23/09/2012 - 17:40

البشر يسمعون "صوت الأرض" لأول مرة منذ 5 مليارات عام

تمكنت مركبتان فضائيتان تابعتان لوكالة "ناسا" الأمريكية قبل ثلاثة أسابيع، ولأول مرة، من تسجيل صوت صادر عن حزم هائلة شعاعية ملتفة حول الأرض، وهو المعروف للعلماء منذ عقود بأنه "كورس الأرض"، أو صوتها الذي بثته الوكالة في فيديو ليسمعه الإنسان لأول مرة أيضا.

البشر يسمعون

تمكنت مركبتان فضائيتان تابعتان لوكالة "ناسا" الأمريكية قبل ثلاثة أسابيع، ولأول مرة، من تسجيل صوت صادر عن حزم هائلة شعاعية ملتفة حول الأرض، وهو المعروف للعلماء منذ عقود بأنه "كورس الأرض"، أو صوتها الذي بثته الوكالة في فيديو ليسمعه الإنسان لأول مرة أيضا.

ويصدر صوت الأرض عن "حزام فان ألن"، كما يسميه العلماء، وهو شعاعي ويتكون من جسيمات مشحونة ثابتة في موقعها حول الأرض ولا تتفرق بسبب قوة الحقل المغناطيسي الأرضي.

ويتكون الحزام من طرفين ينضغط أحدهما بتأثير الرياح الشمسية، فيما يتمدد الآخر إلى ما يزيد 3 مرات قطر الأرض فينشأ ما يسميه العلماء "فجوة شامبان فيرارو"، كما تنشط في الطرف المنضغط إلكترونيات تعمل على اصطياد جزيئات من الطاقة هائمة في الفضاء وتضمها إلى الحزام فيتجدد شبابه دائما.

"إلكترونيات قاتلة"

تتواجد في تلك الفجوة أيضا "إلكترونيات قاتلة" تؤثر على عمل الأجهزة السالكة في الفضاء، لذلك تتحاشاها المركبات، ولدراستها أرسلت الوكالة الأمريكية مركبتين في آخر أغسطس/آب الماضي، وهما سالكتان الآن قرب "حزام فان ألن" كتوأم يدرسه ويدرس الفجوة معًا.

وقد التقطت المركبتان، يوم 5 سبتمبر/أيلول الجاري، ما كان وجوده معروفا لعلماء الفضاء، وقد عرفوا بأنه ناتج عن مشبعة بالطاقة وقدروا قوته وطبيعته، وعرفوا أن الأذن البشرية يمكنها سماعه فيما لو نزع أحد الرواد خوذته عن رأسه وهو يسبح في الفضاء، مع أن الصوت في الفضاء لا ينتشر، لكن ما قالوه كان للإشارة إلى طبيعة الصوت وقوته.

صوت ناعم ومتغانم

وصوت الأرض، بحسب الفيديو الذي بثته الوكالة الثلاثاء الماضي في موقعها على الإنترنت، هو لجزيئات من الطاقة هائمة قرب أعلى الطرف الممتد من "حزام فان ألن" الملتف حول الأرض، وحين يلتقطها بقوة التمغنط فإنها تنصاع وتمضي إليه مطلقة موجات راديوية شبيه بالصفير المتقطع الصادر عن الغواصات عادة.

والصوت كما نسمعه هو ناعم ومتناغم، ويشبه أيضا الصفير المنطلق للتحذير من خطر ما، وهو "صوت الأرض" الصادر من انضمام جزيئات الطاقة للحزام الشعاعي الموجود منذ تكونت الأرض قبل 5 مليارات عام، كدرع يحميها من إشعاعات مميتة تأتيها من الفضاء، ومن انفجارات عظيمة للطاقة في الشمس، ولولاه لما كنا ولما كانت الأرض ولا الحياة.

التعليقات