البرغوثي لقضاته:يوم حريتي سيأتي حينما يتحرر الشعب الفلسطيني كله من الاحتلال

الاسير مروان البرغوثي رفض الاعتراف بشرعية محاكمته من قبل دولة الاحتلال، ولذلك لم يتعاون معها* النائب بشارة: من يجب محاكمته هو ليس مروان البرغوثي بل شارون وموفاز ويعلون

البرغوثي لقضاته:يوم حريتي سيأتي حينما يتحرر الشعب الفلسطيني كله من الاحتلال

أدانت قاضية المحكمة المركزية في تل ابيب، سارة سيروتا، ظهر اليوم الخميس، امين سر حركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني الاسير، مروان البرغوثي باربع من اصل 33 تهمة تضمنتها لائحة الاتهام التي اعدتها دولة الاحتلال الاسرائيلي ضده. وسيتم في السادس من حزيران المقبل اصدار الحكم على المناضل البرغوثي المعتقل منذ الخامس عشر من نيسان/إبريل 2002 بزعم مسؤوليته عن توجيه عمليات عسكرية استهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي واهداف اسرائيلية، خلال الانتفاضة.

وحسب ما علمه موقع "عرب 48" من جهات قضائية مطلعة، فإن ادانة البرغوثي بالتهم التي صادقت عليها المحكمة يعني محاكمته بالسجن المؤبد لخمس فترات متوالية على الاقل!

وقد ادين البرغوثي بثلاث تهم تحمله المسؤولية عن قتل اسرائيليين وبتهمة محاولة القتل، فيما رفضت المحكمة 33 تهمة اخرى وجهت اليه، تصدرتها المزاعم الاسرائيلية بالمسؤولية عن 37 عملية نفذت ما بين الـ 2000 و 2002 معظمها داخل الخط الاخضر...كما اتهم البروغي بالمسؤولية عن قتل اسرائيليين، المساعدة بالقتل، محاولة القتل، التحريض على القتل، عضوية ونشاط في تنظيم إرهابي (!) و العمل من اجل توفير معدات قتالية والدعوة الى الانتقام من اسرائيل..وصرف اموال كان يحصل عليها مباشرة من الرئيس عرفات كمعاشات للقادة الميدانيين .."


البرغوثي للمحكمة: اسرائيل قتلت السلام



وبعد تلاوة قرار الادانة، طلب البرغوثي حق الكلام، متسائلا لماذا لم يمنح حق الكلام، فتوجه اليه النائب عزمي بشارة، الذي تواجد في القاعة قائلا: هذه محكمة احتلال، فلا تتوقع الحصول على حقوقك.

وطلبت القاضية من النائب بشارة مغادرة القاعة، وحاول مسؤولون في المحكمة اخراجه، الا انه رفض الخروج.

والقى البرغوثي كلمة طويلة وموسعة استغرقت قرابة 20 دقيقة، لم يتطرق فيها لقرار ادانته، لانه يرفض اصلا الاعتراف بشرعية محاكمته.

وقال البرغوثي في معرض كلمته انه كان مع عملية السلام بشكل دائم وشارك في حوارات مع الاسرائيليين، واتهم اسرائيل بقتل السلام، اولا، بقتلها رئيس حكومتها الاسبق، يتسحاق رابين، وثانيا، بمواصلة بناء وتوسيع المستوطنات.



كم معتقل رقم 1 لديكم؟


وسخر البرغوثي من تكرار اجهزة الامن والاعلام الاسرائيلي لمقولة انه المعتقل رقم 1، وتساءل: كم معتقل فلسطيني لديكم تعتبرونه الرقم 1. لقد اعتقدتم ان باعتقالي ستتوقف الانتفاضة، لكنها لم تتوقف رغم مرور عامين على اعتقالي، واعتقدتم الامر نفسه بعد اعتقال اخرين وصفتموهم ايضا بالرقم 1، فما الذي نفكرون به، ما الذي تبحثون عنه في غزة، الهدوء؟ ان من يبحث عن الهدوء في غزة كمن يبحث عن سمك في البحر..


وأضاف:  السؤال الذي يجب ان يطرح هو ليس لماذا اندلعت الانتفاضة، وانما لماذا تأخر اندلاعها . واضاف: "الانتفاضة ستتواصل طالما تواصل الاحتلال، طالما تواصل بكاء الامهات الاسرائيليات والفلسطينيات". وتابع: يوم حريتي سيأتي حينما يتحرر الشعب الفلسطيني كله من الاحتلال، وانا من حيث المبدأ ضد قتل الابرياء في الجانبين". 


وتساءل البرغوثي عن صمت الجهاز القضائي الاسرائيلي ازاء ما يحدث في الاراضي المحتلة، وفي رفح هذه الايام.

وتطرق البرغوثي، ايضا، الى اوضاع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشيرا الى معاناتهم، وقال ان اوضاعهم على حافة الانفجار.

وسأل: اي وضع سياسي تريده اسرائيل في المنطقة؟ واشار الى النائب عزمي بشارة قائلا: اما ان تقبلوا بدولة جميع مواطنيها كما يطلب بشارة، او بدولتين للشعبين، ليس امامكم اي خيار ثالث.
يشار الى ان الاسير مروان البرغوثي كان رفض الادلاء بشهادته أمام القضاء الاسرائيلي انطلاقا من رفضه الاعتراف بشرعية محاكمته في دولة تحتل ارض وبلاد شعبه، واكد طوال فتررة المحاكمة الصورية التي اجرتها له اسرائيل في محكمة مدنية، ان محاكمته غير شرعية ولا تملك المحاكم الإسرائيلية شرعية محاكمته باعتباره أسير حرب وعضو منتخب من قبل الشعب الفلسطيني.

ورفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، امس، منح زوجة البرغوثي، المحامية فدوى، من دخول اسرائيل لحضور الجلسة، كما منعت قوات الاحتلال اربعة وزراء فلسطينيين من دخول اسرائيل لحضور جلسة النطق بالحكم. فعندما وصل الوزراء قدورة فارس وجمال شوبكي وغسان خطيب ومحمد شتية الى الحاجز العسكري تم تبليغهم من قبل الجيش، انه يمنع دخولهم اليوم بالذات الى اسرائيل.


بشارة: اذا اغتالوا قادة حماس واعتقلوا مروان وحسام فمع من ستتحدث اسرائيل؟



ويفيد مراسلنا ان النائبين عزمي بشارة وجمال زحالقة تواجدا في قاعة المحكمة، تضامنا مع البرغوثي. كما تواجد في القاعة عدد من النواب اليساريين في البرلمان الاوروبي.

وفي تعقيبه على قرار الحكم، قال النائب عزمي بشارة، لموقع "عرب 48": "لدينا كل الثقة بأن البرغوثي لن يجلس طويلا في السجن، فاذا كان قرار الاحتلال هو اغتيال قادة حماس، وزج مروان وحسام خضر وامثالهما في السجن لفترات مؤبدة، فمع من ستتحدث اسرائيل؟"

وأضاف: "الاحتلال الاسرائيلي يواجه ازمة وارتباك عميقين، ولا يمكنه مواصلة نهج المذابح كما يحدث الآن، وبقاء البرغوثي في السجن لن يساعد اسرائيل، بل سيحفز الفلسطينيين على النضال بكل قوة، والاقتداء بمروان البرغوثي.

"ان من يجب ان يقف على منصة الاتهام هو ليس مروان البرغوثي وانما شارون وموفاز ويعلون وغيرهم من مجرمي الحرب، ويجب ان يحاكموا ليس في محكمة اسرائيلية وانما في محكمة دولية او فلسطينية".


من جهته، رأى رئيس كتلة " التجمع" في الكنيست، النائب د.جمال زحالقة، ان المحكمة تصرفت كذراع للإحتلال وهي غير شرعية ولا تملك الصلاحية لمحاكمة نائب منتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وأضاف زحالقة لعرب48: " لقد ثبت أن سجن رموز النضال الفلسطيني لم يؤثر في هذا النضال، بل زاده قوةً وعنفواناً. المحاكمة سياسية وقرار الإدانة سياسي، وبقاء البرغوثي في السجن أو إطلاق سراحه هو مسألة سياسية. فمن يريد التوصل إلى تسوية سياسية يطلق سراح البرغوثي واخوانه ويفاوضهم مع بقية القيادة الفلسطينية المنتخبة، أما قرار المحكمة وسجن البرغوثي فهو دليل على أن إسرائيل الشارونية قد تبنت إستراتيجية الحرب الدائمة على الشعب الفلسطيني".

هذا وتظاهر خارج قاعة المحكمة عشرات نشطاء السلام الاوروبيين والاسرائيليين الذين طالبوا باطلاق سراح البرغوثي رافضين قرار محاكمته في اسرائيل

التعليقات