فعالية اللقاح 90% كما أعلنت شركتا ""فايزر" الأميركية و"بيونتيك" الألمانية، فإنها تعتبر نسبة عالية جدا نسبيا، كما أوضح أن التطعيمات التي تصل إلى هذه النسب من الفعالية قليلة، وأن معظم التطعيمات في العالم لا تصل فعاليتها إلى هذه النسبة، واصفا ذلك بـ"الإنجاز الذي يستحق التقدير".

"عرب 48": كيف يتم إنتاج اللقاحات بشكل عام؟

إميل آغا

آغا: حسب متطلبات منظمة الأدوية والأغذية الأميركية (FDA)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن هنالك معايير معينة يجب أن تخضع لها كل عملية إنتاج لقاح ضد أي مرض وبائي، وهذه المعايير مرتبطة بمراحل محددة.

المرحلة الأولى تتعلق بعامل الأمان وهو الأهم؛ فلا يجوز إنتاج لقاح يتسبب بالضرر لفئة من الأشخاص، لذلك فإن التجارب السريرية الأولى تعطى لكمية قليلة من الأشخاص تتراوح بين 10 أشخاص إلى بضع عشرات، وإذا لم تحدث لهؤلاء الأشخاص أية أضرار أو مضاعفات جانبية، تحصل الشركة على تصريح للانتقال إلى المرحلة الثانية وتوسيع نطاق التجربة بحيث تشمل المئات، ويتم التركيز على عامل الأمان إلى جانب فعالية التطعيم ونجاعته.

إذا تجاوز اللقاح المرحلة الثانية، فإن الاحتمالات تكون كبيرة لنجاح التجارب السريرية في المرحلة الثالثة التي يشمل فيها الاختبار، آلاف الأشخاص، وهنا أيضا يتم التركيز على عامل الأمان وفعالية اللقاح.

"عرب 48": ماذا نقصد بفعالية اللقاح؟

آغا: فعالية اللقاح تقاس بمعيارين: الأول هو قدرة التطعيم على منع انتشار وباء بين الأفراد في المجتمع الواسع، والثاني، مدى قدرة اللقاح على منع إصابة الشخص الذي تلقى اللقاح بعدوى الفيروس، ونسبة النجاح في هذين المعيارين تسمى فعالية اللقاح أو نجاعة اللقاح.

نحن نعلم أن هنالك اختلاف وتفاوت بين التطعيمات أو اللقاحات المختلفة بنسب النجاعة ونسب الفعالية، وكل اللقاحات التي نعرفها ونحصل عليها (نتعاطاها) في مراحل الطفولة والبلوغ قد لا تصل فعاليتها إلى 90%، ما يعني أن النسبة التي يجري الحديث عنها اليوم في هذا اللقاح الجديد تعتبر عالية جدا.

دعني أجمل لك قضية نجاعة أو فعالية التطعيم بجملتين: كلما كان احتمال الإصابة بالعدوى منخفض، كلما كانت فعالية اللقاح أعلى، لذلك فإنه حسب ما أعلنته الشركتان اليوم فإن 90% ممن سيحصلون على اللقاح لن يصابوا بالعدوى، وتكون أجسامهم قد تمكنت من إنتاج مضادات حيوية بكمية كافية لمقاومة الفيروس ومنع الإصابة بالعدوى.

"عرب 48": هنالك عدة مختبرات حول العالم تعمل على إنتاج لقاحات لفيروس كورونا، هل يمكن لأكثر من لقاح أن يكون فعالا ضد الفيروس أم أن لقاحا واحدا سيكون معتمدا ضد "كوفيد 19"؟

آغا: نعم؛ سؤال جيد... نحن نعرف بما يتعلق بلقاحات لفيروسات أخرى، أن هنالك إنتاجات مختلفة لعدة شركات، لكن الفعالية تكون مختلفة بين شركة وأخرى، وهذا الأمر يتعلق بهندسة اللقاح، لذلك فإن منظمة الأدوية والأغذية الأميركي (FDA)، لا تمنح التراخيص بشكل تلقائي لهذه اللقاحات لكل شركة بناء على مركبات اللقاح، وإنما بناء على التجربة الكاملة من أول مرحلة لغاية المرحلة الأخيرة.

"عرب 48": اليوم عمليا تم الإعلان أن اللقاح فعال وآمن... الآن ماذا بعد هذه المرحلة، والسؤال الأهم متى سيكون اللقاح متوفرا للعامة لكي ينهي كابوس وباء كورونا؟

آغا: طبعا هذه شركة كبيرة ومعروفة عالميا وتخصص موارد كبيرة لإنتاج اللقاح بكميات هائلة، وأعتقد أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والدواء، لن تنتظر طويلا ولن تتأخر في المصادقة على اللقاح بعد أن تخطى بنجاح المراحل الثلاث، بل ستولي أهمية قصوى لمنح الشركة الترخيص نظرا لانتشار الوباء بشكل كبير في العالم، وأعتقد أن الأمر سيستغرق أسابيع من اليوم حتى يبدأ بيع اللقاح وحقنه للناس.

"عرب 48": هل سيعطى اللقاح على جرعات أم بجرعة واحدة؟

آغا: اعتقد أنه سيكون بجرعة واحدة، مثل تطعيم الإنفلونزا الموسمية.

اللقاح يحفز جهاز المناعة على إنتاج بروتينات الفيروس

أظهرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، حماية للمرضى بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية من اللقاح و28 يوما بعد الجرعة الأولى، بحسب ما أوضحت الشركتان الأميركية والألمانية.

وبوشرت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد "بي أن تي 16بي2" نهاية تموز/ يوليو الماضي، بمشاركة 43,538 شخصا، تلقى 90% منهم الجرعة الثانية في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

ويعتمد اللقاح على الناقل "آر إن إيه" أو "إم آر إن إيه"، وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس.

وخلافا للقاحات التقليدية، التي تعمل على تدريب الجسم للتعرف على البروتينات التي تنتج العوامل المرضية، وقتلها، فإن "إم آر إن إيه" تخدع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه.

وتعتبر هذه البروتينات غير مؤذية، لكنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.

وفي هذا السياق، قال رئيس شركة "فايزر" ومديرها العام، ألبيرت بورلا، في بيان: "بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء (تفشي) أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتبر أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كوفيد-19".

وأكدت فايزر أنها تجمع بيانات سلامة لمدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة، وهو شرط من إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للحصول على الترخيص العاجل الذي تتوقعه في الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال بورلا: "نتطلع إلى مشاركة المزيد من البيانات المتعلقة بالفاعلية والسلامة المستمدة من آلاف المشاركين في الأسابيع المقبلة". وتنوي الشركتان توفير بيانات عن تجارب المرحلة الثالثة كاملة ليراجعها العلماء.

واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أن إعلان شركتي "فايزر" و"بيونتيك"، هو "نبأ مشجع"، وكتب في تغريدة على "تويتر": "نرحّب بالأنباء المشجّعة في مجال اللقاح الذي تطوّره شركتا فايزر وبيونتيك ونشيد بجميع العلماء والشركاء في العالم الذين يطوّرون أدوات جديدة آمنة وفعّالة للتغلب على كوفيد-19".

التعليقات