11/11/2006 - 11:51

الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس الراحل عرفات..

رفض التخلي عن طريق المقاومة لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولم يكن ضد التسوية وإنما رفض التسوية التي لا تؤدي إلى إحقاق حقوق شعبنا..

الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس الراحل عرفات..
يحيي الفلسطينيون في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي استشهد عام 2004 ، بعد حوالي ثلاثة أعوام على محاصرته في مكتبه بالمقاطعة في رام الله.

ويأتي احياء الفلسطينيين لذكرى رحيل عرفات في ظل أزمة خانقة نتجت عن الحصار الدولي الذي فرض على الحكومة الفلسطينية، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الاخيرة، ويأتي ذلك في ظل بوادر تحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأفادت مصادر فلسطينية أن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، يحي اليوم، الذكرى الثانية لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بوصفه لم يتخل عن طريق المقاومة لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما رفض تقديم التنازلات في القضايا التي تعتبر لب القضية الفلسطينية، رغم الضغوطات الدولية وعنف الإحتلال والحصار. كما لم يكن ضد التسوية، إلا أنه رفض التسوية التي لا ينتج عنها إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ويحيي اليوم شعبنا الفلسطيني الذكرى الثانية لرحيل عرفات الذي عرف كناشط سياسي وفدائي وقائد ثورة وزعيم ومؤسس لحركة "فتح" ورئيس لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية على مدى سنين طويلة.

وما زال خطابه أثناء حصار إسرائيل له في مقره حين قال" يريدونني أسيراً أو طريداً أو قتيلاُ وأنا أقول شهيداً " يتردد كلما أتى ذكره، ولا زالت كلماته الأخرى عن القدس ومآذن القدس ومساجدها وكنائسها لازمة يرددها الكثيرون تجسيداً للفكرة التي لم تمت بعد موت الرجل.

وعمت المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم، مظاهر إحياء هذه الذكرى، وجابت منذ ساعات الصباح الأولى عربات الإذاعة المتنقلة شوارع المدن والقرى والمخيمات، وأطلقت العنان للأغاني الوطنية وخاصة التي ارتبطت كلماتها باسم الشهيد عرفات، فيما أخذت مكبرات الصوت تعدد مناقب القائد الرمز أبو عمار، وتصفه برمز صمود وشموخ وكبرياء شعبنا الفلسطيني، الذي رفض التفريط بحقوق شعبه رغم الحصار والضغوط.

وعاهدت النداءات التي انطلقت من مكبرات الصوت دماء الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الراحل عرفات، بأن يبقى الشعب الفلسطيني وفياً لوصايا أبو عمار، ومتمسك بالطريق التي رسمها لشعبنا بكافة قواه نحو الحرية والاستقلال وتحرير الوطن والمقدسات والقدس الشريف.

إلى ذلك، برزت الكتابات على الجدران من جديد، حيث انهمك العديد من الخطاطين بكتابة الشعارات التي تمجد عرفات، ومن هذه العبارات "أبو عمار نبراس الانتصار"، "أبو عمار حتماً سننتصر طال الزمان أم قصر"، "لن ننسى رمز النضال والصمود، أبو عمار "، وغيرها.

وإزاء ذلك احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، نحو مئة حافلة من منطقتي جنين ونابلس في الضفة الغربية، على حاجز عنّاب العسكري الإسرائيلي بين نابلس وطولكرم، ومنعتهم من التوجه إلى مدينة رام الله للمشاركة في تأبين الرئيس الراحل عرفات.

وقال فلسطينيون محتجزون لوكالات الأنباء: إن قوات الاحتلال على حاجز عنّاب منعت الحافلات من المرور عبر الحاجز، وطلبت منهم العودة من حيث أتوا، وإن آلاف المواطنين من محافظتي جنين وطولكرم منعوا من اجتياز الحاجز للمشاركة في حفل التأبين.

وأقامت قوات الإحتلال عددا كبيرا من الحواجز على الطرق التي تربط المناطق الشمالية في الضفة الغربية برام الله، وخصوصا على طريق جنين نابلس، وطريق قلقيلية نابلس، والطرق المؤدية إلى محافظة سلفيت.

وجاء أن جنود الاحتلال احتجزوا معظم الحافلات التي تقل المئات من المواطنين الذين كانوا بطريقهم لمقر المقاطعة في رام الله لإحياء هذه المناسبة.
وفي محافظة نابلس تعمد جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز حوارة جنوب المدينة، تأخير مئات المواطنين الذين كانوا بطريقهم إلى رام الله للغرض ذاته.

ووصف عدد من السائقين الإجراءات العسكرية على حاجز عناب، شرق طولكرم، والذي يسلكه أهالي جنين وطولكرم للانتقال نحو الوسط والجنوب، وكذلك حاجز مفترق جيت-صرة الواقع على طريق نابلس قلقيلية، وكذلك على حاجز زعترة وسط الضفة، بأنها قاسية وبطيئة للغاية.

ورجح عدد من السائقين بأن يتعذر وصولهم إلى المقاطعة في الوقت المحدد للمشاركة بالمهرجان، بسبب إجراءات الإحتلال.
أكد غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، اليوم، على أن القادة الكبار الذين حملوا لواء الوطن أمثال الشهيد القائد ياسر عرفات لجدير أن تسجل أسماؤهم في التاريخ كمحطات مضيئة رسمت الطريق أمام شعبنا كي يمضي قدماً على عليها ويسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه وطموحاته.

وأضاف حمد في بيان صحفي في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، أن الشهيد القائد إضافة إلى الشيخ أحمد ياسين وغيرهم من القادة ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الوطن وبذلوا دماءهم رخيصة في طريق الحرية والاستقلال.

وقال حمد، تستحضرنا الكثير من المعاني والمشاهد التي لازمت التاريخ والنضال الفلسطيني، فهذا القائد الذي خاض حياته مدافعاً عن القضية الفلسطينية ورافعاً لواء الحرية والاستقلال واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، دفع حياته ثمناً لمواقفه الوطنية ورفضه التنازل عن ثوابت شعبنا وقضيتنا.

وأكد على تمسك شعبنا في الوطن والشتات بحقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، ورفضه القاطع الانتقاص من هذه الحقوق مهما كانت التحديات و الصعوبات .

وشدد حمد على أن مسيرة الرئيس الراحل ياسر عرفات أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن إسرائيل لا تبحث عن السلام بقدر ما تبحث عن الهيمنة وافتعال الحروب ونشر الخراب والدمار، مشيراً إلى أنه قطع معهم شوطاً كبيراً في التفاوض السياسي ووقع معهم الاتفاقيات إلا أنهم تنكروا له واتهموه بالإرهاب وحاصروه في المقاطعة.

وأكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية الصف الداخلي، ومنع أي شكل من أشكال الصراع الداخلي، مشيراً إلى أن هذا لا يتأتى إلا إذا كانت لغة الحوار والتفاهم هي اللغة الوحيدة المعتمدة بين كافة القوى والفصائل بهدف الارتقاء بمجتمعنا في كافة نواحي الحياة .

وقال حمد، إننا اليوم ونحن نواجه هذه الحصار الظالم وهذا العدوان الوحشي من قبل قوات الاحتلال على شعبنا نزداد ثقة بأن نصر الله قريب، وأن شعبنا الذي ضرب مثلاً عظيماً في البطولة والفداء والمقاومة سينال حريته واستقلاله وسيعود إلى الأرض التي هجر منها.

التعليقات