يختلف الأطفال عن بعضهم الآخر، من حيث قدرة كل طفل على الفهم والاستيعاب والتركيز وتعلم الأشياء الجديدة، لذلك قد يلاحظ بعض الأهل بطء استيعاب أطفالهم وقلة تركيزهم في تنفيذ بعض المهام الموكلة إليهم والضعف في تطور المهارات الدراسية لديهم كالقراءة والنطق والكتابة والحفظ، وقد يصل الأمر إلى أن تؤثر هذه الحالة على بعض المهارات الحركية عند الطفل، وعندما تصل حالة الطفل إلى هذه المرحلة فإن الأهل من واجبهم أن يقوموا بالبحث عن الأسباب، لأنه من الممكن أن تحتاج حالة طفلهم إلى تدخل الأطباء أو استشارة أحد الاختصاصيين، وكلما جرى حل هذه المشكلة مبكرا كانت النتيجة أفضل.
كيف يتأكد الأهل من أنَ طفلهم بطيء الاستيعاب؟
- إذا أكمل الطفل عامه الأول ولا يستطيع أن يدل على الأشياء التي تتواجد حوله أو على الصور.
- إذا أكمل الطفل عامه الأول ولا يمكنه أن يلوح بيديه مودعا.
- إذا أكمل الطفل عامه الأول وليس باستطاعته أن يجد ألعابه التي خبأها بنفسه أو خبأها أحد أمامه.
- إذا أكمل الطفل عامه الثاني ولا يعرف بعض الأشياء حوله مثل الهاتف أو التلفاز أو المشط وما هي فائدتها.
- إذا أكمل الطفل عامه الثاني ولا يقلد الآخرين من حوله مثل تقليد الحركات أو الأصوات.
- إذا كان الطفل لا يستطيع أن يقرأ ويهجىء الكلمات البسيطة التي يتم تلقينها له ويبذل مجهودا كبيرا في ذلك.
- إذا كان الطفل كثير الحركة ولا يستطيع التركيز على شيء أو عدم قدرته على الجلوس لمدة أكثر من 4 دقائق.
ما هي أسباب تأخر الإدراك والاستيعاب عند الأطفال؟
- من الممكن أن يكون بطء الاستيعاب هو شيء وراثي في العائلة.
- من المحتمل أنَ الطفل قد أُصيب بمرضٍ ما وهو جنين خلال فترة الحمل وأثر ذلك على استيعابه وقدراته العقلية.
- من الممكن أن يكون الطفل مصابا بمرض التوحد، وهو مرض يؤثر على قدرة الطفل العقلية وإدراكه واستيعابه.
- من الممكن أن الطفل وهو جنين قد تعرض لبعض السموم الناتجة عن شرب الأم للكحول خلال فترة الحمل وهذا بدوره قد أثر سلبا على القدرة العقلية للطفل.
- قد تكون الولادة المبكرة أو نقص الأكسجة التي تعرض لها الطفل أثناء الولادة سببا وجيها يؤثر على استيعاب الطفل وقدرته العقلية.
- من المحتمل أن يقع الطفل أو يرتطم رأسه بشيء قاس وهو رضيع ويسبب ذلك له مشكلة في الدماغ أو نقصا في الأوكسجين الواصل إلى الدماغ وهذا بدوره قد أثر على قدرات الطفل العقلية وبطء استيعابه وإدراكه.
- سماح الوالدين لطفلهم بتناول المواد المصنعة التي تعتمد بشكلٍ كبير على السكريات وعدم تناول الطعام الصحي الذي يحتوي على عناصر غذائية مهمة لاكتمال نموه وارتفاع السكريات في جسمه مما يؤدي إلى فقدان الطفل لتركيزه وبطء استيعابه.
- من الممكن أن يؤدي إهمال الأهل للطفل في مراحله الأولى وخاصةً الإهمال العاطفي إلى تأخر الإدراك والاستيعاب لديه.
- ساعات النوم القليلة للطفل وهو في مراحل عمره الأولى تؤثر سلبا على إدراكه وتفكيره، حيث يجب على الطفل أن ينام 9 ساعات يومياً على الأقل.
ما هي طرق التعامل مع الطفل بطيء الاستيعاب؟
توجد عدة خطوات يجب اتباعها من قبل الأهل لتحسين مستوى طفلهم وقدرته على الاستيعاب والتركيز، وهذه الخطوات هي:
دعم وتشجيع الطفل
من واجب الأهل أن يدعموا أولادهم لأنهم يحتاجون دوما إلى الدعم والتشجيع والحب، وخصوصا الأطفال الذين لديهم مرض معين أو يعانون من صعوبات في التعلم وبطء الاستيعاب، حيث يساعد هذا الدعم على تقوية ثقة الطفل بنفسه ويعزز شعوره بقيمته الحقيقية كي يستمر بما يقوم به أو يتعلمه حتى ولو كان صعبا.
تنسيق الأهل مع الروضة أو المدرسة
يجب على الأهل أن يختاروا روضة أو مدرسة مناسبة لطفلهم وأن يكون المدرسين فيها أصحاب خبرة في التعامل مع صعوبات التعلم ويجب التنسيق معهم لاستكمال عملهم في المنزل من قبل الأهل.
متابعة تعلم الطفل وتطوره
يجب أن يحرص الأهل على متابعة تعليم الطفل وتكرار هذه المعلومات باستمرار، مع الانتباه للتغيرات والتطورات التي تطرأ على الطفل والاستعانة بالطبيب الاختصاصي للحصول على حلول وتطبيقها بالشكل الملائم للحصول على نتائج جيدة.
التواصل بشكل يومي مع الطفل
يجب إجراء محادثات بشكل يومي مع الطفل من قبل الوالدين ليسألاه عن تفاصيل يومه وعما يجول في خاطره من أفكار، والطلب منه أن يعبر عن مشاعره بوضوح.
وضع جدول لكل يوم
يجب تعويد الطفل منذ صغره على عمل برنامج يومي لمهامه وواجباته ومكافأته على إتمامها، وذلك لتشجيعه على استغلال الوقت بشكل إيجابي من خلال تحديد وقت للقيام بالواجبات المدرسية وتنفيذ بعض التمارين التي تساعده على تحسين قدرته على التركيز وزيادة الإدراك والاستيعاب، مع إضافة وقت مخصص لممارسة بعض الأنشطة الحركية والرياضية والهوايات واللعب.
منع استخدام الهاتف المحمول أو مشاهدة التلفاز
يجب منع الطفل من استخدام الهاتف المحمول أو مشاهدة التلفاز قبل عمر السنتين، لأن ألعاب الهاتف ومشاهدة التلفاز في عمر صغير تؤثر سلبا على اكتمال نمو الدماغ ونشاطه وقدرة التعلم والاستيعاب عند الأطفال.
ما هي الطريقة الصحيحة التي من الواجب أن يتبعها الأهل عند تعليم الأطفال؟
- عدم العصبية على الطفل أو الصراخ عليه بشكل قاطع، لأن هذا الأسلوب سيشعره بالخوف والتوتر ويصبح كارها لوقت الدراسة، وسيفقد تركيزه ويجعله بطيء الاستيعاب أكثر.
- يجب معرفة الطريقة المناسبة للطفل في مذاكرة الدروس والواجبات، لأن بعض الأطفال يحبون التعلم السمعي والبعض يفضلون التعلم البصري وغيرهم يرغب بالمشي أو التحرك خلال مذاكرة الدروس والبعض الآخر يفضل أن يدرس في مجموعة.
- نظافة المكان التي يذاكر فيه الطفل مهمة جدا بالإضافة إلى درجة حرارته التي يجب أن تكون مناسبة كي لا يفقد تركيزه ويستطيع أن يدرس براحة أكثر.
- ربط المدرس أو الأهل للمعلومة التي يعلمونها للطفل بأمثلة أو أحداث من الحياة، لأنها تعتبر من أفضل الطرق للمذاكرة وتثبيت المعلومة في ذهن الطفل بسرعة.
- منح الطفل خلال ساعات الدراسة فترات قصيرة من الراحة كي لا يشعر بالملل، بحيث لا يتعدى وقت الدراسة أكثر من 3 ساعات يوميا.
- مراجعة بعض المعلومات مع الطفل قبل النوم وخصوصا تلك المعلومات التي واجهته صعوبات في حفظها أو فهمها، ليستطيع تذكرها جيدا في اليوم التالي.
التعليقات