20/02/2005 - 16:28

زلزال فضائي يهز درب اللبانة

زلزال فضائي يهز درب اللبانة
عبر العلماء عن دهشتهم من مقدار الطاقة المسجلة من جراء انفجار نجمي كبير وقع في الطرف الآخر من مجرتنا "درب اللبانة" على بعد خمسين ألف سنة ضوئية من كوكبنا.

ووصل ضوء الانفجار في السابع والعشرين من ديسمبر كانون ثاني الماضي إلى الغلاف الجوي للأرض بعد أن عكسه سطح قمرنا.

ومصدر الانفجار هو سطح نجم خارق الجاذبية يسمى إس جي آر 1806-20.

ويقول العلماء إنه لو كان هذا الانفجار قد حدث على بعد عشر سنوات ضوئية من الأرض، لكانت كل مظاهر الحياة بها قد انقرضت.

ويقول الدكتور روب فندر من جامعة ساوثامبتون بانجلترا "نعتقد أن هذا هو أكبر انفجار فضائي يرصده بشر منذ الغيمة الأثيرية التي رصدها يوهانز كبلر عام 1604".

وطبقا لحسابات علماء الفلك والفيزياء، فإن الطاقة الكهربية الناتجة عن انفجار إس جي آر تقدر بعشرة آلاف ترليون ترليون ترليون واط.

ويضيف فندر "هذه مناسبة علمية نادرة، فقد رأينا كيف أن جسما لا يتعدى قطره العشرين كيلومترا يمكنه في مدة عُشر ثانية أن يخرج طاقة تتجاوز ما تنتجه شمسنا في مئة ألف سنة".

ويعكف فريقان علميان على اعداد تقرير مشترك لنشره في مجلة نيتشر قريبا.

وهذا النجم من نوع خاص لأن المادة فيه مكونة كلها من النيوترونات بدون بوزيترونات أو إلكترونات ولذا فإن جاذبيتها خارقة وتسمى بالمغناطيس الفضائي.

ويعتقد إن إس جي آر هو ما تبقى من انفجار نجم عملاق قديم.

ويكمل إس جي آر دورة كاملة حول نفسه في 7.5 ثانية، ولا يتعدى قطره 20 كيلومترا.

ويوضح الدكتور فندر " تلك النجوم الخاصة التركيب، لها جاذبية غير عادية ولذا نطلق عليها اسم المغناطيس الفضائي الذي يجذب كل الأجسام المحيطة به حتى فوتونات الضوء لا تخرج منها".

ويضيف "وحين يحدث انفجار بتلك النجوم، يكون التأثير مشابها لظاهرة الزلزال التي نعرفها على الأرض، ولكن على مستوى فضائي".

ويقع إس جي آر 1806-20 في أسفل منظومة القوس النجمية وهي منظومة نجمية بعيدة عن مركز مجرتنا درب اللبانة وعلى الطرف الآخر منها.

ويعلق الدكتور بريان جينسلر من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفضائية على ذلك بقوله "لحسن الحظ، لا توجد مغناطيسات فضائية بالقرب من مجموعتنا الشمسية وإلا لكانت الحياة قد انقرضت على كوكبنا".

ويفسر جينسلر ذلك بقوله إن الانفجار الذي يحدث على سطح مغناطيس فضائي يبعث طاقة كهربية من شأنها تفكيك العناصر المكونة الغلاف الجوي للأرض فتموت كل مظاهر الحياة عليها في ثوان لعدم وجود أكسجين".

ومع أن الضوء الخارج من الانفجار انقشع بعد فترة وجيزة، إلا أن إشعاعات أخرى لا تزال تسجل وإن كانت ذات طول موجة أكبر من طول الضوء الموجي.

و يرصد العلماء الكثير من موجات الراديو القادمة من مسار الانفجار إذ تحدث ظاهرة التوافق السمعي الخارقة الغلظة حين تمر ارتدادات صوت الانفجار في أجسام النجوم والكواكب التي يمر بها.

وظاهرة التوافق الصوتي هي تلك التي تحدث حين تتطابق ابعاد جسم مع الطول الموجي لمؤثر صوتي فـ"تغني" معه، تماما مثل ما يحدث حين يغني المرء أمام الصندوق المصوت لآلة موسيقية خشبية فيسمع نغمات تصدر منها تتوافق مع النغمة التي غناها.

ولكن هذا الغناء القادم من الفضاء يحرث معه الغازات ويهيج المادة بصورة غير معتادة.

ويقول فندر إن العلماء يتوقعون أن يسمعوا هذا الغناء الكوني على الراديو لمدة عام كامل.

وهناك عدة مستقبلات للراديو الكوني منتشرة في مناطق مختلفة على سطح الأرض.

التعليقات