27/07/2016 - 11:24

صوريف: الاحتلال قصف منزل الفقيه بصواريخ ثم هدمه عليه

استشهد فجر اليوم الأربعاء، الشابّ محمّد جبارة الفقيه (29 عامًا)، بعدما فجّرت قوّات الاحتلال منزلًا كان يتحصّن فيه في صوريف، شماليّ مدينة الخليل، سبقه اشتباك مسلّح وقصف للمنزل. وقال الاحتلال إنّ الشّهيد هو منفّذ عمليّة قتل الحاخام المستوطن

صوريف: الاحتلال قصف منزل الفقيه بصواريخ ثم هدمه عليه

استشهد فجر اليوم الأربعاء، الشابّ محمّد جبارة الفقيه (29 عامًا)، بعدما فجّرت قوّات الاحتلال منزلًا كان يتحصّن فيه في قرية صوريف، شماليّ مدينة الخليل، سبقه اشتباك مسلّح وقصف للمنزل. وبعد ذلك، واصلت قوّات الاحتلال هدم البيت بجرّافاتها، حتّى ساعات الصّباح. وقالت قوّات الاحتلال إنّ الشّهيد هو منفّذ عمليّة قتل الحاخام المستوطن، ميخائيل مارك، مطلع الشّهر الجاري، بالقرب من الشّارع الالتفافيّ الاستيطانيّ رقم 60.

ودهمت قوّات مكثّفة من الاحتلال قرية صوريف، بعد منتصف ليل الثّلاثاء، بحجّة بحثها عن مطلوبين في قضيّة مقتل الحاخام المستوطن ميخائيل مارك، مطلع الشّهر الحاليّ، عند مستوطنة عتنئيل، أدّت إلى اشتباكات عنيفة وتبادل لإطلاق النّار، أسفرت عن استشهاد محمّد جبارة فقيه من قرية دورا، والذي يسكن الخليل.

ووفقا لرواية جيش الاحتلال، فإنه بعد محاصرة المبنى رفض الفقيه الخروج منه، وأنه أطلق النار من نوافذ البيت الذي تواجد فيه. وخرجت من المبنى مسنة، يبدو أنها جدة الفقيه، وقد أصيبت بجروح طفيفة. بعد ذلك بدأت قوات الاحتلال تمارس إجراء 'وعاء ضغط'، جرى خلاله إطلاق النار باتجاه جدران المبنى، ثم إطلاق قنابل 'سايمون' التي تستخدم لاقتحام أبواب البيوت، وبعد ذلك أطلقوا باتجاه المبنى قذيفة مضادة للمدرعات وخمس قذائف صاروخية من طراز 'ميتادور'.  

وبعد ساعات، وفيما كان الفقيه لا يزال يتحصن داخل المبنى، بدأت قوات الاحتلال باستخدام بلدوزر عملاق يقوم بهدم المبنى على من بداخله. وقبيل الفجر دخلت قوات الاحتلال إلى المبنى المهدوم وعثرت على جثة الشهيد الفقيه. وعُثر إلى جانبه درعا واقيا وقنابل صوتية وبندقية كلاشنيكوف وذخيرة. وعند الساعة السادسة صباحا انسحبت قوات الاحتلال من صوريف.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الناطق باسم جيش الاحتلال، مردخاي ألموز، قوله إن قوات الاحتلال وأجهزة الأمن الإسرائيلية استعدت منذ أسابيع لتنفيذ هذا الهجوم وجرى خلالها جمع معلومات استخبارية على أيدي الشاباك. وشاركت في عملية الهجوم على منزل الشهيد الفقيه قوات خاصة تابعة للجيش، وبينها قوة من وحدة المستعربين، ومن الشرطة الإسرائيلية.  

كما دهمت قوّات كبيرة من جيش الاحتلال قرية جبعه القريبة من بلدة صوريف شمال محافظة الخليل، وحاصرت منزل المواطن محمود محمد الحيح، وسط إطلاق نار وقنابل مضيئة في سماء المنطقة.

وذكر شهود عيان من داخل صوريف أنّ قوات الاحتلال نادت عبر مكبّرات الصّوت : 'يا محمّد الفقيه.. سلّم نفسك'.

وسمع إطلاق النّار واشتباكات في محيط المنزل، امتدّت لأحياء متفرّقة في البلدة، التي وصلتها تعزيزات كبيرة من قوّات وجرّافات الاحتلال.

وأعلنت قوّات الاحتلال البلدة منطقة عسكريّة مغلقة، وقطعت التّيّار الكهربائيّ بشكل كامل عنها.

ولاحقًا، أفيد عن قصف الاحتلال للمنزل بعدة صواريخ، فيما وصلت سيّارات إسعاف إسرائيليّة وسط أنباء عن شهود عيان بوقوع إصابات في جنود الاحتلال.

الشهيد محمد الفقيه

وأكّدت مصادر محليّة أنّ أكثر من 40 آليّة عسكريّة، يرافقها عدد من جرّافات الاحتلال اقتحمت البلدة، وتصدّى لها الشّبّان بالحجارة والزّجاجات الفارغة، ما أدّى إلى إصابة 6 شبّان بالرّصاص.

وأكّدت جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطينيّ أنّ قوّات الاحتلال منعت طواقمها من الوصول إلى منطقة الاشتباكات والمواجهات، قبل أن تعلن لاحقًا السّماح لها بالدخول، لافتة إلى تقديم الإسعاف لثلاثة مصابين، بينما أعلنت وزارة الصحة إصابة 5 مواطنين بالرّصاص المطاطيّ.

وفي أعقاب استهداف المنزل المكوّن من عدّة طبقات، بعدّة صواريخ واشتعال النّيران في الأشجار محيطه، تقدّمت جرّافات الاحتلال نحوه وشرعت في هدمه، حيث استمرّت عمليّة الهدم حتّى السّاعات الأولى لصباح الأربعاء.

واعتقلت قوّات الاحتلال شبّانًا آخرين، بزعم ضلوعهم في التّخطيط، التّنفيذ والمساعدة على قتل الحاخام مارك، إضافة لمساعدتهم المنفّذ على الاختباء والتّسترّ بعد العمليّة.

وأمضى الشّهيد الفقيه 5 سنوات في السّجون الإسرائيليّة، لانتسابه لحركة الجهاد الإسلاميّ، والتي يدّعي جهاز الأمن العامّ (الشاباك) أنّه خطّط خلالها لعمليّات، بالتّعاون مع أسرى آخرين. وعاود الشّهيد الفقيد، خلال فترة سجنه، الانتساب إلى صفوف حركة حماس.

 واعتقل محمّد عبد المجيد عمايرة (38 عامًا) من قرية دورا، بزعم تنفيذه عمليّة مقتل الحاخام مع الشّهيد الفقيه، إضافة لاعتقال شابّين آخرين بادّعاء تنفيذهما العمليّة أيضًا. وعمايرة ينتسب لجهاز الأمن الوقائيّ في السّلطة الفلسطينيّة.

وزعمت المصادر الإسرائيليّة أنّ عمايرة كان السّائق خلال العمليّة، وأنّ الشّهيد الفقيه كان من أطلق النّار. وأضافت المصادر الإسرائيليّة أنّه خلال التّحقيق في جهاز الشاباك، تمّ تسليم السّلاح والسّيّارة التي استخدمت في العمليّة.

اقرأ/ي أيضًا| مواجهات بعد اقتحام الاحتلال لبلدة صوريف

 واعتقل أيضًا شقيق محمّد الفقيه، صهيب، الذي تزعم الرّواية الإسرائيليّة، أنّه ساعد محمّد بالاختباء وإخفاء الأسلحة التي كانت بحوزته. واعتقل ابن عمّهم، معاذ الفقيه، الذي يدّعي الاحتلال أنّه ساعد في مبيت محمّد الفقيه بعد تنفيذ العمليّة.   

التعليقات