تسبب هجوم سيبراني استهدف النظام المعلوماتي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في المغرب في تسريب بيانات شخصية لموظفين على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد الصندوق في بيان الأربعاء، معلنًا فتح تحقيق في الواقعة.
وقال الصندوق، وهو مؤسسة رسمية تدير خدمات التأمين الصحي والتقاعد لموظفي القطاع الخاص، إن "نظامه المعلوماتي تعرض لسلسلة من الهجمات السيبرانية (...) تسببت في تسريب بيانات يجري حاليًا تقييم مصادرها وتفاصيلها".
وتداولت وسائل إعلام محلية منذ ليل الثلاثاء أنباء عن تسريب معطيات شخصية تتعلق بأجور نحو مليوني موظف يعملون في حوالي 500 ألف شركة، نشرها حساب على تطبيق تلغرام يعلن انتماءه إلى الجزائر، تحت اسم "جبروت دي زد"، في إشارة إلى الرمز التعريفي للجزائر على الإنترنت.
وأثار الموضوع جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، وسط تساؤلات حول مدى أمان النظام المعلوماتي لهذه المؤسسة.
لكن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أوضح في بيانه أن التحقيقات الأولية التي أجراها "بشأن بعض الوثائق المسربة، المنسوبة إلى الهجوم السيبراني (...) أظهرت طابعها المضلل في كثير من الأحيان، وكونها غير دقيقة أو مبتورة".
وأعلن أنه يجري "تحقيقًا إداريًا داخليًا"، إضافة إلى "إشعار السلطات القضائية المختصة"، داعيًا المواطنين إلى "تفادي أي عمل من أعمال نشر أو مشاركة البيانات المسربة أو المزورة، تحت طائلة المساءلة القانونية".
وتبنى حساب "جبروت دي زد" هذا الهجوم، مبرّرًا ذلك بالرد على هجمات قراصنة مغاربة قال إنهم سرقوا حساب وكالة الأنباء الجزائرية على منصة إكس (تويتر سابقًا).
وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توترًا مستمرًا منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية، وقد تصاعد هذا التوتر في السنوات الأخيرة، حيث قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في العام 2021.
والأربعاء، أعربت الجزائر عن أسفها لـ"تأكيد" الولايات المتحدة موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها، في وقت تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الإقليم.
وجاء هذا الموقف غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ليل الثلاثاء، تأكيد دعم بلاده لمغربية الصحراء، عقب لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن.
التعليقات