31/10/2010 - 11:02

البرغوثي يحذر من تصعيد إسرائيلي خلال الحرب ضد العراق

فند الادعاءات الإسرائيلية، القائلة ان 18 بالمائة من شهداء الانتفاضة كانوا مدنيين فقط، وقال ان 85 بالمائة منهم كانوا من المدنيين العزل، وحوالي 20 بالمائة من الاطفال.

 البرغوثي يحذر من تصعيد إسرائيلي خلال الحرب ضد العراق
حذر الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية، من استغلال إسرائيل للانشغال العالمي بالحرب ألامريكية المحتملة ضد العراق لتصعيد اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني.

وكان البرغوثي يتحدث في مؤتمر صحفي عقده، اليوم، في مركز الإعلام الفلسطيني بمدينة البيرة المحتلة، بحضوره عدد من الموظفين الأجانب في السلك الدبلوماسي. وشرح البرغوثي المخاطر والانعكاسات التي تحملها الحرب المتوقعة ضد العراق، على الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في ضوء احتلال الجيش الإسرائيلي لكافة مناطق الضفة الغربية وتحضيره لفرض منع التجول والاغلاق الشامل عليها.

وفند الدكتور البرغوثي ادعاءات بعض المؤسسات الإسرائيلية، من أن عدد الشهداء الفلسطينيين هو 1945 شهيداً وان 18 بالمائة منهم كانوا غير مشتركين بالقتال، فيما قتل الآخرون في عمليات عسكرية أو اشتباك مع جنود إسرائيليين، موضحا أن 2344 فلسطينيا استشهدوا منذ بدء الانتفاضة، وان 85 بالمائة منهم هم من المدنيين العزل، وحوالي 20 بالمائة من الاطفال.

ونبه إلى أن الهدف من هذه الادعاءات هو التحضير للأيام القادمة، في محاولة لاقناع الرأي العام العالمي بان معظم الشهداء الفلسطينيين هم من المقاتلين، وبالتالي تبرير أي هجوم قد يوقع عدد كبيرا من القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وأشار إلى احتمال احتلال إسرائيل لقطاع غزة بالكامل، مستغلة الحرب ضد العراق، وهو ما يظهره التصعيد العسكري الأخير الذي استهدف مدينة غزة وبيت حانون وعدد أخر من مناطق القطاع، وأوقع اكثر من 45 شهيدا. وقال ان عدد الشهداء الفلسطينيين قد بلغ اوجه في آذار ونيسان من العام الماضي، غداة الاجتياح الإسرائيلي لكامل مناطق الضفة الغربية، وهو الأمر المرجح تكراره إذا صعدت إسرائيل من اعتداءاتها واقتحمت مزيدا من المناطق خلال الأيام القادمة.

وتوقع البرغوثي قيام الاحتلال الاسرائيلي بفرض منع التجول بشكل مشدد في المناطق الفلسطينية، خلال الحرب، وهو ما قد يؤدي لمشاكل إنسانية صعبة، خاصة مع الانهيار الذي يشهده الاقتصاد الفلسطيني، سيما وان 75 بالمائة من الفلسطينيين يعيشون حاليا تحت خط الفقر.

وأعرب عن قلقله من التصرفات الإسرائيلية إزاء آلاف الفلسطينيين في مناطق جدار الفصل العنصري، موضحا أن الخطر يتهدد اكثر من 11 ألف فلسطيني يقطنون بين حدود إسرائيل وهذا الجدار، إضافة للمواطنين القريبة قراهم من المستوطنات الإسرائيلية.

وهاجم خطة شارون بإقامة جدار أمني أخر، يفصل ما بين الضفة الغربية والأردن، موضحا أن طول هذين الجدارين إضافة للحواجز الأخرى التي ستنشأ حول المستوطنات سيبلغ 3500 كيلومترا، بدلا من 200 كيلو متر فقط هي الحدود بين الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل.

وقال ان قتل إسرائيل لناشطة السلام الامريكية راشيل كوري في مدينة رفح قبل بضعة أيام، هو دليل أخر على التصعيد الإسرائيلي المرتقب، مضيفا أن هذه ليست المرة الأولى خلال الانتفاضة، التي تعتدي بها قوات الاحتلال على الأجانب المتواجدين في الأراضي الفلسطينية للتضامن أو العمل، إذ سبق لها ان قتلت موظفا بريطانيا في الأمم المتحدة وصحفيا إيطاليا، إضافة إلى طبيب ألماني.

وحذر من أن قوات الاحتلال تحضر لتصعيد اعتداءاتها على الفرق الطبية الفلسطينية، مشيرا الى أن هذه السياسة ليست بالجديدة، إذ أن جميع سيارات الإسعاف الفلسطينية تقريبا قد تعرضت لاعتداءات قوات الاحتلال أو المستوطنين، وهو ما استشهد بسببه أيضا 25 عاملا صحيا، إضافة إلى جرح 450 مسعفا من الهلال الأحمر الفلسطيني، و 120 من زملائهم في الإغاثة الطبية، ناهيك عن تعرض المستشفيات والمراكز الصحية لـ 253 هجوما مختلفا.

وتطرق إلى الخسائر الأخرى التي تكبدها الفلسطينيون خلال الانتفاضة، فأوضح أن عدد الجرحى تجاوز 44 ألف جريح، 2500 منهم أصيبوا بإعاقات دائمة، 500 منهم هم من الأطفال.
كما قال ان اكثر من خمسة آلاف فلسطيني يقبعون حاليا في السجون الإسرائيلية، بينهم 255 طفلا، و 1700 معتقل إداري، مضيفا تأكيد بعض الإحصائيات من أن اكثر من 650 ألف فلسطيني تعرضوا للأسر منذ عام 1967 وهو ما يعادل 20 بالمائة من الرجال الفلسطينيين.

ودعا الدكتور البرغوثي المواطنين إلى تقوية عزائمهم والتشبث بوطنهم في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي، إضافة إلى ترسيخ كافة أشكال التضامن فيما بينهم، وإحباط كل المحاولات لإثارة شائعات تستهدف النيل من عزائمهم.

وقال ان المؤسسات الفلسطينية كالإغاثة الطبية والهلال الأحمر قد أصدرت العديد من النشرات لارشاد المواطنين حول كيفية التصرف في الحالات الطارئة.

كما طالب المجتمع الدولي بشكل عام، وأعضاء السلك الدبلوماسي بالمزيد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعدم تجاهلها إعلاميا خلال الحرب ضد العراق.

التعليقات