رفضت حركة حماس، اليوم الأحد، ما ورد في بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي حول استهداف مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، معتبرة أنه "رواية كاذبة" لتبرير جريمة إخراج المستشفى عن الخدمة. وطالبت الحركة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقالت الحركة، في بيان، إن "البيان الصادر عن جيش الاحتلال الإرهابي بعد جريمته بقصف المستشفى الأهلي المعمداني وإخراجه عن الخدمة، ويزعم فيه استخدامه لأغراض عسكرية من قبل الحركة، هو تكرار مفضوح لأكاذيب الاحتلال التي يسوقها لتبرير جرائمه الوحشية ضد مراكز الإيواء والمدنيين الأبرياء والمستشفيات، كما حصل سابقًا مع مجمع الشفاء الطبي وغيره من المراكز الطبية".
وأضافت أن "حكومة الاحتلال الفاشية تواصل استهتارها بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وانتهاكها لحرمة المستشفيات، وإيغالها في دماء المدنيين الأبرياء، بهدف الانتقام الوحشي من شعبنا الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي يقدّم فيه جيشه الإرهابي بعد كل جريمة أو مجزرة وحشية، رواية كاذبة ولا تستند إلى أي دليل، لتبرير جريمته".
د. منير البرش، مدير عام في وزارة الصحة بقطاع غزة يتحدث عن استهداف الاحتلال لمستشفى الاهلي (#المعمداني) في مدينة #غزة pic.twitter.com/vqrt63r80r
— موقع عرب 48 (@arab48website) April 13, 2025
ورأت الحركة أن "هذا السلوك الوحشي يمثّل استخفافًا وقِحًا بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، وهو ما يستدعي موقفًا جادًا من المجتمع الدولي ومؤسساته، لردعه، ومحاسبة مجرمي الحرب قادة الاحتلال الإرهابي".
وختمت الحركة بيانها بالتأكيد على "المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، لتفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، وكشف حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة في سياق حرب الإبادة والانتقام الجارية، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب".
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ادعاءات الاحتلال "باطلة وسخيفة"
بدوره، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكذب والتضليل، واصفًا روايته بشأن قصف المستشفى المعمداني بأنها "مفبركة وسخيفة" وتهدف إلى التغطية على "جريمة موثقة ومكتملة الأركان بحق منشأة طبية مدنية محمية".
وقال البيان إن "الادعاء بوجود مجمع قيادة وسيطرة داخل المستشفى هو ادعاء مختلق يفتقر لأي دليل، ويأتي ضمن سياسة التضليل الإعلامي التي ينتهجها الاحتلال لتبرير مجازره بحق المدنيين"، مؤكدًا أن المستشفى منذ تأسيسه "يعمل كمؤسسة طبية بحتة، ولم يكن يومًا مقرًا لأي نشاط عسكري".
وأضاف المكتب أن "الغارات استهدفت مبنى المستشفى بشكل مباشر ومتعمّد، في وقت كان يكتظ بمئات المرضى والجرحى والطواقم الطبية والمرافقين"، متسائلًا: "أين هي غرف القيادة والسيطرة المزعومة؟ وهل يُعقل أن تُنشأ مراكز عسكرية بين أسِرّة المرضى؟!".
وتابع البيان "تذرّع الاحتلال باستخدام ذخائر دقيقة لا يبرر استهداف منشأة طبية محمية، كما أن إطلاق تحذيرات مزعومة لا يعفيه من المسؤولية القانونية، خاصةً في ظل استمرار الاستهداف المتكرر للمرافق الطبية والمؤسسات الإنسانية منذ بدء الحرب".
وفي ختام البيان، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي أن رواية الاحتلال بشأن المستشفى "باطلة جملة وتفصيلًا" ولا يمكن القبول بها، وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن "جريمة استهداف المستشفى المعمداني"، واعتبارها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية بتشكيل "لجان تحقيق دولية ومحايدة"، ودعا وسائل الإعلام الدولية إلى "عدم التورط في ترويج مزاعم الاحتلال دون تحقق"، لما يشكله ذلك من "تواطؤ في تبرير جرائم حرب".
وفجر الأحد، دمرت غارة جوية إسرائيلية بشكل شبه كلي أحد المباني الرئيسية في المستشفى الأهلى "المعمداني"، في حين زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف "مركز قيادة وسيطرة تابعا لحماس" داخل المنشأة الصحية.
ولجأ عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المستشفيات التي استخدمت كملاجئ لإيواء النازحين رغم أن العديد منها تعرض لاضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وجاءت الغارة بعد دقائق من اتصال قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي مع إدارة المستشفى طالبا إخلاءه فورا، وفق مصدر في المستشفى.
وأوضحت مصادر محلية أن الغارة أدت إلى "تدمير مبنى الجراحات والذي يضم قسم الطوارئ، ومحطة توليد الأكسجين لأقسام العناية المركزة".
التعليقات