31/10/2010 - 11:02

خلفيات النقاش العلمي لإقصاء بلوتو عن رتبة كوكب/ سامي أسمر**

-

خلفيات النقاش العلمي لإقصاء بلوتو عن رتبة كوكب/ سامي أسمر**
قرر «الاتحاد الدولي للفلكيين» في اجتماعه في مدينة براغ التشيكية يوم 24 آب (أغسطس) الجاري، وبعد نقاش طويل، تجريد بلوتو من رتبة كوكب سيّار Planet.

والمعلوم أنه عُرف طويلاً باسم «الكوكب التاسع» في النظام الشمسي. وبذا، إنخفض عدد كواكب النظام الشمسي من تسعة الى ثمانية. والفئة الجديدة التي ابتكرها الاتحاد لبلوتو وربما اجرام أخرى في المستقبل، هي «الكوكب السيّار القزم Dwarf Planet.

فما الذي أملى هذا التغيير في التصنيف العلمي لهذا الجرم السماوي الذي اكتشفه العالم الأميركي كلايد تومبوه عام 1930 واتفق العلماء، حينها، أن يدعى كوكباً؟ السبب الرئيسي لا علاقة له ببلوتو. فمع تطوّر وسائل اكتشاف الفضاء وسبر تركيبة الكثير من أجرامه، رصد علماء الفلك مجموعة من الأجسام في النظام الشمسي وخارجه، لم تكن لتتفق مع التصنيفات التي إعتمدت طويلاً للتمييز بين الكواكب السيّارة وغيرها من الإجرام السماوية، مثل الكويكبات Astroids.

وشرع البعض يطرح اسئلة عن تلك الصخور الفضائية الكبيرة، وعن سبب عدم تصنيفها في فئة الكواكب السيّارة، خصوصاً ان بعضها يتمتع بحجم كبير ويسير في مدارات مُحددة.

فمثلاً، هناك ثلاث اجرام كان بوسع الاتحاد شملها باللقب ليصبح عدد الكواكب 12 بدلاً من 9، وأولها الجرم المُسمى موقتاً «يو بي 313 2003» UB 2003 313 الذي اكتشفه العالم مايكل براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، واقترح تسميته «زينة»، ربما تيمناً باسم بطلة المسلسل التلفزيوني الاميركي المعروف.

وهناك أيضاً الكويكب المعروف باسم «سيريس» Ceres. وأما ثالث جرم كان محتملاًَ ضمه الى فئة الكواكب السيّارة فهو القمر الذي يدور حول بلوتو واسمه «شارون» Sharon. وهذا القمر كبير نسبياً لدرجة انه لا يدور بالتحديد في مدار ثابت حول بلوتو (وذلك هو تعريف الاقمار) بل انه وبلوتو يدوران معاً في مدارات مركزها نقطة وهمية في الفضاء! من الواضح ان ثمة اضطراب في التعريفات والتسميات، يتوجّب على العلماء حله، بدءاً من إعادة النظر بتعريف الكوكب السيّار، وكذلك تعريف القمر، وهو الجرم التابع للكوكب السيّار.

وظهر اقتراح يعلن أن كل جرم في النظام الشمسي له شكل كروي يعتبر كوكباً سيّاراً. ورُفض هذا الاقتراح بسبب الفوضى التي قد يسببها. فبهذا التعريف يصبح القمر الذي يدور حول كوكب الأرض كوكباً بحد ذاته، وهناك الكواكب الغازية الضخمة كالمشتري وزحل اللذين تدور حولهما عشرات الاقمار.

ولحل هذه المشكلة، كان لا بد من وضع تعريف محدد للكوكب السيّار. واتفق العلماء على التعريف التالي: الكوكب السيّار هو جرم في مدار حول نجم (مثل الشمس)، على ان لا يكون هو نفسه نجماً، وان يكون له الوزن الكافي لتتغلب جاذبية على قوى صغيرة محيطة به (كالاقمار والكوكيبات) وأن يكون شكله كروياً أو شبه كروي، حينها يكون كوكباً». وفشل بلوتو في هذا الامتحان لأن مداره ليس مستقلاً، فيكون احياناً أقرب الينا من كوكب نبتون واحياناً أبعد.

وهكذا تُعاد كتابة المناهج المدرسية لحذف بلوتو من عائلة الكواكب السيّارة في النظام الشمسي. ويُكرّس كوكباً قزماً. لكنه يبقى حاملاً لمجموعة من الارقام القياسية في النظام الشمسي، مثل تمتعه بأطول سنة في ذلك النظام، لأنه يدور حول الشمس مرة 247 كل سنة من سنين الارض، بينما يلزم نبتون 164 سنة ارضية لإكمال دورة حول الشمس.


**عالم لبناني في وكالة "ناسا"

التعليقات