31/10/2010 - 11:02

في اشتباك هو الأطول في تاريخ الإنتفاضة؛ يعجز الإحتلال عن اعتقال شاب فلسطيني (17 عاماً) إلا بعد 20 ساعة..

علماً أن جنود الاحتلال أطلقوا النيران بكثافة وقصفوا المقبرة وأغرقوها بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في عدة موجات متتالية استخدمت في إحداها إنسانا آلياً (ربوت)

في اشتباك هو الأطول في تاريخ الإنتفاضة؛ يعجز الإحتلال عن اعتقال شاب فلسطيني (17 عاماً) إلا بعد 20 ساعة..
قالت مصادر إسرائيلية أن قوات الإحتلال عجزت، الليلة الماضية، عن اعتقال شاب صغير لم يتجاوز سبعة عشر ربيعاً من عناصر المقاومة الفلسطينية كان قد تمترس في بيت مجاور للمقبرة في مدينة نابلس في الضفة الغربية، إلا بعد اشتباك، هو الأطول في تاريخ الإنتفاضة دام أكثر من 20 ساعة!

وجاء أن الشاب قد تحصن منذ الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة، مع ثلاثة ناشطين آخرين من كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، في بيت محاذ للمقبرة في البلدة القديمة في نابلس، وهم محاصرون من قبل جنود جيش الإحتلال.

وأثناء تبادل إطلاق النار، بين المقاومين الفلسطينيين وجيش الإحتلال، استشهد أحد "المطلوبين"، في حين قام إثنان بتسليم أنفسهما للجنود، أما الرابع، فؤاد الشحروري (17 عاماً!!)، فقد رفض كافة النداءات لتسليم نفسه وواصل التمترس في مكانه. وفقط بعد 20 ساعة من تبادل إطلاق النار، تمكن جنود الإحتلال من اعتقاله بعد أن حاول الانسحاب من المكان، فأطلق الجنود عليه النار فأصيب برجله الأمر الذي سهل عملية الإعتقال.

كما جاء أن جنود الإحتلال وجدوا صعوبة في الدخول إلى البيت الذي يتحصن فيه الشحروري بسبب إطلاق النيران من قبل مقاومين فلسطينيين من أسطح المنازل في حي القصبة في نابلس.

ومن المثير للسخرية أن جنود الإحتلال الذين لا يتورعون عن تدنيس المقدسات وارتكاب جرائم حرب، زعموا أنهم امتنعوا عن اقتحام المقبرة بسبب قدسية المكان!!

وأفاد شهود عيان أن قوات الإحتلال أطلقت القذائف باتجاه الشحروري، كما تم استدعاء مروحية حربية حلقت في المكان لدفعه إلى تسليم نفسه. إلا أن الشاب واصل إطلاق النار على جنود الإحتلال لمدة تزيد عن 17 ساعة!

كما أفاد شهود عيان أن جنود الإحتلال حاولوا الاستعانة بأبناء عائلة الشحروري لإقناعه بتسليم نفسه، حيث وصلت والدته وعدد من أفراد العائلة وطلبوا منه تسليم نفسه، إلا أنه رد بإطلاق النار في الهواء وقال أنه لن يغادر المكان.

كما جاء أن الشحروري فرض تعليماته على الطاقم الطبي الذي وصل المكان من أجل إخلاء جثة الشهيد، خشية أن يكون ذلك كميناً للقبض عليه، ووضع أمام الطاقم شروطاً دقيقة لتنفيذ عملية إخلاء الجثة، وهدد بإطلاق النار عليهم في حال عدم التزامهم بتعليماته!

وفي نهاية الأمر وبعد مرور يوم تقريباً، حاول الشاب الإنسحاب من المكان، إلا أن الجنود أطلقوا النار عليه، فأصيب وتم اعتقاله.
وبعد اعتقاله صرح أحد عناصر جيش الإحتلال أنهم بعد أن حاصروا المنطقة امتنعوا عن الدخول إلى المقبرة حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر!

ومن جهتها قالت مصادر فلسطينية إنه قد أصيب أكثر من 30 فلسطينياً بجروح خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوات الإحتلال في المدينة. كما سقط الشاب الشاب محمود يوسف زكاري (22 عاماً)، واعتقل الشابان يعقوب شقوارة، وخالد جبران، بعد أن حاصرهم الجيش في مقبرة المدينة حيث تحصنوا على مدار عدة ساعات لم يتوقف خلالها الجنود عن قصفهم بالقذائف والأسلحة النارية.

وبدأت عمليات الجيش في نابلس، عند حوالي الرابعة والنصف، من فجر أمس، واستمرت حتى الساعات الأولى من الليلة الماضية.
وفي ساعات المساء، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب وليد الشحرور "17 عاماً" بعد أن حاصرته في المقبرة الشرقية لمدة تزيد على 18 ساعة شهدت اشتباكات واسعة وعنيفة من رجال المقاومة.

وكانت إحدى دوريات جيش الاحتلال الذي توغل في المدينة فجراً، تعرضت لهجوم مسلح فرض الجيش إثره طوقاً حول المقبرة الشرقية وقصفها بالقذائف وبرشقات كثيفة من الأعيرة النارية ما أدى إلى استشهاد الشاب زكاري واعتقال رفيقيه شقوارة وجبران.

وأكد شهود عيان أن الشابين المذكورين اعتقلا بعد أن أرغمهما الجيش على خلع جميع ثيابهما موضحين أن أحد الشبان اعتقل بعد وقت قصير من محاصرته وزملائه في المقبرة بينما اعتقل الآخر عند ساعات الظهيرة.

وتضاربت الأنباء بشأن عدد ومصير المقاومين الذين كانوا تحصنوا في مقبرة المدينة، التي لم يتوقف الجيش عن قصفها منذ حاصرها فجراً وحتى ساعات المساء (حتى الثامنة مساء) دون أن يجرؤ على اقتحامها حتى بعد أن أخلي الشهيد زكاري.
وكثفت قوات الاحتلال مع حلول ساعات المساء من قصف المقبرة وأغرقتها بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في عدة موجات متتالية استخدمت في إحداها إنسانا آلياً (ربوت) مزوداً بكمية من القنابل الغازية والدخانية التي أطلقها داخل المقبرة.

وفي المقابل شنت مجموعات من نشطاء الانتفاضة سلسلة من الهجمات المسلحة ضد دوريات الجيش التي طوقت المكان طوال ساعات النهار.

تجدر الإشارة إلى أن والدة الشاب الرابع الذي قيل إنه من بين المحاصرين (والدة الشاب وليد شحروري) كانت وصلت صباحاً إلى الموقع المحاصر ووجهت لابنها نداءات عبر مكبر للصوت طالبته من خلالها بتسليم نفسه بعد أن كان مضى على حصاره ورفاقه أكثر من ثلاث ساعات، لكنه لم يستجب لنداءات الأم، لاسيما وأن الجيش واصل قصف الموقع في تلك الأثناء.

وتواصلت عملية الجيش نحو 20 ساعة اندلعت على امتدادها مواجهات واسعة بالحجارة واشتباكات مسلحة مع رجال المقاومة الذين هاجموا الجنود أكثر من مرة أثناء محاولة تمشيط المقبرة لتصفية أو اعتقال من بقي متحصنا بداخلها.

وأصيب خلال هذه المواجهات التي امتدت إلى العديد من شوارع نابلس لاسيما تلك المجاورة للمقبرة الواقعة وسط المدينة أكثر من 30 مواطنا وصفت جراح احدهم بأنها بليغة.

وأصيب الشاب يعقوب الشخشير (14 عاماً) بعيار ناري في الصدر بينما أصيب كل من كريم قفيشة (20 عاماً) ومجاهد مبروكة (19 عاماً) وحمدي الزربا (20 عاماً) بأعيرة نارية في الفخذ.

وأشارت مصادر طبية إلى أن ما مجموعه 31 مواطناً (غالبيتهم العظمى فتية دون السادسة عشرة) ادخلوا إلى مشافي نابلس، نهار أمس، جراء إصابتهم بأعيرة الجيش النارية والمطاطية.

وأصيب القسم الأكبر من هؤلاء الجرحى بالرصاص المطاطي ووصفت إصاباتهم بأنها بين طفيفة ومتوسطة.

هذا وترافقت عمليات جيش الإحتلال مع أعمال تخريب طالت العديد من المباني والمحال التجارية التي دمر الجيش بالجرافات أبوابها وحولها إلى ثكنات ومراكز قنص وقصف للمقبرة، فضلاً عن احتلاله العديد من المباني المطلة على المكان.


التعليقات