31/10/2010 - 11:02

عمود ثلجي يكشف تاريخ العصور الجليدية

ويقدر عمر أقدم نقطة على العمود (عند قاعه) بحوالي 740 ألف عام

عمود ثلجي يكشف تاريخ العصور الجليدية
تمكن علماء أوروبيون من استخراج أطول عمود ثلجي يضرب في عمق الأرض، من إحدى مناطق الغطاء الثلجي في القارة القطبية الجنوبية.

وسيفيد هذا الكشف الذي يعتبر أقدم سجل تاريخي أمكن الحصول عليه حول تاريخ العصور الجليدية، في دراسة هذه العصور التي مرت بها الأرض وفي توقع مناخ الأرض في العصور القادمة، وذلك من خلال دراسة الدورات والأنماط المناخية السابقة.

فقد نشرت مجلة نيتشر في عددها الأخير يوم 10 يونيو/حزيران الجاري أن علماء من المشروع الأوروبي لحفر ثلوج القطب الجنوبي استخرجوا أطول عمود ثلجي أمكن استخراجه كاملا حتى الآن، ويصل طوله إلى ثلاثة آلاف متر وسمكه عشرة سنتيمترات، وذلك شرق منطقة الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي وتسمى دوم سي.

ويقدر عمر أقدم نقطة على العمود (عند قاعه) بحوالي 740 ألف عام. وهذا يماثل تقريبا ضعف عمر "فوزتوك" وهو العمود الثلجي الذي سبق استخراجه من القارة القطبية الجنوبية أيضا أواخر التسعينيات الماضية. وكان عمر أقدم نقطة فيه حوالي 420 ألف عام.

ووفقا للمؤشرات الدالة على درجات الحرارة في عمود الثلج المكتشف، مرت الأرض بثمانية عصور جليدية تخللتها سبع فترات بينية دفيئة، وأعقبت آخر هذه العصور الفترة الدفيئة التي نعيشها الآن.

ويقدر العلماء أن العصور الجليدية كانت تحدث كل 40 ألف عام، ثم كل 100 ألف عام. واستنتجوا أن درجات الحرارة في الفترات البينية الدفيئة خلال 400 ألف عام ماضية كانت تماثل درجات حرارة الكوكب الآن. أما قبل ذلك فقد كانت درجات حرارة هذه الفترات أقل، ولكن الفترات نفسها كانت أطول.

يذكر أن تحليل ذلك العمود الثلجي لا يفيد في معرفة تغيرات درجة الحرارة على كوكب الأرض في الأزمنة السحيقة فحسب، وإنما يفيد كذلك في معرفة تركيزات الغازات والجزيئات في الغلاف الجوي للأرض.

وأكد العلماء المشاركون في مشروع البحث أنه إذا لم يتدخل الإنسان فإن الفترة الدفيئة الحالية يمكن أن تستمر 15 ألف عام أخرى. ولكنهم ذكروا من ناحية أخرى أن الأرض ربما تتعرض لموجات احترار نتيجة تركز غاز ثاني أكسيد الكربون في غلافها الجوي.

لذا فإن الخطوة التالية هي دراسة محتوى ثاني أكسيد الكربون في العمود الثلجي العميق لمعرفة مدى ارتباط درجة تركّز الغاز بالتغيرات المناخية في الحقب السابقة، مما سيساعد على تصميم نماذج لتوقع التغيرات المناخية، خاصة أن الدراسة المبدئية قد أشارت إلى أن نسبة ذلك الغاز في الغلاف الجوي للأرض (من خلال ذرات الهواء التي احتجزت داخل طبقات الثلج) كانت عالية في فترة 440 ألف عام الماضية مقارنة بما سبقها من أعوام.

وسيواصل العلماء الحفر في نفس الموقع الجليدي (منطقة دوم سي) خلال ديسمبر/كانون الأول القادم، ويأملون استخراج عمود ثلجي يضم طبقات يصل عمرها إلى 900 ألف عام.

التعليقات